تواجه أوروبا انتشارا متسارعا لفيروس كورونا فيما يبدو أنه موجة ثانية تضرب القارة العجوز، والتى تحاول الحكومات مواجهتها من خلال إعادة الحجر العام وتشديد القيود، فيما يبحث القادة الأوربيون عن "عمل حازم على المستوى الأوروبى"، بعد أن سجلت القارة أكثر من 220 ألف إصابة جديدة يوميا.
وسارعت العديد من دول القارة الأوروبية، بفرض إجراءات مشددة لمواجهة تفشى وباء كورونا، بعد أن انتشر الفيروس بها، بزيادة 44 % مقارنة بالأسبوع الماضى، وتسجيلها أكثر من 220 ألف إصابة جديدة يوميا فى المتوسط خلال الأيام السبعة الأخيرة.
ففى ألمانيا أعلنت المستشارة أنجيلا ميركل الأربعاء عن إجراءات جذرية بما في ذلك إغلاق لمدة شهر واحد للمطاعم والمراكز الترفيهية، إلى جانب دعم تصل قيمته إلى عشرة مليارات يورو لمساعدة الاقتصاد على تخفيف الصدمة، وقالت يجب أن نتحرك الآن لتجنب أن نجد أنفسنا في حالة طوارئ صحية.
وبلغ عدد الإصابات فى ألمانيا رقما قياسيًا جديدًا اليوم الخميس، حيث بلغ 16 ألفا و774 حالة إصابة جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية، وهى أعلى حصيلة إصابات يومية يتم تسجيلها في ألمانيا منذ بدء الجائحة، حسب معهد "روبرت كوخ" الألماني.
وبذلك يبلغ إجمالي حالات الإصابة بالفيروس حتى الآن 481 ألفا و13 حالة، وقال المعهد إنه تم تسجيل 89 حالة وفاة بالفيروس، ليبلغ إجمالى حالات الوفاة 10 آلاف و 272 حالة.
وأصبحت فرنسا واحدة من البلدان أو المناطق النادرة فى أوروبا - إلى جانب إيرلندا ومقاطعة ويلز البريطانية - التى تختار حجر سكانها بالكامل.
فقد قال الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون فى خطاب مساء الأربعاء، لا بد من فرض حجر لمدة شهر واحد على الأقل، وقال إن بعض البلدان مثل إسبانيا وأيرلندا وهولندا اتخذت إجراءات أكثر صرامة في وقت أبكر من بلدنا، ومع ذلك، فنحن جميعا في النقطة نفسها، نواجه موجة ثانية تفوق طاقتنا وأصبحنا نعرف أنها ستكون على الأرجح أقسى وأكثر فتكا من الموجة الأولى.
وأضاف: مثل كل جيراننا، يغرقنا التسارع المفاجئ للوباء، وصل إجمالي الإصابات المؤكدة إلى 1,28 مليون حالة، وعدد الوفيات 35 ألفا و823 حالة وفاة، في حين تعافى من الفيروس حتى صباح اليوم 119 ألفا و413 من المصابين.
وفي إنجلترا يتضاعف عدد الإصابات كل تسعة أيام حسب دراسة نُشرت الخميس، وفى إسبانيا وصل إجمالى عدد حالات الإصابة المؤكدة إلى 1,14 مليون حالة، وعدد الوفيات إلى 35 ألفا و466 حالة. وتعافى من مرض "كوفيد19-" 150 ألفا و376 من المصابين.
وفي إيطاليا وصل إجمالي عدد الإصابات المؤكدة إلى 589 ألف و766 حالة بحسب بيانات جامعة جونز هوبكنز الأمريكية ووكالة بلومبرغ للأنباء، فيما وصل إجمالي الوفيات إلى 37 ألفا و905 حالة وفاة، وتعافى 275 ألفا و404 شخصا.
ومن المقرر عقد قمة افتراضية لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبى الخميس لتقييم الوباء، حيث شارل ميشال، رئيس المجلس الأوروبى: كل يوم مهم، نحتاج الآن إلى عمل حازم على المستوى الأوروبى بالضرورة على أساس نقطتين: الاختبار/التتبع واللقاحات.
من المتوقع أن تشير كريستين لاجارد رئيسة البنك المركزي الأوروبي، اليوم الخميس إلى أن البنك على استعداد لإطلاق تدابير تحفيز جديدة هذا العام، بالتزامن مع قيام الحكومات بتشديد القيود بعد تسجيل زيادات كبيرة في حالات الإصابة بفيروس كورونا.
وعالميًا أظهرت أحدث البيانات المتوفرة على موقع جامعة "جونز هوبكنز" الأمريكية، عند الساعة 0615 بتوقيت جرينتش، أن إجمالى الإصابات وصل إلى 44 مليونا و482 ألف حالة، كما أظهرت البيانات أن عدد المتعافين تجاوز 30 مليونا، بينما تجاوز عدد الوفيات المليون و174 ألف حالة.
وتتصدر الولايات المتحدة دول العالم من حيث عدد الإصابات، تليها الهند ثم البرازيل وروسيا وفرنسا وإسبانيا والأرجنتين وكولومبيا والمملكة المتحدة والمكسيك وبيرو وجنوب إفريقيا وإيطاليا وإيران وتشيلي.
كما تتصدر الولايات المتحدة دول العالم من حيث أعداد الوفيات، تليها البرازيل والهند والمكسيك والمملكة المتحدة وإيطاليا وفرنسا.