السبت، 23 نوفمبر 2024 04:43 ص

كريم عبد السلام يكتب: 5 رسائل إنسانية فى مسرحية المحاكمة على مسرح شباب العالم بشرم الشيخ .. أوقفوا حروب الفوضى .. لا للإرهاب .. العالم مسئول عن مجاعات أفريقيا ..لا لعمالة الأطفال .. تمكين ذوى الاحتيا

كريم عبد السلام يكتب: 5 رسائل إنسانية فى مسرحية المحاكمة على مسرح شباب العالم بشرم الشيخ .. أوقفوا حروب الفوضى .. لا للإرهاب .. العالم مسئول عن مجاعات أفريقيا ..لا لعمالة  الأطفال .. تمكين ذوى الاحتيا
السبت، 14 ديسمبر 2019 12:40 م
" المحاكمة" عرض مسرحى يليق بافتتاح منتدى شباب العالم 2019 بمدينة السلام شرم الشيخ ، بما يتضمنه من رسائل إنسانية ومواقف سياسية هادفة ، خاصة إذا علمنا أن شبابا من ثمانى عشرة دولة يشاركون فى تقديم العرض بعدة لغات ، انصهرت جميعها فى لغة الفن ورسالته ، وكأنهم يواجهون كل أشكال القبح والجرائم والتجاوزات والكوابيس فى اللحظة الراهنة باتحادهم وراء رسائلهم الإنسانية التى تتلخص فى عبارات ناصعة وردت فى سياق العرض ، الحياة للجميع والعدالة للجميع والبناء بدلا من الهدم والمحبة بدلا من الحرب والإخاء بدلا من الكراهية عرض " المحاكمة " صياغة وإخراج خالد جلال ، يستعرض محاكمة إنسانية رمزية أبطالها أطفال العالم الذين شاخت أرواحهم رغم أعمارهم الصغيرة بسبب معاناتهم من المجاعات والأوبئة والحروب السياسية والإرهاب والتطرف والأعمال الخطرة وثقافة التعصب والكراهية ورفض الآخر ، وهم يتهمون بابا نويل " سانتا كلوز " بأنه لم يزرهم ولو مرة واحدة رغم معاناتهم وشقائهم وفقدانهم للمعنى من حياتهم وحرمانهم من السعادة العرض يتضمن عشرة مشاهد ، أولها للأطفال الذين فقدوا الطفولة وهم يصرخون أمام محكمة الإنسانية مطالبين بمحاكمة من لم يمنحهم السعادة أو الأمل وتركهم فى مواجهة الحرب والعنف والإرهاب والتطرف والشقاء والجوع ونقص كل عناصر الحياة ، والمشهد الثانى لبابا نويل وهو يدافع عن نفسه منكرا الاتهامات بحقه على أسا أن من يتهمونه ليسوا أطفالا بينما هو رسول السعادة والأمل والمحبة للأطفال الصغار ، ثم تستعرض مجموعة النشاهد التالية قصصا دامية للأطفال الذين يموتون بسبب الحروب الأهلية والنزاعات السياسية والفوضى الخلاقة والإرهاب والتطرف والمجاعات والمهن الشاقة مثل العمل فى المناجم وتحت ظروف مناخية صعبة ، كما تستعرض مشاهد للشباب والأطفال المغرر بهم لتدمير بلادهم بدعوى هدمها لإعادة بنائها من جديد وكذا مشاهد للأطفال ضحايا التنمر والأطفال والشباب من ذوى الهمم متحدى الإعاقة الذين قد يلفظهم ذووهم عن جهل أو قسوة أو أنماط ثقافية خاطئة وبعد استعراض مجموعة القصص الإنسانية لمعاناة الأطفال والشباب تحت الظروف القاسية من عنف وحروب وتطرف وتدمير وكراهية ، يقر بابا نويل بأنه مذنب ومقصر لأنه لم يدرك أن هناك فى أطراف العالم من ينتظرونه ليحل السعادة محل الحزن فى حياتهم ،والتسامح محل الكراهية ، بما يحمله هذا المشهد من أبعاد رمزية حول مسئولية الغرب- الذى يرفع راية الاستعمار الجديد ويستخدم الفوضى الخلاقة للسيطرة على دول وثروات العالم الثالث - عن كل ما تشهده البلاد العربية وبلدان أمريكا اللاتينية وآسيا وأفريقيا من تراجيديا وتخلف ونقص كبير فى التنمية المستدامة ونزيف الثروات العرض المسرحى الذى يشارك فيه شباب من 18 دولة وكتب له الأشعار عماد عبد المحسن ومحمد بهجت ولحنها أحمد كيكار وشريف عبد المنعم وتوزيع أحمد طارق يحيى ، يوجه 5 رسائل أساسية للعالم من منصة مؤتمر شباب العالم بشرم الشيخ ، أولها ، أوقفوا حروب الفوضى غير الخلاقة ، تلك التى تكشف عن وجه استعمارى بغيض لا يهمه إلا استنزاف ثروات الشعوب النامية وثانيها ، لا للإرهاب ومن يدعمونه ويمولونه ويوفرون لأدواته الملاذات الآمنة ، فالإرهاب لا يجتمع مع الحياة أبدا لأنه قرين الهدم والموت والتخريب والتشويه والكراهية والتعصب ، وثالث هذه الرسائل ، أن العالم الذى يستنزف ثروات أفريقيا ويشعل النزاعات الأهلية فى القارة ويحول دون تطورها ونموها مسئول مسئولية مباشرة عن ما يحدث بها من مجاعات وأوبئة ونقص فى الغذاء والدواء وإفقار وهجرات غير شرعية ، وعليه أن يعيد النظر فى مواقفه قبل أن تشتعل النار فى أطرافه ، والرسالة الرابعة هى دعوة مفتوحة لكل من يملك القرار فى أى بقعة من بقاع العالم ، بوقف شقاء الأطفال وتعرضهم للأعمال الخطرة والعمل على إنقاذهم لأنهم المستقبل ، أما الرسالة الخامسة والأخيرة فهى تمكين ذوى الهمم من متحدى الإعاقة وعدم الضيق بهم أو معاملتهم بتمييز ، لأن تمكينهم ومحبتهم يعنى استعادة الجوانب المشرقة فى إنسانيتنا ، من الرحمة والعطف والمودة والحب ولذلك ليس غريبا أن تكون البطلة ذات الهمة متحدية الإعاقة التى لفظها أبوها فى مشهد من مشاهد المسرحية ، هى من يمنح الجميع وأولهم بابا نويل صك البراءاة من الاتهامات والذنوب ، لأنها ببساطة محبة وتمنح فائض حبها الملائكى للجميع ، وكأن الرسالة الخامسة إذن هى الرسالة الجامعة لهذا العرض المسرحى المؤثر ، فالمحبة تتضمن كل الحلول لمشكلاتنا وأمراضنا والتراحم يشفى نفوسنا من الضغائن والتسامح يمنحنا الرضا الغائب والسعادة ، ويا لها من نعمة قد نظل طول العمر نبحث عتها ولا نعثر عليها بينما هى بين أيدينا. تحية لكل من شارك فى هذا العرض المسرحى الذى يليق حقا بافتتاح مؤتمر شباب العالم 2019








print