أوقفت شركة بايت دانس ByteDance ، المالك الصينى لتطبيق تيك توك الشهير للفيديو القصير TikTok، إلى أجل غير مسمى نواياها للإدراج فى الخارج بعد أن طلب المسئولون الحكوميون من الشركة التركيز على معالجة مخاطر أمن البيانات.
وقالت مصادر مطلعة على الأمر، وفقا لشبكة "سى إن بى سي" الأمريكية، إن الشركة التى وصل تقييمها إلى 180 مليار دولار وفقاً لآخر جولة تمويل فى ديسمبر الماضى، تدرس طرحاً عاماً أولياً لجميع أو بعض أعمالها فى الولايات المتحدة أو هونج كونج، إلا أن تلك الخطط تم إيقافها بعد تحذير من المنظمين الصينيين.
وبحسب تلك المصادر، قال مؤسس الشركة، زانج يامينج، أنه من الحكمة تجميد خطط الطرح، بعد اجتماعات مع منظمى الفضاء الإلكترونى والأوراق المالية، حيث طالبوا فيها الشركة التركيز على معالجة مخاطر أمن البيانات وغيرها من القضايا.
وفى تقرير منفصل نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، قال أحد المصادر إن تأجيل الطرح سببه أن الشركة لم يكن لديها مديراً مالياً فى ذلك الوقت.
ويتناقض نهج بايت دانس الحذر مع شركة "ديدى جلوبال" Didi Global للنقل التشاركي، والتى تم تحذيرها من إدارة الفضاء الإلكترونى الصينية بعدم القيام بذلك، وسط مخاوف من أن بعض بياناته قد تقع فى أيدى أجنبية.
وتعمل السلطات الصينية على تشديد الإنفاذ على شركات التكنولوجيا فى البلاد منذ نوفمبر، من خلال حملة شاملة لمكافحة الاحتكار، وقواعد جديدة للتحكم فى جمع البيانات وممارسات الأمن السيبرانى.
كان أحد المخاوف فى بكين هو أن البيانات التى جمعتها شركات التكنولوجيا الصينية يمكن أن تتعرض للخطر نتيجة الإفصاح الأكبر المرتبط بالولايات المتحدة.
واكتسب تيك توك شهرة عالمية بعد سنوات من انطلاقه فى سبتمبر 2017 ، إذ اشترت شركة بايت دانس تطبيق "ميوسيكال. أل واي"، وهو تطبيق اجتماعى تزايد شعبيته داخل الولايات المتحدة، مقابل مليار دولار خلال نوفمبر 2017، حيث دمج التطبيقين معا فى أغسطس 2018.
وخلال سنوات قليلة، وصل عدد مستخدمى تيك توك لما يقارب 92 مليون مستخدم فى الولايات المتحدة، ومعظمهم من المراهقين والشباب، وتجاوز إنستجرام باعتباره تطبيق الوسائط الاجتماعية المفضل الثانى للمراهقين الأمريكيين بعد سناب شات، وفقا لتقرير "بايبر ساندلر" الصادر فى أكتوبر 2020.
ولدى بكين مخاوف تتمثل فى أن البيانات التى جمعتها شركات التكنولوجيا الصينية يمكن أن تتعرض للاختراق من خلال طرحها فى أسواق الولايات المتحدة.
قالت الصين إنها ستشدد الرقابة على عمليات إدراج الشركات المحلية فى البورصات الأجنبية.
وتعمل الجهة المنظمة للأوراق المالية على صياغة قواعد قد تطلب من الشركات المسجلة فى الخارج الحصول على الموافقة التنظيمية قبل بيع الأسهم فى الأسواق الخارجية، حيث تقود هيئة تنظيم الإنترنت التدقيق فى المرشحين للاكتتاب العام للتأكد من أن خططهم لا تخاطر بالأمن القومى الصينى.
واقترحت الهيئة الحكومية، السبت، تعديل مسودة قواعد مراجعة الأمن السيبرانى الخاصة بها لتشمل مطلبا بأن تخضع شركات الإنترنت التى تضم أكثر من مليون مستخدم لمراجعة الأمن السيبرانى إذا كانت تتطلع إلى الإدراج فى الأسواق الأجنبية.
