خيارات مرعبة لأطفال سوريا.. من واقع الحجيم إلى حكاية "عمران" طفل الأنقاض
الطفلان السوريان إيلان كردى وعمران داقنيش
الجمعة، 19 أغسطس 2016 10:39 م
كتب – محمد الحكيم
هزت صورة الطفل السورى عمران داقنيش، مشاعر الملايين على مستوى العالم، بعدما أنقذه الناجون من الهجمة الجوية فى مدينة حلب التى هدمت منزله، لتشهد صورته التى امتزج فيها الطفل فيى دماءه مع تراب الأنقاض، على جرائم تحدث على مرأى ومسمع من العالم، لينحصر أطفال سوريا فى خيارين: إما الموت أو اليُتم فى إطار حرب مازالت مستعرة.
ديفيد نوت، الجَرَّاح الحربى، قال للقناة البريطانية الخامسة: "عمران كان نائمًا فى المنزل، وفجأة انهار منزله بقنبلة أسقطتها طائرة، واستيقظ وجد نفسه تحت الأنقاض ونجا بأعجوبة، وهو الآن يتعافى فى المستشفى".
رسّام يلخص حال أطفال سوريا
خالد البيه، فنان الكاريكاتير السودانى، لخص حال المأساة لعمران البالغ 5 سنوات الفاقد لأبويه وإخوته الثلاثة، فى صورة كاركياتورية تجمعه بالطفل الشهيد إيلان كردى، الذى التقطته يد الأتراك على شاطئهم بعد الغرق فى رحلة بكى فيها العالم.
كارتون البيه تناولته العديد من وسائل الإعلام الدولية، مزج فيه بين عمران، وإيلان، وكُتِبَ باللغة الإنجليزية: "الخيارات للأطفال السوريين"، وتحت صورة تعبيرية لعمران كُتِبَت "لو عاشوا"، وتحت صورة إيلان كُتِبَت "لو رحلوا" فى إشارة إلى الموت.
صورة إيلان التى نُشِرَت فى سبتمبر الماضى، الذى غرق جنبًا إلى جنب مع والدته وشقيقه البالغ من العمر 5 سنوات، بعدما انقلب قاربهم أثناء محاولتهم الجوء إلى اليونان، صدمت العالم، وها هى صورة عمران بعينيه الهائمتين، وعلى رأسه ووجهه الغبار الممزوج بالدماء، كان لها أثر مماثل هذا الأسبوع.
ومازال "عبد الله" والد إيلان، يعيش الآن فى محافظة إربيل التى يسيطر عليها الأكراد شمال العراق، لكن عائلة عمران مازالت فى حلب التى تتعرض يوميًا لهجمات من قوات بشار الأسد، وحلفاءه الروس.
وأوضح رسام الكاريكتير السودانى لصحيفة "هافنجتون بوست": "هذا الاختيار الذى نفكر فيه يوميًا، أنا حقًا لا أعرف ما أفعله، نفس الشىء قد يحدث لأولادى.. الأمر مرعب لو فكرت فيه، لكن لو ظننت أن هذه الصورة محزنة، فلك أن تتخيل ما يحدث فى الواقع".
وأشار أحد مسؤولى الجمعية الطبية الأمريكية، إلى أن الطفل عمران لم يقل أى شىء سوى أنه سأل عن والديه، وبمجرد أن رآهما بدأ فى البكاء.
ويخشى الأطباء أن يكون عمران مصابًا بجروح داخلية حينما ظل عالقًا تحت أنقاذ المبنى الذى انهار لمدة ساعة قبل إنقاذه، لكن الممرضات عالجن رأسه وجروحه فى كل من رأسه وعينيه.
ويعيش الطفل ذو الخمس سنوات مع أمه، وأبيه، و3 من أقاربه الذين نجوا بأعجوبة من الهجمات الجوية، لكن لم ينجوا 8 أشخاص، منهم 5 أطفال من تلك الهجمات.