فى ظل المتغيرات الإقليمية التى تجرى على الساحة فى منطقة الشرق الأوسط، والانقلاب الأمريكى الناعم الذى يقوده الكونجرس ضد المملكة العربية السعودية بقانون "جاستا"، وتقرب إيران من واشنطن خلال الأيام الحالية، كشفت مصادر أن شيعة مصر بدأوا فى توظيف هذه الأحداث لتحقيق مصالحهم، وذلك بالترويج للمشروع الإيرانى، بأن تحل الجماعات الشيعية محل جماعة الإخوان والسلفيين والحركات الدينية السنية بالمنطقة.
ووفقًا لتقارير، فإن عددًا من قيادات شيعة مصر يتواصلون مع مراكز وقيادات مسؤولة فى أمريكا، مدعومين بإيران، لتقديم أنفسهم بديلًا لجماعة الإخوان والتيارات السلفية التى تُوصف فى واشنطن والمحافل الدولية بالمتشددة.
وكشفت التقارير، أن شيعة مصر يستغلون الطرق الصوفية، التى توجد فى مصر بقوة، ولها أنصار بالملايين، فى محاولة لإيهام المراكز الأمريكية بأن هذه الطرق تحولت للمذهب الشيعى، وأنهم يسيطرون على قياداتها، وهو الأمر الذى يدعم موقفهم داخل دائرة صنع القرار فى واشنطن.
وتعتمد القيادات الشيعية على وسطية الطرق الصوفية، وتقديمها نموذجًا دينيًا معتدلًا ومتسامحًا، لا وجود للعنف فيه، بالإضافة لقدرة المنهج الصوفى على جذب الملايين إليه، وأتباعهم لطرقه، للترويج بأن هذا النوع من الإسلام، يمكن بدعمه من أمريكا والغرب أن يحل محل نموذج الإسلام السياسى الوسطى الذى فشلت جماعة الإخوان فى ترسيخ وجوده، فى أولى تجاربهم فى الحكم بعد الربيع العربى.
وحسب التقارير، روج "شيعة مصر"، كذبًا داخل الأوساط الأمريكية بأن الطرق الصوفية فى مصر تتبنى أو على الأقل شديدة القرب من الفكر الشيعى، وذلك فى ظل تقارب الرئيس الأمريكى باراك أوباما مع إيران، وتباعد أو خلاف نظامه مع كبرى الدول السنية فى المنطقة مصر والسعودية.
ويحاول الشيعة إيصال معلومات وتقارير مغلوطة بأنه لا فرق بين التشيع والتصوف، ويصورن الموالد والاحتفالات الصوفية، على أنها فعاليات شيعية، مستغلين فى ذلك احتفالات الطرق الصوفية والموالد التى تقام فى محافظات مصر، سواء فى الوجه البحرى أو القبلى "الصعيد".
وانتهت التقارير إلى أن تحركات "شيعة مصر" واستغلالهم للأحداث والمتغيرات الراهنة، هدفها تقديم أنفسهم على أنهم التيار الإسلامى المعتدل، للحصول على دعم مالى وسياسى، بحيث يصبحوا ورقة أمريكا داخل مصر بعدما سقطت جماعة الإخوان من الحكم، إزاء ثورة 30 يونيو.
وفى السياق كشفت مصادر مطلعة، أن قيادات شيعية فى مصر يقيمون احتفالات فى منازلهم مغلفة بثوب الصوفية، ليتم إرسالها لأمريكا كرسائل للترويج لانتشار التشييع فى مصر، وأنهم أصبحوا قوة يجب دعمها لتتواجد فى المشهد السياسى المصرى.
وأشارت المصادر إلى أن محاولة إيهام "الأمريكان" بالوجود الشيعى القوى فى مصر، يتكامل مع جهودهم لتأسيس كيان سياسى يعبر عنهم، وهو ما أكده عماد قنديل، القيادى الشيعى، حيث قال لـ"برلمانى": "بعد رفض تأسيس حزب للدكتور أحمد راسم النفيس، سنؤسس حزبًا عندما تستقر الأمور داخل مصر"، لافتا إلى أنهم يخشون من تأسيس الحزب الآن لعدم الدخول فى معارك مع التيارات السلفية.
وعلق "قنديل" على تقارير اتصالاتهم بمراكز أمريكية، والإيهام بأن الطرق الصوفية تتبع الشيعة، مدعيًا "أنه لا يوجد فرق بين الصوفية والشيعة، فكلاهما واحد، سواء فى الحفاوة بآل البيت أو الاحتفالات والموالد التى يقيمونها".
وعن اتصالاتهم بمراكز أمريكية لدعم موقفهم فى مصر، قال القيادى الشيعى "الشيعة موجودون فى شتى بقاع الأرض، فمن الطبيعى أن يوجدوا فى أمريكا وغيرها من الدول"، متهمًا "السلفية الوهابية" بالترويج لفكرة اتصالات شيعة مصر بواشنطن، بهدف إشعال المعارك والحروب داخل الدول العربية.
من جانبه أكد الباحث الإسلامى هشام النجار: "أن تلك الأساليب معهودة عن الشيعة، فهم يعطون لأنفسهم حجماً أكبر من حجمهم لخلق كيان لهم فى المجتمعات التى لا توجد لهم فيها نسبة حضور وانتشار عالية، حيث يستغلون الطرق الصوفية فى محاولة لإظهارها بأنها مخترقة شيعيًا، وأن عددهم فى مصر كبير، كما ينشطون فى الأوساط الفقيرة والمهمشة التى تعانى ضعفًا فى الوعى الدينى والثقافى لجذب أعداد جديدة إليهم".
ورأى "النجار" أن الشيعة يروجون فى الغرب أنهم هم الحل الأمثل لمواجهة ما يطلقون عليه "السلفية الوهابية" و"الفكر التكفيرى المتطرف"، ويزعمون لدى أمريكا أن المسلمين السنة ومؤسساتهم الدينية عجزوا عن معالجة التطرف الدينى وظاهرة الإرهاب، وأن الشيعة هم الرهان الصحيح لمعالجة هذا الملف، ومواجهته وكفاية الغرب والعالم شره، بحسب مزاعمهم، ولذا ينتظرون دعمًا غربًيا على غرار ما يحدث اليوم بالإقليم، حيث تراهن أمريكا على إيران وميليشياتها كمناهض فعلى للتطرف السنى والسلفى، وكشرطى للغرب فى المنطقة.