كشفت وفاة الرئيس التونسى الباجي قايد السبسى، عن أزمة التكفير داخل جماعة الإخوان، وحجم الخلافات الداخلية التى اشتعلت داخل الجماعة، فبعد أن خرج وجدى غنيم ليشمت فى وفاة الرئيس التونسى الراحل، وبعد أن أحدث موقفه أزمة كبيرة لحركة النهضة التونسية، خرجت جماعة الإخوان لتتبرأ من وجدى غنيم ومواقفه، خاصة بعد أن طالبت حركة النهضة التونسية –إخوان تونس- على لسان نائب رئيس الحركة عبد الفتاح مورو، الحكومة التركية بطرد وجدى غنيم.
وجدي غنيم
الإخوان أصدرت بيانًا، تتبرأ فيه من تصريحات وجدى غنيم، حيث خرج حسن صالح، المتحدث باسم جماعة الإخوان، ببيان قال فيه إن جماعة الإخوان لا تكفر شخصًا، ولا تكفر المسلم وملتزمة بعدم تجريح الهيئات والشخصيات- فى إشارة إلى رفضها الهجوم الذى شنه وجدى غنيم على الرئيس التونسى الراحل -.
وأضاف: من هذا المنطلق ترفض الجماعة أي حوارات تخرج عن هذه السمات أو تتضمن إساءات أو عبارات غير لائقة تمس أحدًا وتؤكد الجماعة كامل احترامها وتقديرها لحركة النهضة في تونس قيادة وأعضاء، مستنكرة ورافضة لأي عبارات تسيء إليها أو لأعضائها أو لغيرها من القوى السياسية في تونس.
يأتى هذا بعد أن خرج وجدى غنيم من جديد ليهاجم الرئيس الراحل السبسى، ويشمت فى وفاة الرئيس التونسى، ويزعم أنه حرام الترحم عليه – على حد زعمه، كما خرج وجدى غنيم عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك" ليشن هجومًا على الدعاة التونسيين الذين هاجموا شماتته فى وفاة الرئيس التونسى، زاعمًا أن الشماتة فى وفاته ليست حرامًا.
السبسي
وشن وجدى غنيم هجومًا على دعاة الإخوان فى تونس قائلاً: ردًا على كلامى شخص يلبس عمامة يدعى بشير بن حسن وسفه كلامى واتهمنى بالجهل واتهم من يستمع لكلامى بالحمقى والمغفلين وذكر أدلة كثيرة في كلامه، وكل حديثه هو حديث باطل، زاعمًا أنهم دعاة وقضاة.
وحول ما إذا كانت حركة النهضة التونسية ستطرد وجدى غنيم، أكد الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن تركيا لن تستجيب للطلب التونسى بطرد وجدى غنيم من أراضيها بعد تهكمه على الرئيس التونسى الراحل السبسى.
وقال طارق فهمى، إن العلاقات التركية التونسية تشهد تطورات سلبية منذ عدة أشهر ومن غير المنتظر أن تستجيب تركيا للمطلب التونسي خاصة أن وجدي غنيم لا يعبر عن نفسه بل عن تيار مناهض للرئيس الراحل وأفكاره خاصة تجاه مشروع الحداثة بأكمله وليس في ملف التعليم والمساواة بين المرأة والرجل.
وتابع أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: تفتح ردود وتطاول وجدى غنيم الباب أمام الانتقادات المتطرفة لبرامج حزب نداء تونس بل وتقف إلي جوار أفكار حركة النهضة التي انتقدت الراحل وبرنامجه واصطدمت به في تعديلات قانون الانتخابات ورفض التوقيع عليه، حيث يخدم كلام وجدى غنيم ومن خلفه موقف حركة النهضة التي لم تعقب على ما قاله وتركيا في النهاية لن تقدم علي خطوة إيجابية تجاه تونس علي للأقل في الوقت الراهن.
راشد الغنوشي
وكان عبد الفتاح مورو، رئيس مجلس النواب التونسى، أعلن اعتذاره للتونسيين عن استقبال وجدى غنيم فى وقت سابق، لأنه لم يكن يعرف مدى قذارة هذا الشخص وعدم احترامه للموت وهيبته، معلنًا أنه سيوجه رسالة إلى السلطات التركية لطرد المدعو وجدى غنيم وإنهاء إقامته على أراضيها.