توفى منذ قليل الموسيقار جمال سلامة، عن عمر يناهز 75 عامًا داخل مستشفى الهرم، بعد تدهور حالته الصحية في الساعات الماضية، حيث نقل إلى المستشفى بعد إصابته بفيروس كورونا.
وكان الإعلامي محمد السماحى، ابن شقيقة الموسيقار جمال سلامة، قد صرح بأن خاله الموسيقار الكبير تدهورت حالته الصحية، وتم نقله إلى أحد مستشفيات المعادى، وهناك اشتبه الأطباء فى إصابته بفيروس كورونا بعدما انخفض نبض قلبه إلى 48.
وأضاف السماحى أن المستشفى حول الموسيقار جمال سلامة إلى أحد مستشفيات العزل بالهرم.
الموسيقار جمال سلامة تعاون مع كبار المطربين فى مصر والوطن العربى، ومن أشهر ألحانه أغنية "ساعات ساعات" للشحرورة صباح، كما لحّن لسميرة سعيد أغنية "احكى ياشهرزاد" و"مش حتنازل عنك" و"قال جانى بعد يومين"، "ومع المطربة اللبنانيّة ماجدة الرومى لحن "بيروت ست الدنيا" و قصيدة " مع جريدة " للشاعر نزار قبّانى، كما لحن الكثير من موسيقى الأفلام والمسلسلات فى حقبة الثمانينات التى ما زالت فى ذاكرة الناس مثل مسلسل "الحب وأشياء أخرى" وفيلم "حبيبى دائما".
ونعى أمير الغناء العربي هاني شاكر نقيب الموسيقيين ومجلس النقابة وأعضاء الجمعية العمومية بخالص الحزن والأسي الموسيقار الكبير جمال سلامة الذي رحل عن عالمنا منذ قليل.
والموسيقار جمال سلامة من مواليد الإسكندرية 5 أكتوبر 1945، ونشأ فى عائلة فنية فوالده حافظ أحمد سلامة كان مؤلفًا للموسيقى السيمفونية، وكان أخوه ملحنًا وعازفًا لآلة الأكورديون بفرقة سيدة الغناء العربي أم كلثوم، وباقي عائلته الفنية كانوا يعملون بالمجال الفني.
ودرس جمال سلامة الموسيقى منذ الصغر وتخصص في آلة البيانو ثم التأليف الموسيقى في كونسرفتوار القاهرة بأكاديمية الفنون على يد نخبة ممتازة من أفضل الأساتذة المصريين والأجانب، كما درس في كونسرفتوار تشايكوفسكي بموسكو، وحاز منها على أعلى شهادة في التأليف الموسيقي المعادلة لدرجة الدكتوراه.
وحصل على دبلوم المعهد القومي العالي للموسيقى من كونسرفتوار القاهرة، وعمل عضو هيئة تدريس كونسرفتوار القاهرة بأكاديمية الفنون، كما شغل عضوية لجنة الموسيقى بالمجلس الأعلى للثقافة، وتولى قيادة الفرقة القومية للفنون الشعبية.
ويعيد "انفراد" نشر آخر حوار للموسيقار الراحل جمال سلامة مع الزميلة زينب عبد اللاه
وإلى نص الحوار:
فى البداية نود أن نعرف أين الملحن الكبير جمال سلامة خلال الفترة الحالية ولماذا لا نرى أعمالا جديدة منذ فترة؟
- قدمت أعمالا فنية كثيرة بداية من 1970 ولمدة ما يقرب من 50 عاما، والآن وصلت لمرحلة أسعى فيها لتقديم نوع آخر من الأعمال الموسيقية التى تعتمد على ما درسته خلال البعثة التى أرسلتنى فيها الدولة لدراسة الموسيقى الكلاسيكية فى روسيا بداية السبعينيات، وكنت فيها تلميذا للموسيقار العالمى آرام خاتشادوريان وتشيكوفيسكى، وكان من المفترض بعد عودتى فى السبعينيات أن أتجه لهذا النوع من المؤلفات الكلاسيكية العالمية، و«لكن لما جيت لقيت البلد كلها بتسمع ألحان الموجى ومحمد عبدالوهاب وكمال الطويل، وكلهم ملحنين بيعتبروا أن من يدرس الموسيقى العالمية لا علاقة له بالموسيقى والأغانى المصرية والعربية التى يسمعها الناس ويحبونها، فاضطريت على مدى 50 عاما أن أقدم أعمالا يسمعها الناس وتنافس كبار الملحنين».
