تنطلق بعد غد الأحد بالقاهرة، ورشة العمل الإقليمية التى ينظمها المجلس العربى للمياه بالتعاون مع برنامج الغذاء العالمى حول موضوع "تعزيز مفهوم الهشاشة الاجتماعية فى المنطقة العربية".
تهدف ورشة العمل التى تستمر 3 أيام إلى تسليط الضوء على مخاطر التغيرات المناخية وارتباطها بالأمن الغذائى وندرة المياه والهشاشة الاجتماعية لبناء القدرات فى المنطقة العربية، وتحقيق التنمية المستدامة بشكل أفضل على المستوى الإقليمى، إلى جانب توضيح مفهوم الهشاشة الاجتماعية وتقييم مدى تأثرها بالمخاطر الرئيسية الناجمة عن النزاعات والفقر وتغير المناخ وندرة المياه والأمن الغذائى.
وصرح الدكتور محمود أبو زيد رئيس المجلس العربى للمياه، بأن ورشة العمل التى تقام تحت مظلة جامعة الدول العربية، تسعى إلى توفير الأساس العلمى لوضع سياسات الحد من الكوارث والتنبؤ المبكر بالمخاطر من خلال تحديد مؤشرات متعددة المستويات وقابلة للقياس وخرائط قادرة على تحليل أوجه الضعف الاجتماعى، والقدرة على مواجهة المخاطر البيئية والمناخية القصوى فى المنطقة العربية.
وقال أبو زيد: "إن المشاركين فى الورشة سيعرضون البيانات وطرق الرصد وتحديد المؤشرات المطلوبة للمضى قدمًا فى طريق الفهم الصحيح للضعف المجتمعى، وكيفية معالجته فى المنطقة العربية، وذلك من خلال 4 جلسات فنية تتناول موضوعات الهشاشة الاجتماعية، وتبادل المعلومات المتعلقة بها على المستويين الوطنى والإقليمى".
وأشار أبو زيد إلى أن ورشة العمل تأتى فى إطار مبادرة جامعة الدول العربية حول مخاطر التغيرات المناخية وارتباطها بالأمن الغذائى وندرة المياه والهشاشة الاجتماعية لبناء القدرات فى المنطقة العربية مع الشركاء من المنظمات الإقليمية والدولية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر برنامج الأمم المتحدة الإنمائى (UNDP)، وبرنامج الغذاء العالمى (WFP)، ومكتب الأمم المتحدة للحد من المخاطر (UNISDR) وغيرها، مبينا أهمية تلك المبادرة التى تركز على أربعة مجالات رئيسية للعمل بالتنسيق بين الشركاء وهى:
أولا: توفير البيانات حول المخاطر المناخية والكوارث، وتدهور الأراضى، وانعدام الأمن الغذائى والمائى والضعف الاجتماعى أمام متخذى القرار.
ثانيا: توفير الأدوات والتقنيات لتلافى المخاطر الناجمة عن تغير المناخ والكوارث، وزيادة جفاف الأراضى، وانعدام الأمن الغذائى وندرة المياه وتأثير ذلك على التنمية البشرية فى المنطقة العربية.
ثالثا: إعداد القيادة المحلية للتعامل مع تلك المخاطر المناخية وصياغة وتنفيذ أطر السياسات التى تدعم تنمية الأراضى، والأمن الغذائى والمائى والتنمية المحلية.
رابعا: وضع استراتيجيات وسياسات تهدف إلى التغلب على الحواجز التنظيمية والمالية والمعلوماتية لزيادة الاستثمارات فى تغير المناخ، والحد من مخاطر الكوارث لتحقيق التنمية القائمة على الصمود.
ومن جانبه أكد الدكتور حسين العطفى الأمين العام للمجلس العربى للمياه، أهمية ورشة العمل لمناقشة ووضع أطر لمواجهة المخاطر التى تواجهها المنطقة العربية جراء التغيرات المناخية والكوارث الطبيعية، وتأثير ذلك بشكل كبير على الواردات الغذائية، ودور الحكومات فى وضع السياسات على المستويين الوطنى والمحلى، ودور المنظمات الدولية فى دعم الحكومات إقليميا ودوليا وبناء القدرات لمواجهة تلك المخاطر .
وقال العطفى: "إن المنطقة العربية هى الأكثر معاناة من ندرة المياه فى العالم، ومعرضة بشدة لخطر الجفاف، بالإضافة إلى ما تشهده من صراعات ونزاعات مما يؤدى إلى فقدان سبل كسب العيش، وارتفاع أسعار الوقود والمواد الغذائية وانخفاض القوة الشرائية، ولا سيما لأولئك المستضعفين والفقراء والمهمشين والنازحين.
كما أدت النزاعات بالمنطقة إلى موجات من الهجرة والتوترات الاجتماعية، وساهمت فى انعدام الأمن الغذائى والمائى فى كثير من البلدان خاصة فى سوريا والأراضى المحتلة .
يفتتح الجلسة الافتتاحية التى تعقد بفندق - إنتركونتيننتال سيتى ستارزبمدينة نصر - د.محمود أبو زيد، رئيس المجلس العربى للمياه، ود.محمد عبد العاطى، وزير الموارد المائية والرى فى مصر، وبحضور د.جمال الدين جاب الله، مدير إدارة البيئة والإسكان والموارد المائية والتنمية المستدامة فى جامعة الدول العربية، كارلو سكاراميلا، نائب المدير الإقليمى للمكتب الإقليمى لبرنامج الغذاء العالمى والفاو، واليونسكو والجامعة العربية، والوكالة الألمانية للتنمية، وبحضور ممثلين عن تونس، المغرب، لبنان، الأردن، سوريا، السعودية، ووزارات الرى، والزراعة، والتخطيط، الجامعات، كلية الاقتصاد والعلوم السياسية والزراعة، علاوة على مشاركة مجموعة من الشخصيات العامة، من بينها الدكتور جودة عبد الخالق، وزير التضامن الاجتماعى الأسبق فى مصر.