يبدو أن خلافات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحكام الولايات بشأن إعادة فتح البلاد بشكل كامل وعودة الحياة إلى طبيعتها في طريقها للاستمرار، في ظل تباين وجهات النظر حول خطورة وباء كورونا، وما إذا كان قد تمت السيطرة عليه أم لا، ومن بين نقاط الخلاف الرئيسية بين ترامب وحكام الولايات ملف عودة الدراسة، حيث يري الرئيس الأمريكي ضرورة عودة المدارس للعمل بشكل طبيعي، في وقت يري فيه المسئولين بالولايات أن تلك الخطوة تعد مجازفة كبري تنذر باتساع دائرة الإصابات بوباء كورونا.
وفى تقرير لها، قالت صحيفة نيويورك تايمز إن اتحاد المعلمين فى فلوريدا، الذى يعد ثانى أكبر اتحاد فى الولايات المتحدة، قام هو ورابطة التعليم فى الولاية بمقاضاة حاكمها الجمهورى رون ديسانتس واتهمته بانتهاك قانون فلوريدا الذى يتطلب أن تكون المدارس آمنة ومؤمنة.
وكانت إدارة ديى سانتس قد أمرت رسميا بإعادة فتح المدارس للتعليم الشخصى مع بدء فصل الخريف الشهر القادم، وجاء هذا بعد أن هدد الرئيس ترامب بقطع التمويل عن الغدارات المدرسية لو تمسكوا بالتعليم الإلكترونى فقط، رغم ان يسير على قدر قليل من ميزانية المدرسة فى مختلف أنحاء البلاد.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز قد قالت إن أكبر مقاطعتين للمدارس الحكومية بالولاية أعلنتا أمس الأول الاثنين، أن التوجيه سيكون بالتعليم الإلكترونى فقط فى الخريف، فى أكبر إشارة إلى أن مديرى المدارس غير مستعدين بشكل متزايد للمخاطر بعودة الطلاب والزحام فى الفصول الدراسة حتى يصبح فيروس كورونا تحت السيطرة بالكامل.
وجاء القرار مع إعلان حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم عن بعض التراجع، الأكبر حتى الآن، لخطط كاليفورنيا لإعادة الفتح، فقد تم إغلاق الخدمات الداخلية للمطاعم والحانات ومصانع النبيذ ودرو السينما وحدائق الحيوان على مستوى الولاية يوم الاثنين، كما تم إغلاق الكنائس وصالات الألعاب الرياضية وصالونات تصفيف الشعر ومراكز التسوق وغيرها من الأعمال لأربعة أخماس السكان.
ووصفت نيويورك تايمز القرارات بأنها أحدث ضربة لجهود ترامب لإعادة فتح المدارس بالكامل فى مختلف أنحاء الولايات المتحدة من أجل جعل الاقتصاد يتحرك بتمكين الآباء من العودة إلى أماكن عملهم، فقد عانت المقاطعات والآباء والمعلمين من أجل الحفاظ على التعليم لعشرات الملايين من الطلاب مع الحفاظ عليهم وعلى مدرسيهم فى أمان وصحة.
وكانت مستشارة البيت الأبيض كيليان كونواي دافعت في وقت سابق عن موقف ترامب من عودة العملية التعليمية، مؤكدة أن حالات إساءة معاملة الأطفال ستكون أقل حين عودتهم للدراسة، وقالت إن الأطفال يأكلون بشكل أفضل عندما يكونون في المدرسة، وأضافت أن التقارير تظهر أن الأطفال يتمتعون بصحة نفسية أفضل عندما يتمكنون من حضور الدروس شخصيًا.
كما اقترحت أن المدارس يمكن أن تفكر في التعليم في الهواء الطلق أو أخذ إجازة للحد من عدد الطلاب، وختمت بالقول إن المزيد من المال يجب أن يذهب إلى التعليم وليس إلى نقابات المعلمين.