وهل يعنى هذا أنك لن تقدم أعمالا غنائية كتلك الأعمال الشهيرة التى قدمتها خلال تاريخك الفنى وستكتفى بالأعمال السيمفونية؟
- قدمت أعمالا كثيرة فى المجال الغنائى، وهناك جيل جديد أترك له الفرصة فى هذا المجال ليقدم إبداعاته، لأقدم أعمالا أخرى فى مجال لا يعرفه الكثيرون ولا يبدع فيه إلا الموسيقيون العالميون، وهو العلم الموسيقى الذى تلقيته فى البعثة إلى موسكو والتى عدت منها عام 1976.
حدثنا عن بداياتك وكيف تعاملت مع عمالقة الفن فى هذا الوقت؟
- عندما عدت من البعثة بدأت حياتى عازف أورج، وكنت أول عازف للأورج فى الوطن العربى، وعملت مع أم كلثوم فى أغنية «أقبل الليل» للشاعر أحمد رامى وألحان السنباطى، ولو كان عزفى لم يعجب أم كلثوم، كان سينتهى وجود هذه الآلة فى الموسيقى العربية إلى الأبد، وكان معروفا عن أم كلثوم أنها لما بتغنى ماحدش بيعزف معاها، فكانت الفرقة الموسيقية تعزف قبل غنائها وتتوقف حين تبدأ الست فى الغناء، ولكننى خالفت هذه القاعدة وعزفت وهى تغنى فى البروفة، وكان عازف الكونترباص «عظمة» إلى جوارى فقال لى: «بس ياجمال الست تزعل» فتوقفت عن العزف، وفوجئت بأم كلثوم توقف الفرقة، وقالتلى: «سكتت ليه ياجمال»، قلتلها: «عظمة بيقوللى حضرتك مابتحبيش حد يعزف معاكى»، فقالت له: «وانت مالك انت قول يا جمال الحاجات الحلوة دى»، وبالفعل تم تسجيل الأغنية للإذاعة وأنا أعزف بالتزامن مع صوت الست وكانت هذه أول مرة ترافق آلة موسيقية صوت كوكب الشرق، ولكن كانت أم كلثوم سببا أيضا فى أننى قررت ألا أعزف مع أى مطرب، ففى إحدى المرات كنت أعزف «سولو» فى أغنية «أقبل الليل» ووجدت تصفيقا حارا فوقفت أحيى الجمهور، وفوجئت بعازف الكامنجا أحمد السنباطى بيقوللى «أنت وقفت ليه» فقلت له «علشان الناس بتصقف لى» فضحك قائلا: «أنت فاكر الناس بتصقف لك انت دول بيصقفوا علشان الست وقفت وهتغنى»، وبعدها اعتزلت العزف مع أم كلثوم أو مع أى مطرب تانى وقلت: «هاخللى الناس تصفق لى فى أعمالى»، ورفضت المشاركة فى العزف مع أى مطرب حتى أم كلثوم.
وكيف بدأ احترافك للتلحين ومنافسة كبار الملحنين؟
- عندما عدت من البعثة لم يكن التأليف الكلاسيكى الذى تعلمته فى البعثة معروفا فى مصر، وكانت تربطنى صداقة قوية بالأبنودى، وقلت له عاوز ألحن، قاللى «هتعرف»، وأعطانى بيتين من أغنية «ساعات ساعات»، وكل مرة نتقابل يعطينى بيتين ويمشى، لحنت ساعات ساعات وفضلت معايا حوالى 10 سنين قبل ما تغنيها صباح، كما أعطانى عبدالوهاب محمد كلمات أغنية «قال جانى بعد يومين» ولحنتها قبل ماتاخدها سميرة سعيد بحوالى 12 سنة.
