يعد الطريق الدائرى واحدًا من أهم الطرق فى مصر، حيث يربط بين محافظات القاهرة الكبرى، ويساهم بقدر كبير فى تخفيف الازدحام المرورى داخل القاهرة وضواحيها، وتصل الحركة المرورية عليه إلى أكثر من 100 ألف سيارة يوميًا، بدأ العمل فيه عام 1986، وتم الانتهاء منه بالكامل فى عام 2005، ومع مرور الوقت أصبح الطريق الدائرى مأوى للعناصر الإجرامية، خاصة بعد حالة الانفلات الأمنى التى شهدتها مصر عقب ثورة 25 يناير، ومع مرور الوقت وبعد ثورة 30 يونيو، بدأت الأمور الأمنية تتحسن تدريجًا، إلا أن الجريمة لم تختفِ بشكل كامل وظل الطريق محفوفًا بالمخاطر.
وتنتهز العناصر الإجرامية طول الطريق الدائرى واتساعه وتستغل بعد ثغراته، التى من أبرزها غياب الإضاءة فى أجزاء الطريق من أجل تحقيق أطماعها الرامية للسطو المسلح على السيارات، فتبدأ فى الانتشار عبر مخارج الطريق ومداخله، ترصد حركة السيارات، وتراقبها فى انتظار لحظة الانقضاض، مستخدمين فى ذلك عدة حيل لإجبار قائدى المركبات على التوقف حتى يكونوا فريسة سهلة لهم.
أبرز الحيل التى يلجأ إليها المتهمون لسرقة السيارات
هناك عدة حيل يلجأ إليها العصابات من أجل السطو المسلح على السيارات أعلى الطريق الدائرى، سواء بإلقاء حجر أمام السيارة أو صدمها من الخلف أو إلقاء بيض على الزجاج لمنع الرؤية عن السائق، وكلها تهدف إلى إلهاء السائق وإجباره على التوقف على جانب الطريق بأى وسيلة، حتى يصبح فريسة سهلة فى يد الجناة، الذين أعدوا نفسهم جيدًا للانقضاض على الضحية وسرقته تحت تهديد السلاح.
1- صدم السيارة من الخلف لإجبار السائق على التوقف
وتعد أبرز الحيل لسرقة السيارات عبر الطريق الدائرى، هو قيام اللصوص بصدم سيارة الضحية من الخلف عن عمد، مستخدمين فى ذلك دراجة بخارية أو سيارة أخرى، مما يدفع الضحية للتوقف بسيارته على الجانب الأيمن من الطريق لفحص الأضرار التى لحقت بسيارته، هنا يباغته الجناة بالأسلحة النارية والبيضاء، ويجبرونه على ترك السيارة ومتعلقاته، ويفروا هاربين.
2- إلقاء حجر أمام السيارة لإعاقة حركتها وتفجير الإطار
ومن الحيل الأخرى التى انتشرت خلال الفترة الأخيرة، هو قيادة اللصوص لسيارة أعلى الطريق الدائرى، ويراقبون السيارات، وبعد تحديد هدفهم الذى فى الغالب يكون فتاة أو شخص بمفرده للتأكد من عدم إبداء الضحية مقاومة، يقوم شخص بإلقاء حجر ضخم أمام سيارة الضحية مما يؤدى إلى اختلال عجلة القيادة من يده وانحراف السيارة، وقد تؤدى فى بعض الأحيان إلى انفجار الإطار، ما يدفع الضحية للتوقف مرغمًا بجانب الطريق ليكون فريسة سهلة فى يد الجناة.
3- إلقاء البيض على زجاج السيارة لتشويش الرؤية
ومن الحيل الأخرى التى استخدمها لصوص السيارات على الرغم من عدم انتشارها بشكل كبير، هو إلقاء اللصوص البيض على الزجاج الأمامى والخلفى لسيارة الضحية، لتشويش رؤيته وإجباره على التوقف، خاصة وأن البيض مادة لزجة ولا يمكن السيطرة عليها من خلال مساحات السيارة، وهنا يتوقف السائق على جانب الطريق لإزالة "الزلال" بطريقة يدوية، وهنا يجد نفسه محاصرًا بين العصابات.
