كتب لؤى على
أصدرت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، بياناً اليوم الخميس، قالت فيه: "ظهرت بعض الدعوات التى تهدف إلى إثارة البلبلة بين جموع المسلمين وبث الفتنة بينهم لتشكيكهم فى ثوابت دينهم , وذلك بتوجيههم لنقل مراسم الحج إلى كربلاء بدلا من الحج إلى بيت الله الحرام، وأخرى بالدعوة إلى تنظيم رحلات حج لجبل الطور، ونسى هؤلاء أو تناسوا أن الحج فريضة محكمة ، وأنها من الثوابت التى لا تتغير بتغير الزمان والمكان، ولا تقبل الزيادة فيها أو النقصان أو استبدال زمان أو مكان أدائها، فشعائرها توقيفية شأنها شأن سائر العبادات تقوم على منهج الاتباع لا على منهج الابتداع، و يمتثلها المسلمون إيمانًا منهم بأن الله وحده المستحق للعبادة، وأنه لا يعبد إلا بما شرع ، ولا يعرف ذلك إلا ببلاغ المعصوم – صلى الله عليه وسلم – عن رب العزة – تبارك وتعالى - الذى أمره ربه بقوله :" ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ".
وأضاف البيان ، أن هؤلاء تناسوا أن صاحب الحق فى تفضيل بعض البقاع المكانية أو المواقيت الزمانية على غيرها هو الله – تعالى – خالق المكان والزمان، ولا يعرف ذلك إلا بدليل خاص صحيح , وإلا كان مبتدعًا فى الدين داخلا تحت قوله – صلى الله عليه وسلم- :" مَنْ أَحْدَثَ فِى أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ" .وَفِى قوله –صلى الله عليه وسلم - :"مَنْ عَمِلَ عَمَلاٍ لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ" متفق عليه . وفى هذين الحديثين نهى عن الابتداع ابتداء، ونهى عن اتباع المبتدعين، وفيهما التأكيد على أن العبادات التى تقرب إلى الله توقيفية، وأن حسن النية وحده لا يكفى لاعتبار العمل عبادة .
وقال البيان ، أنه سدًا لذريعة الابتداع فى هذا الجانب رأينا النبى – صلى الله عليه وسلم – يحذر من شد الرحال إلا إلى أماكن مخصوصة بقوله – صلى الله عليه وسلم - :" لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِى هَذَا، وَالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى" متفق عليه .
وأكد البيان ، أنه يجب أن يعلم كل من يتصدر الناس فى أمر دينهم أن العلم هو الأساس , ويجب أن يكون سابقا على القول والعمل قال الله تعالى:{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ{.