وما قصة التعاون بينك وبين الفنانة سميرة سعيد؟
- كانت بداية التعاون مع سميرة فى أغنية «احكى ياشهر زاد» وكان لها حكاية، حيث كانت ضمن مسلسل ألف ليلة وليلة وكان المخرج عبدالعزيز السكرى طلب منى عمل ألحان المسلسل والموسيقى التصويرية، وكنت فى استوديو مصر وقابلت سميرة سعيد وعجبنى صوتها، وكانت متعاقدة مع موريس إسكندر المنتج علشان تعمل شريط مع بليغ حمدى، وكانت مسافرة فقلت لها عدى عليا فى الاستوديو وانتى رايحة المطار، وفعلا جت الاستوديو نص ساعة وخلصنا الأغنية وسافرت، والمخرج سمع الأغنية وطار من الفرح، وخلصت ألحان المسلسل، وذهبت لسامية صادق رئيس التليفزيون، علشان توقع على الشيك وآخد فلوسى، وكانت المفاجأة إنها قالتلى: «ليه جبت سميرة وماجبتش واحدة مصرية» قلتلها: «دى صوتها حلو وماشى مع العمل» فرفضت تصرف لى الفلوس وقالتلى هات مطربة مصرية، هاتلى نادية مصطفى قلتلها حاضر، وطلبت نادية وفعلا سجلنا الأغنية وأخدت الشريط وروحت لسامية صادق، فقالت أيوة كدة حلو، وصرفتلى الفلوس، وخرجت من عندها معايا الشريطين واحد لنادية وواحد لسميرة، وروحت للمخرج قلتله خد سميرة سعيد، ده اللى هتذيعه وقول لسامية صادق إنك اخترت سميرة، ولما اتذاع المسلسل الأغنية عملت شهرة واسعة لسميرة فى بدايتها، وفوجئت وهى فى المطار بالتفاف الناس حولها، بعدها جالى موريس إسكندر المنتج واتفق معى أعمل شريط لسيرة، وكان ضمنه أغنية «واحشنى بصحيح»، و«قال جانى بعد يومين»، وأول ما سمعها المنتج قاللى: «إيه القرف ده إحنا مش عاوزين ده عاوزين هشك بشك.. الشريط ده خواجاتى فين الشرقى، ورفض الشريط وأول ما أذيعت «قال جانى بعد يومين» فى التليفزيون عملت ضجة كبيرة وجالى المنتج، يتأسف وقاللى إعملى شريط لسميرة وأهى الفلوس.
وسجلت مع سميرة 30 لحنا منها «مش هاتنازل عنك»، وبعد نجاحها اتجوزت هانى مهنى، واشتغلت معاه، وتلف الأيام وسميرة كل ما تشوفنى تقوللى كل مااروح حتة ينسوا كل شغلى ويطلبوا: «قال جانى بعد يومين».
وماذا عن الأغانى والمسلسلات الدينية وأهمها محمد رسول الله؟
- كان مقررا أن يقوم محمد عبدالوهاب بتلحين مسلسل محمد رسول الله الذى أخرجه أحمد طنطاوى، ولكنه انشغل فرشحنى الشاعر عبدالفتاح مصطفى، خاصة أننى كنت قد عملت مع ياسمين الخيام فى أول عمل غنائى لها، وهو أوبرا عيون بهية، وكانت بداية تتر المسلسل عبارة «دعوة إبراهيم»، واقترحت أن نضع فى البداية عبارة «محمد يارسول الله» ولم تكن موجودة فى الأغنية وبالفعل وافق المخرج أحمد طنطاوى، وعندما انتهيت من الألحان وسمعها صرخ قائلا: «إيه ده يادكتور ده كفر انت حاطط البيانو فى عمل دينى؟» وكانت أول مرة يدخل البيانو فى عمل دينى.
