(أ ش أ)
قال الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب الدكتور محمد بن على كومان، إن الخطاب الطائفى المقيت الذى تعمل قوى إقليمية على نشره لإضعاف الأمة العربية، يعد أخطر عامل يؤجج الإرهاب فى الوطن العربى.
وأضاف كومان - خلال افتتاحه اليوم الأربعاء المؤتمر العربى التاسع عشر للمسؤولين عن مكافحة الإرهاب، والذى يعقد بمقر الأمانة العامة للمجلس فى تونس - أن المجتمعات العربية والإسلامية عاشت قرونا طويلة فى انسجام تام لا يُعكّره اختلاف المذاهب العقائدية، وتعايش سلمى لا مكان فيه للاصطفاف الطائفى، بينما تشهد اليوم للأسف استشراء خطاب الإقصاء والكراهية الذى ينعق به دعاة الخراب والدمار وتُجيّشُ لهُ المليشيات المسلحة؛ لتقضى على طموحات الشعوب العربية، وتفتّت اللُحمة التى نسجتها وحدة الدين واللغة والتاريخ والمصير، وتحوّل التنوع المذهبى الذى كان عامل ثراء، إلى ذريعة للتناحر، وتوجّه الطاقات العربية إلى هدم البلدان بدل بنيان الأوطان.
واستطرد كومان - بحسب بيان صادر عن المكتب الإعلامى لمجلس وزراء الداخلية العرب بالقاهرة – قائلا: "لا أحد ينكر أن الخطاب الطائفى أكثر خطورة من التطرف الفكرى الذى يغذى الإرهاب، لأنه علاوة على طابعه المتطرف، يُقصى أتباع الطوائف الأخرى، ويخرجهم من دائرة الدين الحق، ويسوغ للجهّال قتلهم والتنكيل بهم، لمجرد انتمائهم إلى نحلة معينة، هذا فضلا عن ارتهان بعض التنظيمات الطائفية لقوى خارجية تناصب العرب عداءً تاريخيا معروفًا، لذا فإنه يتعين علينا اليوم أن نعمل على تجريم هذا الخطاب وتحجيمه بشكل كامل، والحرص على عدم تقديم أى غطاء سياسى أو دينى له أو إتاحة أى منبر إعلامى لدعاته لبث سمومهم القاتلة".
وأشار إلى أن جدول أعمال المؤتمر يزخر بالكثير من الموضوعات المهمة، التى تغطى كافة جوانب ظاهرة الإرهاب، فى مقدمتها المواجهة الفكرية للإرهاب بتجريم الفكر المتطرف وتعزيز دور علماء الشريعة والمحيط الأسرى فى الوقاية منه، والمكافحة العملية للإرهاب من خلال الحد من انتقال المقاتلين إلى بؤر التوتر، ومن تجنيد المنظمات الإرهابية للأطفال فى مناطق الصراع، وإنشاء فريق عمل فى نطاق المجلس لرصد التهديدات الإرهابية، وتبادل تجارب الدول العربية فى مكافحة الأعمال الإرهابية، والمواجهة المالية من خلال تجفيف مصادر تمويل التنظيمات الإرهابية، والسعى إلى تعزيز التعاون العربى والدولى، من خلال بلورة رؤية عربية إزاء تطبيق استراتيجية الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى معالجة إشكالية تعريف الإرهاب التى لم يتم حلها حتى الآن على الصعيد الدولى، خلافًا لما عليه الأمر فى الوطن العربى.