كتب لؤى على
أكد مرصد الإسلاموفوبيا التابع لدار الإفتاء المصرية فى تقرير بعنوان "الإسلاموفوبيا والإرهاب.. الدائرة الجهنمية" أن ظاهرتى الإسلاموفوبيا والإرهاب تغذيان كل منهما الأخرى فى دائرة جهنمية مفرغة يعانى المسلمون والعالم من آثارها، وأن مواجهتهما يجب أن تكون متزامنة وعلى نفس درجة الأهمية، يشارك فيها المسلمون، أفرادًا ومؤسسات، فى الغرب والعالم الإسلامى بالدور الأهم بعيدًا عن مجرد الاعتذار الذى لا يلزمهم؛ لأن مرتكبى الإرهاب هم أفراد لا يعقل أن يُتركوا ليختطفوا أصل الدين ومستقبل الأمة.
وقال المرصد فى بيان اليوم الأحد أن مؤتمر "التكوين العلمى والتأهيل الإفتائى لأئمة المساجد للأقليات المسلمة" الذى تعقده دار الإفتاء عبر الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم فى 17 أكتوبر الجارى يسعى لكسر دائرة الإرهاب والإسلاموفوبيا الجهنمية، وقد تناول التقرير العلاقة بين الإسلاموفوبيا والإرهاب وكيفية مواجهة هاتين الظاهرتين اللتين تفاقمتا فى الفترة الأخيرة على مستوى العالم.
ولفت المرصد، إلى أن دار الإفتاء المصرية تواصل القيام بدورها فى مواجهة ظاهرتى الإرهاب والإسلاموفوبيا؛ وذلك من خلال مؤتمر الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، والذى سيصدر وثيقة القاهرة للجاليات المسلمة، حيث تقترح حلولاً عملية وعلمية لكل المشكلات التى تواجهها تلك الجاليات فى الخارج.
وأضاف المرصد، أن المؤتمر الدولى للإفتاء سيعلن عن إنشاء مرصد عالمى يرصد أوضاع الأقليات والجاليات الإسلامية فى الخارج على مدار 24 ساعة، لمساعدة المفتين وعلماء الدين والخبراء فى التعامل مع القضايا التى تخص الجاليات الإسلامية.
وأوضح التقرير، أن الإسلاموفوبيا ظاهرة ثقافية غربية لها تاريخ قديم نتيجتها النهائية هى شيطنة المسلمين والإسلام، وهى تحمل مشاعر وتوجهات شديدة السلبية ضدهم مثل الكراهية والخوف الشك والترقب، ثم تترجم هذه المشاعر- التى أذكتها كتابات مستشرقين غير منصفين عبر قرون- إلى اعتداءات لفظية ومادية كإهانة وضرب المحجبات، والتى وصلت فى بعض الأحيان إلى القتل كما فى حادث الصيدلانية المصرية مروة الشربيني، التى قتلها متطرف ألمانى عام 2009 داخل أحدى المحاكم الألمانية بعد أن وصفها بالإرهابية لمجرد أنها كانت ترتدى الحجاب، بالإضافة إلى الاعتداء على المساجد والمراكز الثقافية الإسلامية، وتدنيس مقابر المسلمين.
وتابع التقرير، أن التنظيمات الإرهابية- وعلى رأسها داعش- تستغل ظاهرة الإسلاموفوبيا وتزايدها كهدية من اليمين المتطرف فى الغرب؛ لتبرير أفعالها وتجنيد الشباب من أوروبا الذين يعانون من مشاعر الخوف والكراهية والعداء المبالغ فيه ضدهم كمسلمين وضد الإسلام، وهى مشاعر يشاهدون بأعينهم كيف يتم تشكيلها عن طريق تنميط ذهنى سلبى للمسلمين من خلال بعض الكتابات ووسائل الإعلام والسياسيين، وهؤلاء الشباب يمثلون النسبة الأكبر من المسلمين الذين يعانون من تحيز وتمييز وتهميش وإقصاء عن الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والمدنية.
وأوضح التقرير، أن الأعمال الإجرامية الإرهابية التى يرتكبها بعض المنتسبين للإسلام داخل أوروبا يزيد من ضراوة الإسلاموفوبيا الآن كما فى فرنسا وبلجيكا وقبلها لندن ومدريد، كما أن الجرائم التى يرتكبها تنظيم داعش الإرهابى فى سوريا والعراق وغيرها من دول العالم الإسلامى توفر مبررًا للسياسيين ووسائل الإعلام المتطرفة التى تقف وراء الاستمرار فى زرع الخوف المرضى من الإسلام والمسلمين الذين يشاركونهم الوطن واللغة؛ لأنهم ولدوا فى الغرب، ومن ثم فإن داعش تقدم ما يلزم متطرفى أوربا ويمكنهم من الاستمرار فى حملات الكراهية ضد المسلمين هناك وإقصائهم وتهميشهم.
ودعا المرصد المسلمين، فى الغرب- أفرادًا ومؤسسات- إلى القيام بدورهم فى مواجهة الإسلاموفوبيا والإرهاب، لأن دورهم هو الأهم فى هذه المرحلة، فإذا كان العالم يواجه إحدى الظاهرتين؛ وهى الإرهاب، فالمسلمون يواجهون الظاهرتين معًا؛ مما يضاعف من الجهد المطلوب منهم.
وأضاف المرصد، أن أحد أهم أدوار المسلمين فى الغرب يتمثل فى المشاركة بقوة فى المجال العام على أوسع نطاق، وفى كل وسائل الإعلام والمحافل والمراكز البحثية والثقافية، ليفككوا خطاب الكراهية الموجه ضد الإسلام والمسلمين، أما المسلمون فى العالم الإسلامى فعليهم مواجهة الفكر المتطرف وعزله وإعاقته عن التحول إلى إرهاب يغذى الإسلاموفوبيا فى الغرب.