ارتفاع أسعار أعلاف الدواجن يهدد بتراجع الإنتاج.. شعبة الدواجن: ضعف الرقابة على مصانع العلف رفع سعر الطن لـ 8300 جنيه.. "الزراعة": فرض رسوم إغراق على المستورد لدعم المحلى.. و"الفلاحين": زيادة فى الطن 4
الدواجن
الأحد، 24 يناير 2021 03:07 م
أصبح اليوم المنتج المحلى سلاح الدولة لحماية أمنها الغذائى، خاصة فى ظل أزمة فيروس كورونا، فعلى الرغم من التوسع فى زراعات محصول الذرة الصفراء، وهى خطة الحكومة للحد من استيراد ما يزيد عن ١٢ مليون طن سنويًا لتلبية احتياجات صناعة الدواجن من الأعلاف، وتقليل معدلات استنزاف العملات الأجنبية فى الاستيراد، ولكن على مدار الأعوام السابقة عزفت الشركات المنتجة للأعلاف عن شراء المحلى واللجوء إلى الاستيراد، وفى ظل أزمة كورونا ارتفعت أسعار أعلاف الدواجن، خاصة بعد رفع السعر من قبل الشركات الخارجية المصدرة بسب أزمة كورونا، ويبقى السلاح الوحيد المنتج المحلى.
وخلال السنوات الماضية أعلنت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، عن دراسة إنشاء شركة لتجميع الذرة الصفراء والفول الصويا من المنتجين المحليين، وذلك بالتنسيق مع اتحاد منتجى الدواجن باعتبارها المكون الرئيسى لعلف الدواجن والإنتاج الحيوانى، ولكن شركات ومصانع الاعلاف الكبرى تنصلت عن الاتفاق ولجا إلى المستوردة رخيص الثمن تاركين المنتج المحلى ولجأ الفلاح لعملة سلاج الماشية.
وقال عبد العزيز السيد ، رئيس شعبة الثروة الداجنة بغرفة القاهرة في الاتحاد العام للغرف التجارية، فى تصريحات لـ"انفراد" إن أسعار العلف ارتفعت لتسجل 8300 جنيه للطن ، في الوقت الذي كان سعرها حوالي 5700 جنيه للطن، خلال الشهرين الماضيين ،مضيفا أن فى الأزمات تتغير الاستراتجيات، والمنتج المحلى هو الحل ولكن الشركات تلجأ إلى المستورد وتترك الذرة المحلى المكونة الرئيسى فى علف الدواجن، مطالبا الأجهزة المعنية بالتحرك وضبط أسعار الأعلاف.
وأضاف رئيس شعبة الدواجن بالغرف التجارية، إن أزمة كورونا دفعت بعض الدول المصدرة لمكونات الأعلاف إلى تغيير استراتيجيتها على المدى القصير، تحسبا لتداعيات الأزمة، فيما يتعلق بالحفاظ على احتياطياتها الاستراتيجية، ما تسبب فى ارتفاع أسعار مكونات الأعلاف المستوردة، وتباطؤ سلاسل الإمداد ، مشير الى أن مصر نستورد نحو 80 % من الذرة، و95 % فول صويا، وهى المكونات الرئيسية لصناعة الأعلاف فى مصر، والتى تعتبر الأخير مكونا رئيسيا فى صناعة الدواجن بنسبة تقارب 70 %، وأن الأزمة تسببت فى ارتفاع سعر الذرة الصفراء المستوردة إلى نحو 5300 جنيه، وفول الصويا إلى نحو 10 آلاف جنيه، وسعر طن العلف على الأرض إلى نحو 8300 جنيه.
وتابع رئيس شعبة الثروة الداجنة، أن هناك ضعف رقابة على مصانع العلف حيث إن الزيادة العالمية لا تسمح بوصول الطن إلى 8300 جنيه بزيادة أسعار العلف بزيادة 2600 جنيه للطن دفعة واحدة، مشير إلى أن سعر كيلو الفراخ أصبح سعرا غير عادل أمام زيادة أسعار العلف إلى هذا الحد، مما سيدفع الكثير من مربي الدواجن إلى الخروج من المنظومة بشكل تام ونهائي، حيث بلغ سعر الذرة إلى 5300 جنيه للطن، والصويا يقارب 10 آلالف جنيه للطن، في ظل حالة الركود التى تسيطر على السوق.
