السبت، 23 نوفمبر 2024 05:32 ص

إيران تكشف عن وجهها القبيح وتدعو للتظاهر ضد السعودية فى ذكرى حادث منى

 إيران تكشف عن وجهها القبيح وتدعو للتظاهر ضد السعودية فى ذكرى حادث منى حجاج
السبت، 10 سبتمبر 2016 05:06 ص
كتب كامل كامل - أحمد عرفة
ما كانت تخفيه إيران أمس من خطط ضد الدول العربية، تظهره اليوم، وما كانت تدعو له سراً من تدويل موسم الحج، أصبحت تقوله جهراً الآن، الأمر الذى يؤكد للجميع أننا أمام دولة طائفية تتحرك بدعم من الغرب لضرب الدول العربية.

وأعلنت طهران التصعيد ضد المملكة العربية السعودية، تزامناً مع حلول موسم الحج، بدعوات للتظاهر فى الذكرى السنوية الأولى لحادث منى الذى وقع العام الماضى، الأمر الذى اعتبره باحثون ومتخصصون فى الشأن الإيرانى أن طهران تستهدف من هذه التحركات الخبيثة تدويل موسم الحج.

من جهته اعتبر محمد مصطفى، الباحث المتخصص فى الشأن الإيرانى، دعوات طهران للتظاهر ضد المملكة العربية السعودية اليوم، الجمعة، تزامناً مع الذكرى السنوية لحادث منى، "عربون" تقدمه طهران لأمريكا من أجل تمزيق الدول العربية.


وقال "مصطفى"، فى تصريحات لـ"برلمانى"، "لا يمكن فهم التصعيد الإيرانى على المملكة العربية السعودية بمعزل عما يحدث حولنا فى المنطقة منذ سقوط حكم الإخوان المتأسلمين فى مصر، والذى يُعد فى التاريخ الحديث الزلزال المروع الذى أطاح بأحلام أمريكا وحلفائها الغربيين، إذ كانوا يعولون على إخضاع المنطقة عبر إنهاكها فى صراعات داخلية بحكم الإخوان لأكبر دولة عربية وهى مصر، على اعتبار أن الإخوان أقوى سلاح لأمريكا فى لعبة الحروب الدينية، من هنا تساقطت أوراق اللعب من أمريكا ورقة بعد أخرى، وحدث الهرج والمرج وتبدلت الأمور بظهور الدور الروسى فى المنطقة، وما كان ممسوكا أمريكيا خرج عن نطاق السيطرة".

وأضاف "مصطفى"، لم يعد لأمريكا من ذراع قوية تلعب بها وتبتز حلفاء الأمس سوى إيران، وقد تحسبت المملكة لهذا التطور الذى ستأخذ فيه العلاقات الإيرانية الأمريكية هذا التقارب المعلن، كما حدث بينهما فى احتلال العراق، إذ فوجئ الكثيرون بأن إيران وأمريكا حلفاء السر صارا حلفاء العلن.

وتابع الباحث فى الشئون الإيرانية، "نعم توترت العلاقات بين أمريكا والسعودية إثر وصول الاتفاق النووى بين طهران والقوى الكبرى بقيادة أمريكا إلى تفاهم يغض الطرف عن إيران، ويفتح صفحة جديدة فى علاقة إيران بأمريكا والاتحاد الأوروبى، الأمر الذى أقلق الدول الخليجية، وعلى رأسها المملكة السعودية، فيأتى رد المملكة فى تلك الخطوة المهمة تجاه روسيا والتى التقطها الرئيس الروسى فلاديمر بوتين فى التقارب السعودى الروسى وكان آخر تلك التطورات إبرام 6 اتفاقيات بين روسيا والسعودية، فضلا عن استكمال صفقة أسلحة مع مصر بتمويل سعودى، واستشاطت أمريكا غضبًا وبدأت تلعب بآخر ورقة لها فى المنطقة بعد خسارتها ورقة الإخوان، وهى ورقة الطائفية الإيرانية".

وأضاف "مصطفى"، "ما تفعله إيران قربان وعربون المودة الذى تقدمه لأمريكا لطيها صفحات الملف النووى، وأدركت السعودية الآن تبدل مواقف حليفها القديم "واشنطن" بعد هذا التقارب الإيرانى الأمريكى على حساب حلفاء الأمس الخليجيين، فليست القصة قصة حجاج منعتهم طهران من موسم الحج، ولا هى قصة دعوات تدويل لإدارة الحرمين الشريفين لتخويف السعودية، بل هى قصة تحذير للسعودية وللخليجيين بألا تقتربوا من هذا التحالف الجديد الذى يلتئم فى المنطقة مع الروس والصين ومصر للحيلولة دون تسلط الدور الأمريكى على مقدرات المنطقة ومصيرها".

