حالة من السخط تنتاب عدد من الدول العربية الأعضاء بمجلس الوحدة الاقتصادية العربية التابع لجامعة الدول العربية، جراء ممارسات السفير محمد الربيع الأمين العام للمجلس المنتهية ولايته، التي شابها مخالفات مالية وإدارية.
وقالت مصادر دبلوماسية عربية رفيعة المستوى، أن جمهورية العراق انسحبت من عضوية مجلس الوحدة الاقتصادية العربية التابع لجامعة الدول العربية، وقامت أيضا بسحب علم العراق من المجلس، وأن دولا أخرى من الدول الثماني الأعضاء في المجلس، تفكر في اتخاذ نفس الخطوة العراقية.
وأوضحت المصادر في تصريحات خاصة لـ"انفراد"، أن سبب انسحاب العراق من عضوية مجلس الوحدة الاقتصادية العربية، يرجع إلى عدم التزام الأمين العام للمجس السفير محمد الربيع، بتعليمات وقرارات المجلس الاقتصادى والاجتماعى بجامعة الدول العربية والمشرف على منظمات العمل العربى المشترك.
وأوضح المصدر، أن السفير الربيع أصبح يدير مجلس الوحدة الاقتصادية لحسابه الشخصى ويحصل على أموال في صورة تبرعات وصور أخرى بدون وجه حق، ما دفع الدول الأعضاء للإعتراض على هذه الممارسات والتمسك بانتخاب أمين عام جديد للمجلس.
ولفتت المصادر أن السفير الربيع يعتمد خطابات من مجلس الوحدة الاقتصادية لشخصيات عربية تفيد بأنهم مستشارين للمجلس مقابل 20 ألف دولار للخطاب الواحد. مؤكدين أن الشخص حامل هذا الخطاب يستطيع أن يستفيد من وزارة الخارجية بدولته بامتيازات وتسهيلات دلوماسية منها على سبيل المثال إصادر جواز سفر دبلوماسي وامتيازات أخرى.
كما أكدت المصادر أن عدد الموظفين المصريين بالمجلس لم يحصلوا على رواتبهم الشهرية لمدة تصل إلى 30 شهر، كما أن الموظفين اليمنيين لم يحصلوا على رواتبهم منذ 6 أشهر، فضلا عن الموظفين المحالين للتقاعد والذين لم يحصلوا على مكافآت نهاية الخدمة منذ أكثر من 6 سنوات بينهم موظف سورى وافته المنية ولم يحصل على مكافأته.
جدير بالذكر أن مجلس الوحدة الاقتصادية التابع لجامعة الدول العربية، عقد يوم الخميس الماضى، أعمال الدورة 110 للمجلس على المستوى الوزارى بحضور الممثلين الدائمين، وقدم خلالها السفير محمد الربيع الأمين العام للمجلس، إعتذار عن إستكمال تواجده بالمجلس لحين إنتخاب أمين عام جديد في شهر أبريل القادم، على أن يستمر حضوره بالمجلس بصورة شرفية. لافتا إلى أن السفير الربيع يعلل عدم دفع الرواتب والمكافآت لعدم سداد الدول الأعضاء مساهماتهم في ميزانية المجلس.
وأشارت المصادر إلى أن راتب السفير الربيع كان 5 آلاف دولار، ومنذ عامين تقريبا تم رفع راتبه لـ 15 ألف دولار.
وحذرت المصادر من أن السفير الربيع بعد أن أعلن اعتذاره عن رئاسته للأمانة العامة لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية، على أن يتم حضوره للمجلس بشكل شرفى، لحين انتخاب أمين عام جديد في شهر أبريل القادم، ربما يستغل هذا الأمر لإصدار عدد من الاتحادات العربية بصورة غير شرعية خاصة وأنه ما زال يسيطر على عمل المجلس.
ومن المقرر أن تتسلم مريم إمام، الأمين العام المساعد لمجلس الوحدة الاقتصادية العربية (سودانية) مهام تسيير عمل المجلس لحين إنتخاب أمين عام جديد.
وكانت كل من الأردن وموريتانيا، قد دفعتا بمرشحين لانتخابات الأمانة العامة للمجلس، إلا أن مناقشات إجتماعات المجلس إقترحت أن تقدم باقى الدول الأعضاء مرشحين لها، على أن يتمن إنتخاب الأمين العام الجديد في شهر أبريل 2021
ويضم مجلس الوحدة الاقتصادية العربية في عضويته ثماني دول هي (مصر والأردن وفلسطين واليمن وموريتانيا والعراق والسودان والصومال) إضافة إلى سوريا -معلقة المشاركة بالوفود الحكومية-.
من جهته، حاول انفراد التواصل مع السفير محمد الربيع أكثر من مرة سواء باتصالات هاتفية أورسائل نصية للحصل على رد حول كل هذه المخالفات إلا أنه يتجاهل الرد.
