"تربية بالألوان" مشروع شبابى يحول كلية التربية بالمنصورة للوحة فنية ويشجع الشباب على الإبداع..دينا مجدى: المشروع يعبر عن أحلامنا ومواهبنا.. ميرنا: بالرسم نستطيع حث الطلاب على إفراغ طاقتهم فى التجميل ب
الثلاثاء، 07 سبتمبر 2021 04:10 ص
الرسم هو لغة الجمال، إبداع يكمن بين طياته كل ما يرد داخل النفس البشرية من مشاعر وخيال وأحلام، فيعبر الفنان بريشة وألوان عن جوهره الخفى من فرحة وحب وحزن وخوف، عن الحياة. فالعالم يحتاج للمسة فنان يرسم أملا ويصور مستقبلا، ينشر ثقافة الجمال، ويحول الظلام إلى نور يضيء لنا الحياة بلوحات فنية خلابة.
ويقوم اليوم العديد من الشباب المبدع بتنفيذ مبادرات تطوعية لتجميل الشوارع والأحياء بلوحات فنية خلابة تضفى الجمال وتجدد الأمل وتبعث بالكثير من الرسائل أهمها تعزيز قيمة الانتماء والتعاون وتحقيق الصالح العام.
ويكتسب العمل التطوعى أهمية كبيرة؛ لدوره فى تعزيز انتماء ومشاركة الشباب فى مجتمعهم، وتنمية قدراتهم ومهاراتهم الشخصية والعلمية والعملية، وإتاحة الفرصة للتعبير عن آرائهم وأفكارهم، وزيادة إحساسهم بذاتهم وأهميتهم فى المجتمع، وإقناعهم بدورهم الوطنى والإنسانى لخدمة مجتمعهم، والقضاء على أوقات الفراغ بعمل مفيد ونافع للبشرية.
وتحولت كلية التربية جامعة المنصورة للوحة فنية خلابة، بعد قيام مجموعة من طلابها بتزيينها بجداريات تجميلية؛ بهدف إعطاء صورة حضارية مميزة وإضفاء لمسة فنية تسر الناظرين لها.
وقالت دينا مجدى خريجة كلية التربية جامعة المنصورة ومنسقة مشروع "تربية بالألوان"، لـ"انفراد"، إن المشروع عبارة عن رسم جداريات تجميلية بكلية التربية جامعة المنصورة، بهدف تزيين مبنى الكلية وتحسين الذوق العام، والتعبير عن مواهبنا الفنية وأحلامنا، وتشجيع الشباب على الإبداع والفن والعطاء للوطن.
"زى ما تكون بتحفر اسمك على الجدران".. فأشارت دينا، إلى إن فكرة المشروع نتجت عن حبها لفن الرسم والتلوين، فأرادت أن تكسر روتين الدراسة بالقيام بهواية تحبها وتعبر فيها عن نفسها، وأن يكون لفريق المشروع رسومات ثابتة ومؤرخة على جدران الكلية يراها جميع الأجيال المتعاقبة على الكلية.
وقالت دينا، الملقبة بـ"دينافينشى تربية"، إن فريق عمل المشروع فى الأساس فريق مسرحى يدعى "صناع السعادة"، يقوم بتأليف وإخراج وتمثيل المسرحيات وتقديمها على مسرح كلية التربية، وعندما عرضت عليهم فكرة مشروع "تربية بالألوان" رحبوا بها وشاركوا بكل حب وطاقة ونشاط حتى شارفنا على الانتهاء من جميع الجداريات.
وعن أهم رسومات الفريق بالكلية، قالت دينا، إن من أهم الجداريات التى نفذها الفريق هى رسمة "الأسد" أو "بوب مارلي"، وسميت بهذا الاسم نظرا لكونها عبارة عن أسد يرتدى قبعة تشبه قبعة المغنى الشهير "بوب مارلي".
ولهذه الرسمة ذكرى خاصة مع فريق "تربية بالألوان"، فتقول دينا، إنهم لم يتمكنوا من ورنشة تلك الرسمة بالتحديد؛ لظروف الطقس السيئة حينها وسقوط أمطار غزيرة، وهذا بدوره أثر على جودة الألوان، مضيفة أنهم يحاولون إصلاح ما خلفته الأمطار على الرسمة.
وأوضحت، أن الألوان التى يستخدمونها فى رسم الجداريات هى ألوان بلاستيكية، ويقومون بورنشة الجداريات بعد الانتهاء من رسمها حتى لا تتأثر بالمياه، وتظل ثابتة بنفس جودة الألوان لأطول فترة ممكنة.
