كتبت مريم بدر الدين
"عمران دقامنة" طفل لا يتجاوز عمره الخمس سنوات يغطى وجهه الدماء والتراب، ومع ذلك لا ينطق، لا يصرخ، كأنه اعتاد هذا المنظر المهول، مشهد يلخص مأساة أطفال سوريا الأبرياء الذين اعتادوا صور الدمار والأنقاض.
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعى عبر العالم، فيديو نشره مركز حلب الإعلامى تعدت مشاهداته نحو 3500 مشاهدة فى أقل من 10 ساعات، ويظهر إنقاذ طفل سورى من أنقاض منزله والدم يغطى وجهه البرئ، الطفل عمران صاحب 5 سنوات، تحول فى بضعة ساعات لرمز جديد لما تعيشه سوريا وبالأخص حلب، والتقطت الصورة فى سيارة إسعاف بعد إنقاذ الطفل وإخراجه حيا من بين حطام مبنى عقب قصف بأحد الأحياء الشرقية بالمدينة.
وكانت أكثر اللقطات تأثيرا عندما حاول الطفل مسح الغبار عن وجهه، ليكتشف وجود دماء، وذكرت تقارير أن الطفل وصل لأحد المشافى وتم علاجه، ولكن بدون حضور والديه.
وقام رواد موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" بتركيب صور عمران على أحداث أخرى، وكان أكثرها تداولا صورته وهو يجلس بين الرئيس الأمريكى باراك أوباما والرئيس الروسى فلاديمير بوتن معلقين عليها بأنها صورة بألف كلمة عن موت الإنسانية وتأمر الكبار وعجز الصغار.. ولسان حال الطفل يقول: "لم تشبعوا من قتلنا "، أما الصور الثانية وهو يجلس على مقعد سوريا فى القمة العربية معبرة عن مكان هذا الطفل الطبيعى.
وتلخصت معظم تعليقات مستخدمو "فيس بوك" على الصور بأنها سوف تنسى كغيرها من الصور المأساوية لأطفال غيره مثل صورة الطفل إيلان، الذى وجدت جثته ملقاة أمام أحد الشواطئ باليونان وأثارت الجدل فى وقتها، متسائلين عن سبب صمت العالم وقادته عما يحدث فى سوريا، وكانت أحد التعليقات كالتالى" يوجعنى أنه حتّى لا يبكى ! فقط ينظر مذهولاً، مكسوراً، إلى هذا العالم الهمجى الذى يقتل طفولته كلّ يوم، "عمران الطفل السورى ذى الخمس السنوات يعود من تحت الأنقاض ليكون شاهد على براميل الرعب فى سوريا".
وعلق إدوين صمويل المتحدث باسم الحكومة البريطانية فى الشرق الأوسط على صور عمران قائلا: "خرج من تحت الأنقاض ونظرته البريئة تقول لماذا؟ لماذا يدفع الصغار ثمن ما يقوم به الكبار؟ سؤال صعُبَ جوابه فى سوريا أنهكها الدمار..عمران..حلب"، وكلماته هذه تثير التساؤلات ألا يستطيع أحد من كبار زعماء العالم والتى بالمناسبة منها بريطانيا التى يستنكر الناطق باسم حكومتها مصير أطفال سوريا، أن ينهى هذه المأساة.