الدكتور عبد العزيز السيد رئيس شعبة الدواجن
وأشار إلى أنه لمواجهة هذه الأزمة لا بد من تشجيع الفلاح على زراعة الذرة مع تقديم ضمانة السعر العادل له، لزيادة الإنتاج منوهًا إلى أننا نستورد أكثر من 12 مليون طن تقريبا من الذرة، مشددا دور الأجهزة فى تشدد الرقابة على مصانع العلف، للسيطرة على الأرباح لتكون الأسعار مناسبة لمربي الدواجن، الذي بدأ يفكر بجدية في الخروج من المنظومة"، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن ترتفع أسعار الدواجن خلال الفترة القليلة المقبلة، تأثرًا بارتفاع أسعار العلف بهذا الشكل الكبير، لأن تكلفة الإنتاج تزيد في حالة رفع أسعار العلف.
قال الدكتور عفيفى بركات، أستاذ متفرغ بقسم بحوث الذرة الشامية بمركز البحوث الزراعية والمسئول عن إنتاج الذرة، فى تصريحات لـ"انفراد"، إنه لحل مشكلة تسويق الذرة المحلى، والحد من استيراد مايزيد عن ١٢ مليون طنا سنويا تستخدم كأعلاف ،لابد من فرض رسم صادر على كل طن ذرة صفراء للاستفادة منها فى دعم مزارعى الانتاج المحلى فى مصر تشجيعا لهم على التوسع فى زراعة المحصول، وخلق منافسة للمنتج المحلى لتسويقه.
وأضاف "بركات"، أن هناك مقترحا بتوجيه رسوم الاستيراد على إجمالى استيراد الذرة الصفراء من الخارج، ووضعها فى صندوق لدعم المزارعين، لحث الفلاحين على التوسع فى زراعة الذرة وحل مشاكل تسويق المحصو ل، مشيرة إلى أن إعتماد رسوم إستيراد الذرة الصفراء يساهم فى تنمية وتطوير زراعة المحاصيل الصيفية المنافسة للأرز لترشيد استهلاك المياه.
وتابع المشرف على ملف الذرة الصفراء وإنتاج تقاوى الأساس والمعتمد بقسم بحوث الذرة الشامية بمركز البحوث الزراعية، إن الجمعيات التعاونية الزراعية لها دور كبير بشراء الذرة والفول الصويا من المزراعين وتسويقة والتعاقدات مع الفلاحين ثم شركات ومصانع الأعلاف، موكد أنه على مدار 6 أعوام الماضية لم يتم شراء حبة واحدة من المحصول سواء من قبل البنك الزراعى المصرى أو منتجى الدواجن أو مصانع الأعلاف، ويلجا الفلاح إلى عمل المحصول "سلاج" كعلف للحيوانات، والحل هو تفعيل دور التعاونيات الزراعية.
قال الحاج حسين عبدالرحمن أبو صدام نقيب عام الفلاحين، إن أسعار أعلاف الدواجن ارتفعت بشكل كبير بنحو 4000 جنيه في الطن الواحد تقريبا، لافتا ان العلف يمثل70% من صناعة الدواجن ولذا فإن ارتفاع أسعار الاعلاف يؤدي مباشرة لزيادة اسعار اللحوم البيضاء
واضاف أبو صدام أن تقلص زراعة المحاصيل العلفية مثل الذرة الصفراء وفول الصويا أدى لاعتماد صناعة الأعلاف على استيراد المواد الخام من الخارج حيث تستورد مصر نحو 12 مليون طن ذره صفراء سنويا بملايين الدولارات، ولغلق بعض الدول منافذها كإجراء احترازي للحد من انتشار وباء كورونا تأثرت واردات مصر تأثر سلبيا مما أدى لزيادة أسعار الأعلاف مع قلة الدعم الحكومي لقطاع صناعة الأعلاف ومزارعي المحاصيل العلفية.
وأوضح عبدالرحمن أنه وبجانب تداعيات فيروس كورونا السلبية على صناعة العلف محليا فقد أدى لجوء بعض الدول المصدرة لوقف عمليات التصدير خوفا من تفاقم أزمة كورونا واحتياجها لتأمين حاجتها المحلية، ونظرا لأن مصر تعتمد على الاستيراد بنسبة تزيد عن 60% من احتياجاتنا من المستلزمات العلفية، فإن زيادة أسعار الأعلاف بات أمرا واقعيا.
وطالب أبو صدام الحكومة بدعم صغار مربي الدواجن في ظل ارتفاع أسعار الكتاكيت والأعلاف وتدني أسعار المنتج حتى لا نفاجأ بارتفاع كبير في أسعار الدواحن، كما طالب بفرض رسوم على واردات الذرة لدعم الزراعة المحلية.