وكان باقى على رمضان يومين، وزعلت ونزلت من الاستوديو وروحت المعمورة، وفوجئت بعرض المسلسل فى أول أيام رمضان وبه ألحانى ولكننى لم أجد اسمى على التتر.
وكيف تصرفت حيال عدم وجود اسمك على التتر؟
- كنت قبلها بأسبوع عملت فرح بنت الرئيس السادات فى المعمورة، فأسرعت إلى بيته فى المعمورة وطلبت مقابلته وبالفعل سمح لى بلقائه، وعندما أخبرته بالقصة، اتصل على الفور بهمت مصطفى، وقال لى: «ماتزعلش ياعم بكرة اسمك هينزل» وفعلا تانى يوم لقيت اسمى على تتر المسلسل.
تجذبنا هذه القصة للحديث عن علاقتك بالرئيس السادات؟
- السادات كان بيحبنى جدا وبدأت علاقتى به بعدما عملت أوبرا باليه عيون بهية بمناسبة نصر أكتوبر وغنتها ياسمين الخيام فى أول ظهور فنى لها، واستمر عرضها 6 شهور وحضر السادات الافتتاح ومنحنى وسام الجمهورية من أكاديمية الفنون، وتدربت معى ياسمين لمدة 7 أشهر، واستمر التعاون الفنى بينى وبينها حتى اعتزالها، وعلاقتى بها مستمرة حتى الآن.
والتقيت بالسادات فى فرح ابنته سنة 1974، حيث أعددت أغنية الفرح مع الشاعر حسين السيد والأوركسترا السيمفونى وفرقة أم كلثوم وكورال الأوبرا، وحضر الحفل الذى كان مقاما بالمعمورة ضيوف عالميون، وغادرنا بعد انتهائنا من تقديم الأغنية، وإحنا فى الأتوبيس فى أول الطريق الصحراوى وجدنا بوليس النجدة يوقفنا ويطلب منا الرجوع، وقالوا لنا: «الرئيس عاوزكم علشان يسمع الأغنية تانى، وبعد انتهاء الحفل جلس معى السادات» وقاللى: «احكى لى حكايتك»، وأبدى إعجابه الشديد بى ومنحنى عدة جوائز.
ولما رجعت فوجئت بتليفون وأنا نايم، ووجدتها فاتن حمامة ماصدقتش، قالتلى كنت فى الحفلة، وعاوزاك تعمل لى الموسيقى التصويرية لفيلم «أريد حلا» وعملته وأخذت جايزة عنه، بعدها عملت «أفواه وأرانب» وانبهرت بى سيدة الشاشة العربية، ومن وقتها ازدادت شهرتى فى عمل الموسيقى التصويرية للأفلام، وعملت فى تاريخى ما يقرب من 1000 فيلم، منها «الكرنك وحبيبى دائما والعذاب امرأة ولا تبكى ياحبيب العمر وأهل القمة وأميرة حبى أنا، و90 % من أفلام نادية الجندى، ونبيلة عبيد وإلهام شاهين وليلى علوى» كما تعاملت مع شريهان فى شارع محمد على.
ماذا عن علاقتك بالفنانة ماجدة الرومى والمخرج العالمى يوسف شاهين؟
- عندما كنت فى بعثتى لروسيا اتصل بى كمال الطويل وصلاح جاهين وأخبرونى أن هناك عملا كبيرا يستعد له المخرج يوسف شاهين وأن هناك مطربة لبنانية صغيرة ستغنى فيه، شاهين قاللى عاوز لحن عالمى، وبالفعل تدربت معى ماجدة الرومى، وعندما سألنى يوسف شاهين عن التكلفة أخبرته بأن الفرقة ستتكلف 70 ألف جنيه وأنا 300 جنيه اتخض، وقلت له: مش قلت عاوز شغل عالمى أنا صدقتك وعملت شغل عالمى ومحتاجين 70 موسيقى، قاللى هادفع 70 ألف للموسيقين بس كتير أنت تاخد 300، وبعد ما سمع الألحان والتوزيع أخدنى بالحضن وقال لمدير الإنتاج: «إدفعله الفلوس ده واد عبقرى».
