•• الرئيس السيسي: مصر تستضيف نحو 5 ملايين لاجئ ومهاجر
•• الرئيس يؤكد أهمية التعامل مع ظاهرتى اللجوء والهجرة غير الشرعية بمنظور شامل
•• السيسى: يجب معالجة المشكلات التى تُعانى منها دول "اللاجئين" وتوفير فرص عمل جديدة
•• الرئيس: أفريقيا أقل قارة إسهامًا فى الانبعاثات الضارة والأكثر تضرّرًا منها
•• السيسى يدعو دول مجموعة العشرين لتقديم الدعم اللازم لمبادرة أفريقيا للطاقة المتجددة
شارك الرئيس عبد الفتاح السيسى، اليوم الاثنين، فى جلسة العمل الخامسة لقمة مجموعة العشرين المنعقدة بمدينة هانجشو الصينية، إذ ألقى كلمة بالجلسة التى خصصت لمناقشة القضايا الدولية ذات تأثير على الاقتصاد العالمى.
وأكد الرئيس خلال كلمته بالجلسة، على أن الإرهاب أضحى أكبر خطر يُهدد جميع الدول دون استثناء، مشيرًا إلى أن مصر حققت نجاحات كبرى فى مواجهته، مستندة فى ذلك إلى دعمٍ شعبى كامل وتَطَلُعٍ نحو مستقبل أفضل، موضحاً أن مصر منحت قضية الإرهاب الأولوية خلال رئاستها لمجلس الأمن الدولى فى مايو الماضى لتعزيز الجهود الدولية لمواجهة هذا الخطر.
وأضاف الرئيس أن وتيرة انتشار الإرهاب تعكس بوضوح أهمية التعامل الحازم مع الأطراف التى تقدم دعماً سياسياً ومالياً وعسكرياً لهذه التنظيمات الإرهابية لتحقيق مصالح ضيقة على حساب المبادئ الدولية والقيم الإنسانية.
وأشار الرئيس إلى أن هذا المحفل مؤهل للقيام بدور حيوى فى مكافحة الإرهاب ووقف مصادر تمويله، مشيراً إلى أن الإرهاب هو أكبر خطر يُهدد جهود مجموعة العشرين لتحقيق الاستقرار الاقتصادى الدولى والتنمية المستدامة.
ودعا الرئيس السيسي، الرئاستين الحالية والقادمة للمجموعة، وباقى الدول الأعضاء، لإنشاء آلية بالمجموعة تختص بهذه القضية، مؤكداً على أن مصر ستكون أول من تمد يدها لمعاونتهم والتنسيق معهم لما لديها من خبرات ميدانية ومعلوماتية وتنسيقية مُمتدة فى هذا المجال.
وفيما يتعلق بموضوع اللاجئين، أكد الرئيس على أهمية التعامل مع ظاهرتى اللجوء والهجرة غير الشرعية من خلال منظور شامل يُعالج الأسباب الجذرية لهما، مشيراً إلى أنه مثلما نبحث عن حلول سياسية للصراعات والاضطرابات الأمنية التى تشـهدها الـدول المُصـدرة للاجئين والمهاجريـن غـير الشرعيين، يجب كذلك معالجة المشاكل الاقتصادية التى تُعانى منها دولهم وتوفير فرص عمل جديدة لاستيعاب القدرات والطاقات البشرية.
وأكد الرئيس السيسي، على أن جهود التعاون الأمنى والتوصل إلى اتفاقيات لإحكام السيطرة على الحدود تحتاج إلى جهود مكملة تراعى المُعاناة الإنسانية للاجئين للمساهمة فى حل تلك المشكلة والحيلولة دون اتخاذ هؤلاء المهاجرين طرقاً بديلة للوصول إلى دول المقصد وتعرضهم لمخاطر أكبر.
وأوضح أن مصر، كدولة تستضيف نحو 5 ملايين لاجىء ومهاجر، تتحمل مسؤولياتها الأخلاقية والدولية بشكل كامل رغم التحديات الاقتصادية التى تواجهها، كما تُشارك بفعالية فى المحافل الدولية لصياغة وتطوير المعايير والأطر الدولية المعنية بالتعامل مع المهاجرين واللاجئين وحمايتهم وتخفيف العبء عنهم.
وبالنسبة للهجرة الشرعية، قال الرئيس السيسي، إنها عملية إيجابية يجب تشجيعها وتوسيع مساراتها لتحقيق أهداف التنمية وتخصيص حصص سنوية لأعداد من المهاجرين الشرعيين، بالإضافة إلى تطبيق مشروعات للهجرة المؤقتة من خلال استقبال الدولة لعدد من المهاجرين للعمل لفترة معينة ثم عودتهم إلى موطنهم الأصلى لنقل المعرفة والخبرات التى اكتسبوها.
وفيما يتعلق بقضية تغير المناخ، رحب الرئيس بالتحدث بصفته رئيساً للجنة القادة الأفارقة المعنية بتغير المناخ، مشيراً إلى أن أفريقيا هى أقل قارة إسهاماً فى الانبعاثات الضارة، ولكنها فى ذات الوقت الأكثر تضرراً منها، ومع ذلك فقد تحملت القارة مسئولياتها بإيجابية فى صياغة موقف أفريقى موحد، وقامت الدول الافريقية بدور بنّاء يعلمه الجميع فى التوصل لاتفاق باريس فى ديسمبر الماضى، بعد تحقيق توافق حول اضطلاع الدول المتقدمة بمسؤولياتها التاريخية فى توفير التمويل والدعم الفنى والتكنولوجى اللازم لتعزيز قدرات دول القارة على التكيف مع التغيرات المناخية والتخفيف من تداعياتها وتحقيق التنمية المستدامة.
وفى هذا الإطار، دعا الرئيس السيسي دول مجموعة العشرين لتقديم الدعم اللازم لمبادرة إفريقيا للطاقة المتجددة التى أنشأت مصر مسارها وطرحتها فى إطار رئاستها لكل من لجنة القادة الأفارقة المعنية بتغير المناخ ومؤتمر وزراء البيئة الأفارقة، وتنفيذاً لقرارات الاتحاد الإفريقى ذات الصلة.
وأعرب الرئيس السيسي، عن الشكر والتقدير للدول التى أعلنت التزامها بدعم هذه المبادرة، وفى مقدمتها فرنسا وألمانيا، معبراً عن تطلعه لامتداد هذا الدعم ليشمل المبادرة الثانية التى طرحتها مصر لتعزيز جهود إفريقيا للتكيف مع التغيرات المناخية.
وفى السياق ذاته، أكد الرئيس على أهمية التوصل خلال المؤتمر القادم حول تغير المناخ بمراكش، لاتفاق واضح ومُحدد حول تفعيل اتفاق باريس والتنفيذ الكامل والأمين لكافة التزاماته التمويلية.
وفى ختام كلمته، رحب الرئيس السيسي بالمبادرة الألمانية الخاصة بمقاومة مضادات الميكروبات وما لها من أبعاد صحية وإنسانية، مؤكداً على أن مصر تولى أهمية كبيرة لهذا الموضوع، وتتطلع للتعاون مع ألمانيا وباقى دول المجموعة فى هذا المجال.