4-ادعاء وجود أعطال فى سيارة الضحية لإجباره على التوقف
الكذب يعد من الحيل التى يلجأ إليها لصوص السيارات للإيقاع بضحاياهم أعلى الطريق الدائرى، وذلك من خلال التحدث إلى قائد السيارة، وإيهامه بوجود عطل ما فى سيارته، كخروج الدخان من التانك أو انخفاض ضغط الهواء فى إحدى عجلات السيارة، أو أن شنطة السيارة مفتوحة؛ مما يضطر السائق الضحية للتوقف بحسن نية لاستطلاع الأمر، وهنا يفاجأ بسقوطه فى براثن العصابات.
تأمين الطرق والكبارى
أكد مدير مرور القاهرة على انتشار الأقوال الأمنية وكاميرات المراقبة لرصد جرائم الطرق طوال الليل، ويوجه 10 نصائح لقائدى السيارات لتفادى التعرض لعمليات السطو المسلح.
وعن تأمين الطرق قال اللواء علاء الديجوى، مدير مرور القاهرة، إن هناك حملات على الطرق والكبارى بشكل مستمر تقودها القوات الأمنية لرصد كافة المخالفات، فضلًا عن تفعيل دور الرادار لرصد السيارات وسرعتها ومدى التزامها بقواعد وقوانين المرور، إضافة إلى الكشف الدورى الذى يتم على قائدى المركبات لبيان متعاطى المواد المخدرة، وعمل تحريات عن هؤلاء السائقين لضبط مرتكبى الجرائم والصادر ضدهم أحكام قضائية، وكل هذا يساهم فى تخفيض نسبة الجرائم المرتكبة أعلى الطرق والكبارى وتأمينها.
وأضاف "الديجوى" فى تصريحات لـ"برلمانى"، أن هناك أقوالا أمنية تنتشر فى كافة الطرق والكبارى والمحاور الرئيسية بالقاهرة الكبرى والمحافظات، وتتشكل تلك الأقوال من عربات شرطية وسيارات أمن مركزى ورجال الأمن العام والمباحث، والإدارة العامة للمرور، ومدرعات شرطية وقوات خاصة، وتعمل تلك الأقوال على تفقد الحالة الأمنية ورصد المخالفات، وضبط مرتكبى الجرائم وتأمين سير السيارات ليلًا على تلك مختلف الطرق والمحاور، فضلًا عن نشر مجموعة من كاميرات المراقبة لرصد مخالفات الطرق والجرائم.
ووجه "الديجوى" عدة نصائح لقائدى السيارات لتفادى التعرض لمحاولات السطو مسلح قائلًا: "على قائدى السيارات التركيز مـع المـرايات وفحص الطريق والانتباه إلى السيارات والنظـر داخل صالون المركبات التى خلفـك وملاحظة جميع الراكبين فيها، ورصـد حـركات الاستعداد للنـزول منها أو تجهيـزهم لوضعيـة السلاح "قبل نقاط الضعف" الخاصة بعبور المطبات خصوصا عندما يكون لديك دراية بوجود عدد من المطبات بالطريق، وطالبهم بالتزام الهدوء فى حالة تعرضهم لأى وقائع سطو مسلح، والاتصال فورًا بشرطة النجدة أو مرور القاهرة، والبقاء داخل السيارة وإغلاقها بإحكام.
كما أكد مصدر أمنى، أن حالات التثبيت أعلى الطرق لها أكثر من طريقة لعل أبرزها تتبع السيارة الخاصة بشخص معين بالطريق والاصطدام به من الخلف، وبمجرد نزول السائق من المركبة يتجمع حوله مجموعة من البلطجية ويسرقون متعلقاته الشخصية وسيارته، ومن الممكن أن يقوموا بقتله.
وأضاف المصدر لـ"برلمانى"، أن قطاع الطرق يستخدمون وسيلة آخرى، وهى وضع إطارات سيارات أو أحجام بالطريق ويتم من خلالها استيقاف المركبات التى تمر بالطريق، وبمجرد توقفها يتم تثبيت السائقين والتحصل على متعلقاتهم، كما يتم استيقاف قائدى المركبات أعلى الطرق السريعة مع اقتراب السائق من مطب صناعى، حيث يكون هناك مجمـوعة بلطجيـة قاموا برصد تحركات السيارة وتتبعها، ويستقلون سيارة أخرى وعند تخفيضك السرعة لعبور المطب يقومون بتخطى المركبة ويتم غلق الطريق على سيارتك فجأة، ويتم نزول البلطجية منها وبحوزتهم أسلحة آلية ويتم تثبيت المارة عليه.
