"الساعة السعيدة" حملة جديدة للحد من إهدار الطعام فى أوروبا.. كبرى سلاسل السوبر ماركت تقدم خصومات هائلة على الأغذية قبل ساعات من انتهاء صلاحيتها.. نيويورك تايمز: ثلث الغذاء المعد للاستهلاك البشرى يهدر
أطعمة مهدرة
الثلاثاء، 10 سبتمبر 2019 02:22 ص
فى الوقت الذى يواجه فيه العالم ظاهرة إهدار آلاف الأطنان من الطعام سنويا، تلجأ بعض سلاسل المتاجر الأوربية إلى إستراتيجية للحد من الطعام المهدر تتمثل فى "الساعة السعيدة".
سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الضوء على هذه الإستراتيجية، وقالت فى تقرير على موقعها الإلكترونى إن الساعة السعيدة فى متجر "ذا إس ماركت" فى العاصمة الفنلندية هلنسكى الذى يقع فى أحد أحياء الطبقة العاملة التى لا يبحث فيها الناس عن المنتجات الفاخرة، من كحوليات أو غيره، ولكنهم يبحثون عن خصومات كبيرة على لوح من لحم الخنزير أو الدجاج أو أسماك السلمون وغيرها من مئات السلع التى يقترب موعد انتهاء صلاحيتها عند منتصف الليل.
حيث أن الغذاء الذى لم يتم بيعه يتم عرضه بخصومات فى كل فرع من فروع متاجر إس ماركت فى فنلندا، وعددها 900، حيث تقل الأسعار بنسبة 30% وتصل إلى 60% بحلول التاسعة مساء.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذا جزء من حملة مستمرة لمدة عامين للحد من إهدار الطعام، حيث قرر المسئولون التنفيذيون فى هذا البلد الذى يشتهر بكونه مغرم بشرب الكحوليات بوصفه بـ "الساعة السعيدة".
وتلفت "نيويورك تايمز" إلى أن ثلث الطعام الذى يتم إنتاجه وتغليفه للاستهلاك البشرى يتم فقده او إهداره بحسب أرقام منظمة الفاو، وهو ما يعادل مليار طن سنويا، أى حوالى 680 مليار دولار. وتمثل هذه الأرقام ما هو أكثر من مجرد سوء توزيع كارثى للحاجة والعوز نظرا لأن 10% من سكان العالم يعانون من سوء التغذية المزمن. كما أن العلماء يقولون إن كل هذا الطعام الزائد يساهم فى التغير المناخى.
فما بين 8 إلى 10% من الانبعاثات الكربونية مرتبطة بالطعام المهدر خلال موسم الحصاد والإنتاج أو تم إهداره من قبل المستهلكين، بحسب ما جاء فى تقرير صدر مؤخرا من قبل اللجنة الحكومية للتغير المناخى. حيث ينبعث غاز الميثان من مدافن الطعام المتعفن، وهو الغاز الذى يصل ضرره 25 ضعف غاز ثانى أكسيد الكربون.
كما يتطلب الحصاد ونقل كل الطعام المهدر ملايين من الأراضى الصالحة للزراعة ومليارات الجالونات من المياه وكميات هائلة من الوقود الحفرى.
وبالنسبة للمستهلكين، فإن تقليص هدر الطعام هو أحد العادات الشخصية القليلة التى يمكن أن تساعد الكوكب. لكن لأسباب ما، يشعر الكثيرون بالقلق من بصمتهم فى زيادة الكربون بإهدارهم الطعام.
ويقول بول بيهرنز، أستاذ الطاقة والتغير البيئى فى جامعة ليدين بهولندا، إنه كان هناك الكثير من التركيز على الطاقة، لكن التغير المناخى مثل قضية أرض أو قضية طعام أكثر من أى شىء آخر.
وتشير نيويورك تايمز إلى أن الحد من إهدار الطعام يعتبر تحديا لأن بيع أكبر قدر من الطعام هو جزء مجرب ومختبر من ثقافات بإمكانكم جميعا أن تأكلوا. فإقناع المشترين بالاستفادة من إنقاذ الطعام، كما يطلق عليهن أمر ليس واضحا للغاية.
ويقول توين تيمرمانز، مدير مؤسسة متحدون ضد إهدار الطعام غير الربحية فى هولندا والتى تتكون من عدة شركت ومؤسسات بحثية، إن المستهلكين يدفعون مقابل الغذاء، فمن يستفيد من الحد من ذلك.
وتقول "نيويورك تايمز" إن عددا متزايدا من المتاجر الكبرى والمطاعم والشركات الناشئة، الكثير منها فى أوروبا، تحاول الإجابة على هذا السؤال. لكن الأمر مختلف فى الولايات المتحدة، حيث أن تسعة من بين 10 لسلاسل السوبر ماركت فى الولايات المتحدة التى تم تقييمها من قبل مركز التنوع البيولوجى العام الماضى حصلت على تقدير "ج" أو أقل من قضايا إهدار الطعام. وحدها متاجر "والمارت" التى أبلت بلاء حسنا لجهودها فى تثقيف العملاء والموظفين.