- مختار جمعة: الانتحار لا تعقبه راحة بل عذاب أليم وهو جريمة فى حق النفس والإنسانية
- رئيس المجلس الأعلى للإعلام: معركتنا مع الجماعات المتطرفة لم تنته بعد وبناء وعى المواطن بناء لوطنيته
- الأمن القومى المصرى مرتبط بالأمن القومى السودانى وأمن كل من البلدين جزء لا يتجزأ من أمن البلد الآخر
أطلق الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، رسميا حملة "بناء الوعي" بالتعاون بين وزارتى الأوقاف والمجلس الأعلى للإعلام، بأكاديمية الأوقاف الدولية.
شهد إطلاق الحملة، الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، وكرم جبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وبحضور المشاركين فى الدورة التدريبية الثانية المشتركة من أئمة وواعظات دولة السودان وزملائهم من الأوقاف المصرية.
وخلال كلمته أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف أن بناء الإنسان هدفنا، ولا إنسان بلا وعى، وأن معركتنا مع الفكر المتطرف لم تنته، حيث اختبأ المتطرفون خلف مواقع التواصل الوهمية ونحن لهم بالمرصاد، وسنضيق عليهم الفضاء الإلكترونى بالفكر والعمل الجاد، فأهل الباطل لا يعملون إلا فى غياب أهل الحق، ويجب ألا يكون حماس أهل الحق لحقهم أقل من حماس أهل الباطل لباطلهم.
مؤكدًا أن مبادرة بناء الوعى تهدف إلى تثقيف شامل، ومواجهة مباشرة للتحديات المعاصرة، ومن أهم محاورها، تفنيد الفكر المتطرف، ومواجهة الظواهر السلبية؛ كالإدمان والانتحار والتعصب الأعمى.
وتابع قائلا :"فالإدمان خطر داهم على الفرد والمجتمع، والتعصب الأعمى طريق الانحراف عن جادة القيم"، مشيرًا إلى أن الانتحار لا تعقبه راحة بل عذاب أليم، وهو جريمة فى حق النفس والإنسانية.
كما أكد أن عملية بناء الوعى أو إعادة بنائه قضية محورية فى حياة المجتمعات والأمم والشعوب، وخاصة تلك الأمم والشعوب التى تعرضت ذاكرتها لمحاولات المحو والشطب، أو التغيير، أو التغييب، ناهيك عن محاولات الاختطاف، وحالات الجمود والخمول والكسل التى يمكن أن تصيب الذاكرة الجمعية للمجتمعات.
وقال :" مع يقيننا أن إعادة تشكيل وعى أمة ليست أمرًا سهلًا ولا يسيرًا، إنما هى عملية بناء شاقة، وتحتاج إلى جهود مكثفة، ودؤوبة، ومضنية، ولا سيما فى أوقات الشدائد والمحن والتحديات الجسام، شأن تلك المرحلة الراهنة الفارقة فى تاريخ منطقتنا، وفى تاريخ العالم كله، بل فى التاريخ الإنسانى المعاصر، حيث صار الإرهاب والتطرف الفكرى صناعة وأدوات غزو واحتلال من نوع جديد، ووسائل لإفشال الدول، أو إسقاطها، أو تركيعها، أو السيطرة على قرارها، بل على مقدراتها ومكتسباتها أيًّا كان نوع هذه المقدرات والمكتسبات : اقتصادية أم سياسية أم جغرافية أم ثقافية أم تراثية.
وأكد قائلا: وإننا على يقين دائم لا يداخله ولا يخالجه أى شك فى أن أهل الباطل لا يعملون إلا فى غياب أهل الحق، وأن على أهل الحق ألا يكونوا أقل حماسًا لحقهم وقضاياهم التى يؤمنون بها من حماس أهل الباطل ودعاة الهدم والخراب لباطلهم.
واستطرد : وإذا كان من حاولوا السطو على ذاكرة أمتنا قد استخدموا المغالطات الدينية والفكرية والثقافية والتاريخية للاستيلاء على هذه الذاكرة، فإن واجبنا مسابقة الزمن لكشف هذه المغالطات وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وبيان أوجه الحق والصواب بالحجة والبرهان من خلال نشر الفكر الوسطى المستنير، فى المجال الدعوى والثقافى والتعليمى والتربوى والإعلامى، وإحلال مناهج الفهم والتفكير والإبداع والابتكار محل مناهج الحفظ والتلقين والتقليد، مع اعتبار العمل على خلق حالة من الوعى المستنير واسترداد ذاكرة الأمة التى كانت مختطفة أولوية وواجبًا وطنيًّا على العلماء والمفكرين والمثقفين وقادة الرأى والفكر.
وتابع : ولا يمكن أن نحصر قضية الوعى فى بعدها الدينى أو الثقافى فحسب، فالوعى بالوطن يقتضى العمل على بنائه ورفعة شأنه فى جميع المجالات الاقتصادية، والفكرية، والثقافية، والاجتماعية، والإنسانية، وبشتى السبل : بالعمل والإنتاج، بالجد والاجتهاد، بالدقة والإتقان، بالتكافل والتراحم، بالإخلاص للوطن، والإخلاص فى العمل، بالعلم والفكر، بالثقافة والإبداع، بنشر القيم الإيجابية من الصدق، والأمانة، والوفاء، والرحمة، والتسامح، والتيسير، والمروءة، والنظافة، والنظام، واحترام الكبير، وإكرام الصغير، وإنصاف المظلوم، وإكساب المعدوم، وإغاثة الملهوف، وصلة الرحم، وحسن الجوار، وإماطة الأذى عن الطريق، والحرص على المنشآت العامة والمال العام، والترفع عن الدنايا، والبعد عن سائر القيم السلبية من الكذب، والخيانة، والغدر، والأذى، والبطالة، والكسل، والفساد، والإفساد، والتخريب.
وأكد مختار جمعة، أن الوعى بالوطن يقتضى الإحاطة والإلمام بما يحاك له من مؤامرات تستهدف إنهاك الدولة، وبخطورة الإرهابيين والعملاء والخونة، والعمل على تخليص الوطن من شرورهم وآثامهم، كما يقتضى أيضًا إدراك عمليات البناء والتعمير التى تتم على أيدى أبناء الوطن المخلصين.
وخلال كلمته أكد كرم جبر رئيس المجلس الأعلى للإعلام على أهمية حملة "بناء الوعي" لما لها من نتائج إيجابية فى حماية الأمن القومى للبلاد، مشيرًا إلى أن بناء وعى المواطن يكون بناءً لوطنيته وحماية لوطنه وبناء لثقافته وفكره الوسطى
وأكد كرم جبر، على أن الأمن القومى المصرى مرتبط بالأمن القومى السودانى فمصير البلدين الشقيقين واحد، وقد شهدت ذاكرة التاريخ بذلك فى العديد من المواقف التى تؤكد على ترابط الشعبين.
كما أكد أن المعركة مع الجماعات المتطرفة لم تنته بعد، فالإسلام هو دين السلام بعكس ما تروجه تلك الجماعات من إشاعات وأكاذيب، ليتحول المجتمع إلى فوضى ودمار فالمعركة قوية وشديدة، مؤكدًا أن الإرهاب ليس له دولة.