وكانت هذه أول علاقة لى بماجدة الرومى سنة 74، وبعدها جاءتنى فى الثمانينيات أثناء الحرب اللبنانية ومعها قصيدة لنزار قبانى وطلبت منى تلحينها علشان نبعتها للجيش اللبنانى وكان بداية القصيدة «نعترف أمام الله» وكنت أهتم بأن تكون بداية الأغنية جاذبة للجمهور، واقترحت أن نبدأ مطلع الأغنية بعبارة «يابيروت ياست الدنيا»، ووافق نزار قبانى ونجحت القصيدة نجاحا كبيرا وأصبحت كأنها السلام الجمهورى للبنان، ولم تكن هذه هى المرة الوحيدة التى يقبل فيها نزار قبانى تعديلات أضعها على قصائده التى لحنتها، فعندما طلبت منى ماجدة الرومى تلحين قصيدة «مع جريدة» وكانت تريد أن تغنيها فى نصف ساعة قلت لها لو اتلحنت مش هتاخد أكتر من 3 دقايق فقط، فاتصلت بنزار وطلبت منه تطويل القصيدة، وقلت له ممكن أشخلع وأطبل مع كلمة «ذوبنى» فضحك وقال لى: «طبل وعفرتنى»، وقلت له القصيدة تقول إن الحبيب قرأ الجريدة ومشى، بس ماقلتش ماذا حدث للحبيبة بعدها، فضحك وقال لى «عمرى ماغيرت فى حياتى كلمات قصيدة غير مرتين مرة لعبدالحليم ومرة لنجاة لكن علشانك هاغير» وتانى يوم بعتلى 4 صفحات، وعندما ألفت سعاد الصباح كتابا عن نزار قبانى أكدت أنه قال عن قصيدة «مع جريدة» إنها قصيدة القرن الواحد والعشرون وإن الحان جمال سلامة جعلتها مختلفة عن باقى قصائده.
ماذا عن تعاونك مع الفنانة شادية فى لحنى «أمى» و«مصر اليوم فى عيد»؟
- الفنانة شادية هى صوت مصر، وكنت أتمنى العمل معها، وكنت أجهز مع عبدالعزيز السكرى احتفالية عيد الأم، وكان عندى أغنية أمى واقترحت أن تغنيها، وبالفعل أعجبتها وكان أول تعاون بيننا واتقابلنا هنا فى هذا الاستوديو، وبعدها كان التعاون فى حفلة أكتوبر 82، ووقتها جاءتنى فكرة أنا وعبدالوهاب محمد وهى أن يتضمن الحفل إلقاء شعر بصوت فاتن حمامة ومحمود ياسين يتخلله عرض الأغانى الوطنية ونشرنا خبرا بذلك، وعرف الخبر محمد عبدالوهاب وكان يحاربنى، فاتصل بهمت مصطفى وأخبرها بأنه هو الذى سيقوم بعمل هذه الفكرة، فاتصلت بى همت مصطفى واعتذرت، ووقتها حزنت جدا، وكنت مايسترو الفرقة القومية وكنا عاملين احتفالات بتبدأ باستعراض ياللى من البحيرة وياللى من أهل الصعيد، فاقترحت على عبدالوهاب محمد يكمل تأليف الأغنية لتتناسب مع احتفالات سيناء، وبالفعل كمل عبدالوهاب محمد الأبيات ولحنتها، وسجلنا الأغنية وأرسلناها لشادية، فانبهرت باللحن وقالت عاوزة أسجله بكرة، وأخذنا الشريط لرئيس القناة التانية فى التليفزيون االمصرى وفرحت بيه جدا وطلعت لهمت مصطفى وسمعته لصفوت االشريف وقال لازم شادية تشترك فى الحفلة، وكانت شادية خايفة وقالت بقى لى 20 سنة لم أغن على مسرح، وقلت لها هنعمل بروفات مع الفرقة القومية.
