يجهز الشعب التونسى، أضحية عيد الأضحى المبارك، لكن لم تكن الأضحية هذا العام "خروف" كالمعتاد". بل فرض الظرف السياسى الراهن فى تونس ضرورة التضحية برئيس البرلمان راشد الغنوشى وسحب الثقة منه حتى تنتهى حالة الاستقطاب السياسى بين الكتل البرلمانية والسياسيين وتعود البلاد إلى المسار الديمقراطى.
وتشهد تونس تحديات كبرى، فى ظل تعثر مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة وإرجاء ملف تكليف رئيس جديد للوزراء ليوم السبت، فى ظل أزمة اقتصادية تلقى بظلالها على مختلف القطاعات، ويستعد الرئيس التونسى، قيس سعيد، لتكليف اسم جديد بتشكيل الحكومة وخلافة رئيس الوزراء المستقيل، إلياس الفخاخ السبت، بعدما حسمت الأحزاب السياسية موقفها واختارت أسماء مرشحيها.
وازداد السخط الشعب التونسى من حركة النهضة بعد أكدت هيئة الدفاع فى قضية اغتيال الشهيد محمد البراهمى، إلى أن المحكمة المختصة وجهت التهم إلى 3 متهمين وهم مصطفى خذر المكلف بالجهاز السرى لحركة النهضة وعامر البلعزى الذى اخفى سلاحى اغتيال الشهيدين محمد البراهمى وشكرى بلعيد ومحمد العكارى وإحالتهم على الدائرة الجنائية المختصة فى النظر فى قضايا الإرهاب بالمحكمة الابتدائية بتونس من أجل جرائم المشاركة بجريمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، والامتناع عن إخطار السلطات المعنية بأمور هامة تتعلق بجرائم إرهابية.
من جهتها قالت النائبة التونسية عبير موسى، رئيس حزب الدستورى الحر فى تونس، أن الاعتصام الذى تقوده الكتلة داخل مجلس النواب التونسى من أيام، جاء من منطلق وطنى لحماية الأمن القومى التونسى، مشددة على أن راشد الغنوشى يشكل تهديدا على الأمن فى تونس.
وأضافت خلال مؤتمر صحفى، أن الاعتصام حقق العديد من الأهداف، حيث كشف حقيقة حركة النهضة وتوجهاتها، وهوية الإخوان الإرهابية وعملهم التحريضى، مشيرة إلى أن الإخوان فى تونس يستحقون على الميدالية الذهبية فى الكذب.
وتابعت النائبة التونسية، أن البرلمان التونسى أصبح غرفة عمليات للتواصل مع الجماعات الإرهابية، لافتة إلى أن تنظيم الإخوان لعب دور المظلوم بعد الثورة فى تونس، وأنه كان يناضل ضد النظام السابق على عكس الحقيقة.
وأوضحت عبير موسى، أن الاعتصام كشف حقيقة تنظيم الإخوان الذى تسلل إلى السلطة عبر عدد من عناصره منذ 2011 بدعوى أنهم كانوا ضحايا النظام السابق، مؤكدة أن نواب حركة النهضة حاولوا اختطاف جلسة البرلمان التونسى من أجل منع سحب الثقة من الغنوشى الذى يشكل تهديدا على الأمن القومى التونسى.