وفى السياق ذاته أصدرت الدعوة السلفية بياناً، دعت فيه الدول العربية لمساندة السعودية ضد طهران، وقالت فى بيانها اليوم الجمعة، "منذ أن قامت الثورة الإيرانية والنظام السياسى هناك لا يفتأ يدّعى أنه ضد الشيطان الأكبر أمريكا؛ فى محاولة لجذب تعاطف الشباب السنى، ونجح بالفعل فى جذب تعاطف كثير من الشباب، بل وجذب تعاطف كيانات إسلامية بأكملها، ومع مضى السنيين، وجدنا النظام الإيرانى يتحالف مع الشيطان الأكبر، فى صفقة أسلحة مشبوهة؛ لإبادة العراق".

وأضافت الدعوة السلفية، "ثم جاء الاتفاق النووى مع القوى العظمى لينزع آخر ما تبقى من أوراق "التقية"، فى التعامل مع القوى الغربية، ولم نعد نسمع مصطلح "الشيطان الأكبر"، وأصبحت إيران تقدم نفسها على أنها الحارس الأمين للمصالح الغربية أمام الجماعات الصدامية، وتناسى هؤلاء أنهم مَن أنشأ كثيراً من هذه الجماعات، وموَّلها، وأن كثيراً من الشباب ذوى النفسية الخارجية، وأصحاب الطاقة التدمرية، قد انتحلوا النظريات الصدامية الإيرانية، حتى وإن كانوا فى الأصل من أهل السنة.

وتابع بيان الدعوة السلفية، "ليس أدل على ذلك من الدعوات التى خرجت من شباب سنى، فى كثير من بقاع الأرض، يتنادون فيها إلى محاكاة الحرس الثورى الإيرانى، وفى ظل هذا الاستخدام المتصاعد من الدول العظمى، كشفت إيران عن وجهها القبيح، وتدخلت بمنتهى الوضوح فى الدعم العسكرى لميلشيات شيعية عسكرية فى العراق واليمن وسوريا، وحاولوا نشر التشيع فى مصر، وغيرها من بلدان العالم الإسلامى، واستغل هؤلاء بعض حوادث الحج فى الموسم الماضى لإثارة الفتن هذا العام.

وأضاف البيان، "العجيب أن يستعيد خطابهم مصطلح "الشيطان الأكبر"، جنباً إلى جنب مع ادعاء أنهم يقفون أمام الإرهاب الداعشى، ونحن نقول لهم أنتم وداعش وجهان لعملة واحدة، بل تتحدث الكثير من التقارير عن التنسيق بينكما، وكلاكما يخرج على الأمة بالسيف، وكلاكما يتحالف مع أعداء الأمة الإسلامية ضد أبنائها، وتزيدون على داعش أنكم تعادون خيار هذه الأمة؛ صحابة رسول الله صلى الله عليه ووزراءه وزوجاته.

وتابع بيان الدعوة السلفية، "نذكر الحكومة السعودية، ومعها كل حكومات العالم الإسلامى، بالسياسة الرشيدة النابعة من عقيدة أهل السنة والجماعة، من أنهم لا يكفرون الفِرَق التى تكفرهم، بل يتحملون أذاهم، لا سيما وفيهم من العوام الجهال المغرر بهم، وما جرى عبر التاريخ من السماح لكل حاج، يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، بالحج إلى بيت الله الحرام مع عدم التفتيش فى عقائد الناس".

وأوضحت الدعوة السلفية أن هذا لا يمنع من اتخاذ كافة التدابير الأمنية الاحترازية تجاه الحجيج القادمين من بعض البلاد التى يُخشى أن يثير بعضهم الاضطرابات، طالما لم يخل ذلك بأداء المناسك.

من ناحيته قال هشام النجار الباحث الإسلامى، أن طهران تستغل الحج وتنظيم المملكة السعودية له وإشرافها عليه فى محاولة لجعله ورقة من ورقات الضغط والابتزاز ضد المملكة لإضعاف موقفها الإقليمى

واضاف "النجار"، لـ"برلمانى"، أن الهدف النهائى لطهران يتمثل فى الإخلال بمكانة المملكة السعودية عربياً وإسلامية، بوصفها زعيمة الإسلام السنى، وإحداث انقسام داخل البيت السنى وإثارة العالم الإسلامى ضد المملكة، بافتعال أزمات دينية متعلقة بشعيرة الحج، وترى طهران أن تلك الأهداف تخدم مشروعها الإقليمى القائم على إشعال الصراع الطائفى والمذهبى وتوسيع نفوذها فى العمق العربى واستكمال سيطرتها على ما يطلق عليه الهلال الشيعى


ويتصاعد التوتر بين المملكة العربية السعودية وإيران بشكل غير مسبوق منذ 20 عاماً، فى وقت يتغيب فيه الحجاج الإيرانيون عن الحج هذا العام، ويتخذ التراشق الإعلامى منحنا تصاعدياً بين البلدين، ودعت السلطات فى طهران إلى تظاهرات غداً بعد صلاة الجمعة بمناسبة الذكرى السنوية لحادث منى، وتنديد لما وصفته بـ "جرائم" الرياض على حد تعبيرها.

print