قبل ساعات قليلة من الإعلان الذى طال انتظاره عن اختيار محافظ بنك إنجلترا الجديد، وهو أندرو بايلى، كشف البنك عن إجراء تحقيق فى الاستخدام غير المسوح به لتسجيلات صوتية من المؤتمرات الصحفية للبنك، والتى أعطلت متداولين إمكانية الوصول إلى تصريحات حساسة تتعلق بالسوق من قبل صناع القرار قبل ثواتى من باقى العالم، وهو أمر له تأثير كبير فى عالم المال.
وقال بنك إنجلترا أمس، الخميس، إن تسريبا صوتيا لبعض مؤتمراته الصحفية قد تم تسريبه إلى عملاء خارجيين من قبل الجهات الخارجية الموردة لخطوط البث فى وقت سابق هذا العام.
وقال بنك إنجلترا فى بيان إن هذا الاستخدام غير المقبول كليا للخطوط الصوتية كان دون علم البنك أو موافقته، ويتم التحقيق فيه بشكل أكبر.
وعادة ما تحرك تصريحات محافظ بنك إنجلترا مارك كارنى ومسؤلى البنك الآخرين أسعار الأصول المالية مثل العملات والسندات الحكومية، وقد يسمح الحصول المبكر على تصريحاتهم للمتعاملين بجنى الملايين.
وقد أحال بنك إنجلترا الحادث إلى سلطة السلوك المالى، التى من المتوقع أن تبدأ مراجعة أولية قد تستغرق أشهرا لتحديد إن كانت ستشرع فى التحقيق فى مخالفات محتملة مثل التلاعب فى السوق.
ولطالما سعت صناديق التحوط لاستباق منافسيها عن طريق الحصول على البيانات المحركة للسوق أولا، وتنامت الضغوط من أجل ذلك فى السنوات الأخيرة مع مواجهة صناديق عديدة صعوبات للتفوق على أداء مؤشرات الأسواق، مما قلص الرسوم التى بوسعها تقاضيها.
وتنقب الصناديق فى السوق حاليا بحثا عن "بيانات بديلة" يمكن أن تمنحها ميزة، وهو ما أفرز بدوره صناعة موردى البيانات ومزودى الخدمات الذين يتقاضون الآلاف مقابل منتجاتهم واشتراكاتهم.
وقال بنك إنجلترا إنه تم تثبيت التغذية الصوتية لتكون بمثابة نسخة احتاطية فى حال فشل تسجيلات الفيديو الخاصة بالمؤتمرات الصحفية، وأضاف أنه تم تعطيل وصول الطرف الثالث للمعلومات بشكل دائم، ولن يتمكن من الوصول إلى المؤتمرات الصحفى الأحدث حول الاستقرار المالى.
وأشار متحدث باسم بنك إنجلترا إلى أن بلومبرج تتولى إدارة لقطات الفيديو الحى للمؤتمرات الصحفية، لكنها ليست مسئولة عن البث الصوتى الاحتياطى.
من ناحية أخرى، قال المتحدث باسم البنك المركزى الأوروبى لسى إن إن إنه عرض تغذية صوتية سريعة للمؤتمرات الصحفية منذ سبتمبر الماضى بعدما اشتبه فى أن أشخاصا آخرين غير الصحفيين فى الغرفة يقومون بالوصول إلى البث الصوتى المباشر قبل بث الفيديو بفارق ما بين 20 إلى 30 ثانية. ويتوفر البث الصوتى مجانا على موقع البنك المركزى الأوروبى.
من جانبها، قالت وكالة رويترز إن إعلان بنك إنجلترا يسلط الضوء على شهية الأسواق المالية المستعرة للمعلومات السريعة والمربحة التى لم يحصل عليها المنافسون بعد. فمثل هذه المؤتمرات الصحفية المذاعة تلفزيونيا يتم مراقبتها دوما عن كثب من يل تجار السوق. وتعليق محافظ البنك على أى شئ بدءا من معدلات الفائدة حتى التضخم أو حتى البريكست يمكن أن تؤثر على سعر الجنيه الاسترلينى والسندات الحكومية إما سلبا أو إيجابا.
وبالنسبة لكثير من المتداولين، أن تكون الأول يعنى كل شىئ. فمليارات الدولارات يوميا يتم تداولها يوميا تتوقف على الحركات الأبسط والأقصر فى أسعار الأسهم أو العملات السندات.
فهذا ليس صندوق تقاعد متوسط، بل صناديق تحوط متخصصة وغالبا شركات تداول يعتمد وجودها التجارى على كونها أسرع من بقية السوق، وغالبا ما تدخل وتخرج من مراكز فى تداولات متعددة فى غضون ثوانى أو حتى جزء من الثانية.
وكانت صحيفة التايمز التى كشفت عن الأمر قد قالت إن مورد بنم إنجلترا كان يرسل البث الصوتى للتجار الذى يمكن أن يحصلوا على الصوت بشكل مبكر من خمس إلى ثمان ثوانى، لأن الصوت يمكن ضغطه ونقله بشكل أسرع.