خبير مرورى: الدائرى من الطرق الكارثية نظرا لوقوع الحوادث المرورية بشكل يومى لصعوبته الهندسية
وأكد اللواء مصطفى درويش، مساعد وزير الداخلية الأسبق، أن الطريق الدائرى من الطرق الكارثية التى تقع عليه العديد من الحوادث المرورية، لأن هناك حوادث تقع بشكل يومى على الرغم من تكثيف تواجد رجال المرور، نظرا لصعوبته الهندسية، فهو أخطر الطرق فى مصر، ويجب إعادة رفع كفاءة بعض المناطق به لتحجيم الحوادث التى نفقد خلالها العديد من المواطنين سنويا، ما بين وفيات ومصابين ويحدث عليه تكدسات مرورية عديدة، وبمجرد انتهاء الهيئة الهندسية من إنشاء الطريق الإقليمى سيساهم بشكل جيد فى سحب جميع الكثافات التى نراها أعلى الطرق خلال أوقات الذروة.
وأضاف مساعد الوزير الأسبق لـ"برلمانى"، أنه يجب تقليل السرعات الجنونية التى يسير بها قائدو المركبات أعلى الدائرى، ويجب تعميم الطريق برادارات لتحجيم الحوادث التى تقع أعلى الطريق، لأن هناك كثافات مرورية عالية تتواجد به على مدار اليوم، لافتا النظر إلى أن الطرق على الرغم من رفع كفاءتها، فهناك طرق فرعية وغير آمنة ومطالع ومنازل عشوائية تودى بحياة العشرات، وتخرج منها السيارات على الطرق الرئيسية، وتتسبب فى وقوع الحوادث، بالإضافة إلى وجود فتحات جانبية، وعدم صلاحية الطرق تؤدى للحوادث بالطرق الرئيسية، والتى يجب إغلاقها وإصلاح الأماكن التالفة بها.
واستطرد مساعد الوزير الأسبق، أن الهيئة الهندسية والطرق وإدارة المرور، قاموا بتزويد الطرق بلوحات إرشادية وعلامات تحذيرية، وارتفعت نسبة الأمان أعلى الطرق خلال الفترة الحالية، وعندما يقع أى حادث تجد العنصر البشرى هو السبب بها وليس كفاءة الطريق، موضحا أن هناك مرايا على يمين وشمال السيارة يجب فتحها حتى يرى سائق السيارة جميع المركبات المتواجدة خلف السيارة، ولأنه فى حالة ارتكاب أى خطأ يتسبب فى وقوع حوادث مرورية.
رئيس "نقل" البرلمان: الطرق أمنة 100% وما يحدث وقائع فردية تختلف عن الأوضاع بعد ثورة 25 يناير
من جانبه قال اللواء سعيد طعيمة، رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، إن معدلات الأمن فى الطرق والكبارى المختلفة ارتفعت بشكل ملحوظ خلال السنوات القليل الماضية، واختفت بشكل كبير جرائم سرقة السيارات والسطو المسلح، عن ما كانت بعد ثورة يناير مباشرةً، مؤكدًا على أن الأجهزة الأمنية تقوم بدور كبير من أجل تأمين الطرق فى مختلف الأوقات.
وأوضح مدير الإدارة العامة للمرور الأسبق فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، نحن لا نريد أن نصدر الخوف للمواطنين، وطرق مصر آمنة 100%، وإذا كان هناك حوادث سطو مسلح وتثبيت للسيارات على أى طريق من الطرق أو الكبارى، فهى حوادث فردية، تحدث فى العالم أجمع ولا تعبر عن وجود تقصير أمنى، مشيرًا إلى أن الأجهزة الأمنية تعمل على ضبط مرتكبى تلك الجرائم.
وأشار "طعيمة" فى نهاية حديثه إلى عدم وجود نية لدى مجلس النواب لإصدار أى تشريعات جديدة خاصة بالطرق أو الكبارى فى الفترة الراهنة، سواء لرفع نسبة التأمين أو التطوير، أو إصدار تشريعات من شأنها تغليظ العقوبات على عصابات سرقة السيارات، قائلًا:"الحالة الأمنية مستتبة ولا يوجد طارئ يدفعنا لذلك".