الجمعة، 22 نوفمبر 2024 01:45 م

وصفتها بـ"الكارثة الساحقة".. ماذا قالت "جولدا مائير" عن حرب أكتوبر فى مذكراتها؟

وصفتها بـ"الكارثة الساحقة".. ماذا قالت "جولدا مائير" عن حرب أكتوبر فى مذكراتها؟ جولدا مائير
الإثنين، 03 أكتوبر 2016 03:17 م
كتب أحمد براء
"ليت الأمر اقتصر على أننا لم نتلق إنذارًا فى الوقت المناسب، بل إننا كنا نحارب على جبهتين فى وقتٍ واحد، ونقاتل أعداءً كانوا يعدون أنفسهم للهجوم علينا من سنين".. هكذا قالت جولدا مائير، رئيسة وزراء إسرائيل وقت حرب أكتوبر المجيدة، فى مذكراتها التى أصدرتها بكتاب يحمل عنوان "حياتى"، والذى وصفت بين سطوره مر الهزيمة التى لحقت بالجيش الإسرائيلى خلال حرب 73.

وتقول "مائير" فى بداية مذكراتها: "ليس أشق على نفسى من الكتابة عن حرب أكتوبر 1973.. ولن أكتب عن الحرب من الناحية العسكرية فهذا أمر أتركه للآخرين.. ولكنى سأكتب عنها ككارثة ساحقة وكابوس عشته بنفسى، وسيظل باقيًا معى على الدوام".

كانت مائير خارج الأراضى الفلسطينية المُحْتَلَّة قبيل اشتعال الحرب بأيام، وعادت من رحلتها 4 أكتوبر 1973، وفور عودتها، عقدت اجتماعًا مع مع القيادات فى "مطبخ" منزلها، ضم مجموعة من العناصر البارزة فى وزارة الدفاع والجيش لبحث الموقف، واستعرض الاجتماع معلومات خاصة بشهر مايو بشأن تعزيزات القوات المصرية والسورية على الحدود، ومعلومات المخابرات الإسرائيلية التى أكدت عدم قدرة القوات المحتشدة على تنفيذ أى هجوم.

وخلال الاجتماع، وكما تقول مائير فى مذكراتها: "كان الرأى الذى التقى حوله الجميع أن الموقف العسكرى يتلخص فى أن إسرائيل لا تواجه خطر هجوم مصرى– سورى، أما القوات المصرية المحتشدة فى الجنوب، فلا يتعدى دورها تنفيذ المناورات المعتادة.. ولم يجد أحد من المجتمعين ضرورة لاستدعاء الاحتياطى!.. ولم يفكر أحد فى أن الحرب وشيكة الوقوع".

وعقدت جولدا مائير يوم 5 أكتوبر، اجتماعًا آخر لإعادة بحث الموقف، واقترح "إسرائيل جاليلى" أحد قيادات منظمة "الهاجانا" الصهيونية المتطرفة، تفويض مائير ووزير الدفاع سلطة استدعاء احتياطى، وإعلان التعبئة العامة إذا تطلب الأمر ذلك، وتقول مائير فى مذكراتها حول هذا الاجتماع: "كان من واجبى أن استمع إلى إنذار قلبى وأستدعى الاحتياطى، وأمر بالتعبئة.. لم يكن منطقيًا أن أعطى أوامر بالتعبئة مع وجود تقارير مخابراتنا العسكرية وتقارير قادتنا العسكرية التى لا تبررها!، لكنى فى نفس الوقت، أعلم تمامًا أنه كان واجبًا على أن أفعل ذلك، وسوف أحيا بهذا الحلم المزعج بقية حياتى، ولن أعود مرة أخرى نفس الإنسان الذى كنته قبل حرب يوم كيبور".

وفى الساعة الرابعة من صباح يوم السبت 6 أكتوبر، تلقت مائير وفقًا لمذكراتها؛ معلومات بأن المصريين والسوريين سوف يشنون هجومًا مشتركًا فى وقتٍ متأخر بعد ظهر نفس اليوم، وعلى الفور عقدت اجتماعًا ثالثًا والذى جرى من خلاله من جديد استعراض الموقف.

وتقول جولدا مائير عن يوم السادس من أكتوبر: "كان هذا اليوم الوحيد الذى خذلتنا فيه قدرتنا الأسطورية على التعبئة بسرعة!"، واجتمعت مائير عقب هذا الاجتماع مع زعيم المعارضة "مناحم بيجين" والسفير الإسرائيلى فى إسرائيل، وعند الظهر عقدت اجتماعًا للحكومة الإسرائيلية للبحث فى تعبئة قوات الإحتياطى.

وقبل أن ينتهى الاجتماع، فُتِحَ باب قاعة الاجتماعات واندفع سكرتير مائير العسكرى نحوها ليبلغها بأن الهجوم قد بدأ. وتقول جولدا مائير: "فى نفس اللحظة سمعنا صوت صفارات الإنذار فى تل أبيب وبدأت الحرب.. ليت الأمر اقتصر على أننا لم نتلقَ إنذارات فى الوقت المناسب، بل إننا كنا نحارب فى جهتين فى وقتٍ واحد، ونقاتل أعداءً كانوا يعدون أنفسهم للهجوم علينا من سنين".

وتعترف جولدا مائير فى مذكراتها: "كان التفوق علينا ساحقًا من الناحية العددية سواء من الأسلحة أو الدبابات أو الطائرات أو الرجال.. كنا نقاسى من انهيار نفسى عميق.. لم تكن الصدمة فى الطريقة التى بدأت بها الحرب فقط، ولكنها كانت فى حقيقة أن معظم تقديراتنا الأساسية ثبت خطؤها، فقد كان الاحتمال فى أكتوبر ضئيلاً.. وكان يقيننا بأننا سنحصل على الإنذار الكافى قبيل الهجوم، وكنا نؤمن بأن فى استطاعتنا منع المصريين من عبةر قناة السويس".




الأكثر قراءة



print