وعن رسمة البومة، قالت دينا، إن طائر البومة رمز يعبر عن جميع الطلاب، لذلك قرروا أن يقوموا برسم جدارية لطائر البومة بالكلية، وقد نالت إعجاب الجميع بلا استثناء.
وعن آخر جدارية رسمها الفريق بالكلية، قالت دينا، إنهم قرروا أن يرسموا رسمة تعبر عن طبيعة كلية التربية بصبغة تجميلية، فقاموا برسم طفل صغير يشخبط على الجدار ويكتب حرف "من" تيمنا بالممثل سعيد صالح فى مسرحية مدرسة المشاغبين. ولكونها تحلم بالسفر لمدينة باريس الفرنسية، قامت وأعضاء الفريق برسم برج إيفل بجانب الطفل لتحقق حلم سفرها الذى يراودها دوما عن طريق الرسم.
"الرسمة الرايقة"، هكذا عبرت دينا، عن جدارية رائض الفضاء، فقالت عنها: "رسمة أصحاب المزاج العالي"، حيث أنها تصور رائض فضاء ممسكا بالدونات فى يد وبالبيتزا فى اليد الأخرى.
"الرسمة المعجزة"، هكذا عبرت دينا عن جدارية الفراشة، فتقول إن الرسمة لم تتأثر ألوانها أبدا بالرغم من سقوط الأمطار عليها قبل أن يتم ورنشتها فى فصل الشتاء الماضى، ومن تلك اللحظة أصبحت هذه الرسمة لها معزة خاصة عندهم، حتى أنهم قاموا برسم جدارية لبصماتهم بجانبها.
أما ميرنا هانى الطالبة بالفرقة الثانية بكلية التربية وإحدى أعضاء الفريق فقالت، إنها انضمت للمشروع بسبب حبها الشديد لفن الرسم منذ طفولتها، وعندما التحقت بالكلية شاهدت جداريات تجميلية منتشرة فى الكلية فبحثت عن منفذى المشروع وانضمت لهم وبدأت تشاركهم فى رسم جداريات تجميلية بالكلية.
وأضافت، أن للمشروع العديد من الأهداف سعوا على تحقيقها منذ اليوم الأول لهم به، وهى تشجيع الطلاب على القيام بأنشطة مفيدة داخل الكلية، والعمل على تجميل الكلية وإظهارها بأفضل صورة ممكنة.
أما مروى عادل الطالبة بالفرقة الرابعة بالكلية وإحدى أعضاء الفريق فقالت، إن مشروع "تربية بالألوان"، حقق لها العديد من الإيجابيات، حيث أصبحت اجتماعية تعرف كيف تتعامل مع الناس، من خلال تعاونها مع أعضاء الفريق فضلا عن تطور إمكانياتها فى فن الرسم. وأكدت، على ضرورة قيام الشباب باستغلال قدراتهم وإمكانياتهم فى تجميل البلد وإظهارها بأفضل شكل ممكن.
وقال بكر الحديدى خريج كلية التربية وأحد أعضاء الفريق، إن المشروع عبارة عن رسم جداريات تجميلية فى جميع الجدران الفارغة بالكلية لإضفاء قيمة جمالية وفنية للمكان.
وأشار، إلى أن الفريق يحاول أن يترك بصمة مضيئة له فى الكلية، وأنهم يسعوا بأن يكون لهم دور إيجابى فى المجتمع، وأن يقضى كل طالب فترة دراسته الجامعية وهو متفوق علميا واجتماعيا بالمشاركة فى الأنشطة الطلابية.
أما عائشة عبدالرحمن طالبة بالفرقة الرابعة بكلية التربية فقالت، إنها انضمت لفريق "تربية بالألوان"، بعد أن عرفت بالدور الذى يقومون به بكلية التربية عن طريق مواقع التواصل الاجتماعى، ونظرا لحبها الشديد لفن الرسم، اتخذت قرارها بالانضمام للفريق لمشاركتهم فى رسم جداريات تجميلية بالكلية.
"الرسم بيخرج الطاقة السلبية".. قالت أفنان، إن للرسم أهمية كبيرة تكمن فى قدرته على تحسين الحالة النفسية للفرد، فبمجرد الانتهاء من تنفيذ رسمة ما سيشعر الفرد بأنه اجتهد وأبدع وقام بإنجاز كبير، ومن هنا ستتحسن نفسيته، وتتحول الطاقة السلبية الكامنة بداخله إلى طاقة إيجابية كبيرة.