ويوم الحفلة رُحنا مسرح الجلاء، وطلعنا حوالى 150 واحد على المسرح مع فرق الفنون الشعبية من كل الجمهورية وكأنه كرنفال وطلعت شادية بعلم مصر فى أول الحفلة، وانبهر الجميع بالاستعراض، والناس كانت بتغنيها فى الشارع، ورغم أن كل الملحنين والمطربين كانوا مشاركين إلا أن «مصر اليوم فى عيد» كانت اللحن البارز، ومن وقتها تم تكليفى بعمل كل الحفلات لمدة 20 سنة متواصلة.
ولو كان السادات عايش لما قدمت «مصر اليوم فى عيد» كان هيعملى تمثال لأنى فرحت الناس بنصر أكتوبر.
ماذا عن علاقتك بالرئيس مبارك وحرمه؟
- مبارك أول رئيس جمهورية يحضر احتفالات أكتوبر من بداية 82 وكان عهده عصرى الذهبى، وكان فيه أكبر إنتاج فنى، وعملت خلاله احتفالات أكتوبر لمدة 20 سنة متواصلة مع كبار الفنانين، ولما كنت أسلم عليه فى الاحتفال ياخدنى بالحضن وكأنى ابنه رغم أنه كان بيسلم على الناس من مسافة، وكان بيطلب من صفوت الشريف وممدوح الليثى إن الأبنودى وجمال سلامة يعملوا كل الاحتفالات. وأذكر أن ماجدة الرومى كانت ستحيى حفلة فى الرئاسة وأرادت أن تغنى أغنية «سيدى الرئيس» وعندما سأل عن برنامج الحفل رفض أن تغنيها وقال: «الأغنية دى تقولها فى لبنان مش هنا».
كما تعاملت مع سوزان مبارك ونظمت حفلات فى قصر المنتزه عندما كانت تستقبل زوجات الرؤساء والملوك، ومنهن حرم الشيخ زايد، وكانت بتحب الفن والشياكة وتشجع المطربين وعمرها ما بخلت على الفن.
وهل كانت لك مواقف مع الملوك والرؤساء العرب؟
- بعد غزو الكويت بـ10 سنوات قام أمير الكويت بتكريمى أنا ومارجريت تاتشر وجورج بوش لأننى لحنت أغنية عبدالله الرويشد «بيتى وبيقول بيته» التى غناها إبان الغزو العراقى للكويت وأبكت العالم العربى، فكان لها أثر كبير فى التعاطف مع الشعب الكويتى، واعتبروا أننى ممن ساهموا فى مقاومة الغزو العراقى وساعدوا على عودة الكويت لأهلها.
وماذا عما أثير حول سرقة بعض النجوم لألحانك؟
- كتير سرقوا ألحانى، حيث مرضت وكنت أعانى من جلطة بالمخ لمدة 10 سنين، ولم أكن أتابع الحركة الفنية، وبعدها فوجئت بأن ألحانا كثيرة تمت سرقتها من أعمالى وجمعتها فى «سى دى»، فبعض الزملاء الملحنين افتكروا إنى مت وأخدوا ألحانى أعطوها لمطربين مثل هيفاء ونانسى وكاظم وفضل شاكر، والعيب هنا على الملحن، فمثلا أغنية «أنا هيفا أنا» أخذت من أغنية لمحمد ثروت قمت بتلحينها «النور من هنا الخير من هنا» المسروق، وتعجبت إن سامى يوسف وهو يدعى أنه إسلامى ويسرق أغنية كاملة وهى أغنية « لا اله الا الله» لحنا وتوزيعا.