"الزوجة الأصيلة رزق كبير من الله" وهذا ما ينطبق على سيدة مسنة تبرعت بميراثها من والدها لإنشاء مكتب تحفيظ القرآن الكريم لأطفال قريتها، وجعلته صدقة جارية على روح زوجها الراحل الذى أحسن معاملتها فى الدنيا فأردت أن ترد له شيء فى الأخرة.
"مش عايزه على ضهر الدنيا حاجة اللى عايزه يكون قدام ينفعنى فى الأخرة وتبرعت لله صدقة على روح زوجى الحاج أحمد عبد السلام " بهذه الكلمات قصت الحاجة "وداد على موسى" 70 عاما مقيمة قرية النشوية مركز الحسينية شمال محافظة الشرقية، إنها ورثت عن والدها قطعة أرض على مساحة قيراطين، وتبرعت بها منذ 22 عاما لإنشاء مكتب لتحفيظ القرآن لأطفال قريتها.
وأردفت السيدة المسنة: "كنت متزوجة من أحمد عبد السلام، فلاح، وأنجبت منه 5 أبناء، وحاول فترة حياته التبرع بقطعة أرض لإنشاء معهد أزهرى بالقرية، لكن تم قبول طلبه لكون الأرض فى نطاق الزراعة، فحاولت أن تكمل الخير الذى كان يتمنى زوجها أن يقوم به، وزوجى كان طيبا وعطوفا مع الجميع ومحب للخير".
وتابعت: "منذ 22 عاما فوجئت بابنى الأكبر "محمد" يخبرنى بقيام الشيخ طارق بشير الطحاوى، محفظ قرآن بالبحث عن مكان لإقامة مكتب لتحفيظ أطفال القرية للقرآن الكريم، فطلبت منه إقامة الكتاب بقطعة أرض ميراث أبي وتبرعت بميراثها صدقة جارية على روح زوجى، واتردد على المكتب بصفة مستمرة لتقدم الحلوى ومياه الشرب للأطفال، وأشعر بسعادة كبيرة بالقيام بذلك".
وقال "محمد أحمد" ابن الحاجة وداد: "أثناء جلوسى مع والدتى حكيت لها الأمر، فقالت لى أبعت للشيخ طارق، والمكان موجود عندى، قطعة أرض على مساحة قيراطين يأخذ اللى يحتاجه منها يفتحه مكتب، صدقة جارية على روح والدك".
فيما قال الشيخ طارق بشير، محفظ القرآن، إنه من أبناء مدينة الحسينية أنه منذ 22 عاما حاول فتح مكتب تحفيظ قرآن بقرية النشوية، فتبرعت له الحاجة" وداد على موسى " بالمكان وقام بترخيص المكتب رسميا من قبل الأزهر الشريف، وتخرج منه 100 حافظ للقرآن و100 حاليا فى مرحلة الحفظ تم تكريم 50 منهم من شيخ الأزهر على مراحل مختلفة، موضحا أن السيدة لم تكتف بذلك بل تتابع الأطفال وتقدم لها الحلوى ومياه الشرب أثناء حفظهم القرآن فى المكتب، وتظل تتردد على المكتب لتطمئن على الأطفال وتشعر بفرحة كبيرة بمشاهدتها الأطفال يقرأون كتاب الله.