أكد المبعوث الأممى لدى ليبيا يان كوبيش، أن مجلس النواب الليبي أنهى قانون الانتخابات الرئاسية ويمكن تنظيم الانتخابات البرلمانية بناء القانون الحالي مع احتمال إدخال تعديلات يمكن الموافقة عليها خلال الأسبوعين المقبلين، مشيرا إلى أن المفوضية الوطنية العليا للانتخابات أبدت استعداداتها للانتخابات التي يمكن إجراؤها في غياب الإطار التشريعي، بما في ذلك قيامها بتسجيل الناخبين، حيث بلغ إجمالي عدد المسجلين 2.86 مليون (43 بالمائة منهم من النساء)، فيما يجري العمل على التسجيل لعملية التصويت خارج البلاد بالتشاور مع وزارة الخارجية الليبية، وسيستلزم ذلك تعاوناً ودعماً من الدول التي تستضيف مواطنين ليبيين.
وأشار المبعوث الأممى، خلال كلمة له نشرها موقع البعثة الأممية لدى ليبيا،إلى أن المفوضية الوطنية العليا للانتخابات أكدت تخصيص حكومة الوحدة الوطنية تمويلاً كافياً للمفوضية لتمكينها من التحضير للانتخابات وتنظيمها في 24 ديسمبر المقبل، وتواصل الأمم المتحدة تقديم الدعم الفني للمفوضية، لافتا إلى أن المراقبة الدولية والمحلية للعملية برمتها أمر بالغ الأهمية. وحث جميع الدول الأعضاء والمنظمات الإقليمية بما فيها جامعة الدول العربية وأعضاؤها على إرسال فرق مراقبة، بالتنسيق مع السلطات والمؤسسات الليبية، ولا سيما المفوضية الوطنية العليا للانتخابات ووزارة الخارجية عندما يحين الوقت.
وأشار "كوبيش"، إلى أن الجهود الدؤوبة التي تبذلها اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) عن إعادة فتح الطريق الساحلي بين مصراتة وسرت مؤخراً، بدعم من بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ودائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام، تلقى ترحيباً حاراً من شعب ليبيا لما له منمكاسب جليةلجميع الليبيين.
ولفت إلى أن استمرار وجود المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية ما يزال مصدر قلق لليبيا والمجتمع الدولي، بما في ذلك دول الجوار. وفي عدد من قراراته لا سيما القرار رقم 2570 والبيان الأخير الصادر في 15 يوليو الماضى، وحث مجلس الأمن بقوة جميع الدول الأعضاء وجميع الأطراف الليبية وجميع الجهات الفاعلة ذات الصلة على احترام التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار المبرم في 23 أكتوبر2020 ودعمه، بما في ذلك من خلال سحب جميع المرتزقة والمقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية من ليبيا دون تأخير.
وأوضح أن الاستعدادات تجرى لإرسال مجموعة أولى من مراقبي وقف إطلاق النار التابعين للأمم المتحدة، حيث سيتم إرسال المجموعة الأولى في الأسابيع المقبلة لدعم آلية مراقبة وقف إطلاق النار التي تقودها ليبيا وتمسك بزمامها.
وكشف المبعوث الأممى عن اعتزام اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) وضع خطة عمل لانسحاب متسلسل ومرحلي يمكن التحقق منه، يبدأ بانسحاب المرتزقة والمقاتلين الأجانب، موضحا أنه من التطورات الإيجابية في هذا الصدد الاتفاقات الثنائية التي يجري التفاوض عليها حالياً بين مصر والنيجر مع ليبيا لإدارة تدفقات الهجرة، مؤكدا ان الجهود المبذولة لتوقيع الاتفاقيات الثنائية ومتعددة الأطراف وتفعيلها لتعزيز الأمن والتعاون عبر الحدود بين البلدان ذات الحدود المشتركة مع ليبيا أساسية في الحفاظ على الأمن الإقليمي وتعزيز التنمية الاقتصادية وبناء الثقة لتحقيق مزيد من التعاون الوثيق فيما بينها ومع ليبيا، مشددا على أن هذه الاتفاقية الرباعية لإدارة الحدود بين ليبيا والسودان وتشاد والنيجر مثالاً إيجابياً على التعاون متعدد الأطراف في تأمين الحدود المشتركة والتصدي للجريمة العابرة للحدود والتطرف المتسم بالعنف وأنشطة المجموعات المسلحة.