والدة شهيد سيناء: قضى 5 سنوات من خدمته فى أرض الفيروز وآمن أن الموت يأتى بأى مكان
والدة شهيد سيناء
السبت، 27 أغسطس 2016 09:02 ص
كتب بهجت أبو ضيف
قرر أن يقضى فترة خدمته فى سيناء مدافعًا عن وطنه، وفى عز شدة الهجمات الإرهابية على رجال الشرطة، كان بإمكانه النكوص، أو طلب تغيير مكان خدمته، نظرًا لانتهاء فترة خدمته القانونية فى سيناء، بل تقدم بطلب للاستمرار حتى فاضت روحه إلى بارئها وانضم إلى كتائب الشهداء، موصيًا من خلفه باستكمال المسيرة، هذا جانب من قصة الشهيد النقيب محمد أنور، الذى استشهد فى أرض الفيروز نتيجة انفجار لغم زرعته عناصر إرهابية فى طريق سيارته التى كان يستقلها، يونيو الماضى.
وكشفت والدته السيدة عفاف شاش، أنه غادر القاهرة للمرة الأخيرة عائدا إلى سيناء، دون أن يوقظها ليودعها، قائلة: محمد ابنى الأصغر، هو الوحيد فى الذكور، ويكبره 3 بنات، كان مثالا للابن البار، دائمًا ما كان يجتهد لإشعار من حوله بالسعادة، يحب الجميع والجميع يبادلونه الشعور، فور تخرجه من أكاديمية الشرطة بدأ عمله بقسم شرطة الوراق بمديرية أمن الجيزة، ثم نقل إلى قسم شرطة الحسنة بوسط سيناء، واستمر عمله هناك حتى قضى 5 سنوات، وبالرغم من اشتداد الهجمات الإرهابية التى تستهدف رجال الشرطة، والتى اسفرت عن استشهاد العديد منهم، إلا أنه لم يطلب يوما نقله إلى محافظة أخرى، بل دائمًا ما كان يخبرها أن الرب واحد والعمر واحد، وأن الموت يأتى فى أى مكان دون أسباب.
وأضافت والدة الشهيد: "عقب انتهاء الفترة القانونية التى يحق لمحمد انتقاله إلى مديرية أمن أخرى، خارج سيناء قرر أن يستكمل عمله فى تلك المحافظة، وأن لا يغادر حتى يكون بجانب زملائه للتصدى للجماعات الإرهابية، وأن يكون فى الصفوف الأولى للمواجهة، وهو ما دفعه للتقدم بطلب لقياداته للاستمرار فى العمل بسيناء، وكأنه كان يرغب فى الشهادة وينتظر دوره حتى يلحق بمن سبقوه من زملائه حتى تحققت رغبته".
وتابعت والدة الشهيد حديثها قائلة: "قبل استشهاده بأيام، كان قد حضر للقاهرة للحصول على فرقة تابعة لعمله، وعقب وصوله أخبرها أن الفرقة تم إلغاؤها وأنه سيعود إلى سيناء فى اليوم التالى، وبالرغم من أنه كان يودعها قبل سفره إلى سيناء، إلا أن تلك المرة حاول المغادرة دون أن يوقظها من النوم، إلا أنها شعرت به فأسرعت إليه وودعته وكأنها كانت تشعر أنها المرة الأخيرة التى ستودعه فيها، وبعد مرور أيام كان من المقرر أن يعود إلى القاهرة فى إجازته الشهرية، حيث كان من المقرر أن يصل فجرا، وعقب استيقاظها من النوم السابعة صباحا فوجئت أنه لم يصل، سارعت إلى الهاتف تتصل عليه للاطمئنان على سبب تأخره، إلا أنها فوجئت بصوت شخص آخر يجيبها، سألته عن "محمد" فكان جوابه "احتسبيه عند الله شهيدا.. محمد مات"، حينها شعرت أن روحها تكاد تنخلع منها.