الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024 09:59 ص

الذكرى 48 لانتصارات حرب أكتوبر.. حكاية بطل عاش مرارة الهزيمة وتذوق فرحة النصر .. سمالمان الوحشى غادر أرضا محتله وعاد إليها منتصرا.. جندى الصاعقة يروى لأحفاده تفاصيل يوم العبور العظيم

الذكرى 48 لانتصارات حرب أكتوبر.. حكاية بطل عاش مرارة الهزيمة وتذوق فرحة النصر .. سمالمان الوحشى غادر أرضا محتله وعاد إليها منتصرا.. جندى الصاعقة يروى لأحفاده تفاصيل يوم العبور العظيم البطل سالمان الوحشى
الأربعاء، 06 أكتوبر 2021 12:44 م
"سالمان الوحشى " أحد الجنود المقاتلين في سلاح الصاعقة، من الأبطال الذين عبروا القناة ورفعوا العلم على أرض سيناء يوم السادس من أكتوبر عام 1973، وهو من أبناء شمال سيناء الذين اظلمت الدنيا في وجوههم عندما أصبح على واقع احتلال أرضه، ولكنه لم ييأس وواصل رحلته وهو شاب صغير باحثا عن العلم في محافظات مصر، وشاء القدر أن يتم تجنيده، ليصبح في طليعة القوات التي عبرت خط بارليف ليقبل تراب أرضه المحرر . في منزله الكائن بمدينة الشيخ زويد بشمال سيناء لايزال يعيش البطل ويتذكر بفخر أنه كان من أبطال أكتوبر الذين نفذوا مهام موجات العبور الأولى، وقال " الوحشى " لـ " انفراد"، إنه ولد عام 1948 ولايزال يعيش في مدينة الشيخ زويد بشمال سيناء، لأسرة بدوية أب وأم وخمسة أشقاء وأختين، وبعد قيام حرب 1967 أصر على استكمال تعليمه، ونزح مع زملائه من شمال سيناء إلى محافظة المنيا، وهناك حصل على بكالوريوس الزراعة وعمل بوزارة التعليم العالي. أضاف أنه التحق بالتجنيد وتم توزيعه على سلاح الصاعقة بانشاص، وأظهر تفوقه في التدريبات والرماية وتلقى فرقة مظلات حتى تم اختياره لمجموعة الكوماندوز. وتابع حديثه : بعد عام تقريباً وهو في إجازة تم استدعاؤه صباح يوم المعركة وكان يسكن بالجيزة وعلى الفور ذهب إلى وحدته فوجد تجهيزات وترتيبات واستعداد وماهي إلا ساعات قليلة وبدأت المعركة ولأول مرة تطأ قدمه أرض سيناء بعد أن كتب الله النصر وبعد أن قضى مدة تجنيده وهي عام، بالإضافة إلى 6 شهور استبقاء لظروف الحرب عاد إلى عمله. وقال إنه بعد أن تم تحرير سيناء 1982 عاد إلى أهله الذين لم يتمكن من رؤيتهم طوال هذه الفترة وتم نقل وظيفته ليصبح مهندسا زراعيا بإدارة رفح الزراعية ثم يتزوج ويصبح وكيلاً للإدارة الزراعية بالشيخ زويد، وأنجب ولدين و5 بنات، معظمهم تعليم جامعي. وتابع أنه لاينسى كل تفاصيل الانتصار وكيف أنه عندما وصل لأرض سيناء قبلها وبللت دموعه رمالها، وسط تهليلات النصر ورائحة الشهداء من حوله، وفرحة التقدم وتحقيق الانتصار واستعادة الأرض . وقال: لا أنسى رفاقى وزملائى الجنود والضباط الذين يتذكر أسماءهم واستشهد بعضهم أمام عينه، متابعا: أنه يعيش حاليا على المعاش لايمل الحديث عن هذه الذكريات لأحفاده، ويذكرهم أنه عاش مرارة الاحتلال وانتصر بإرادته ليحصل على التعليم بعد أن هجر مكان مولده، وعندما طلب للتجنيد لبى نداء الوطن وكان نصيبه أن يكون من مقاتلين استردوا أرضه، كما يروى لأحفاده كيف كان حزينا وهو يرى أرضه وأهله تحت الاحتلال، ولكن هذا الحزن لم يدم طويلاً حتى ظهر فجر الحرية بفضل الله وعقيدة الجندي المصري الذي كسر المستحيل وحطم أسطورة الجيش الذي لا يقهر، متمنيا أن يعيش ويرى بشائر التعمير على الأرض الغالية التي ارتوت بالدماء الذكية دماء "الأصحاب" كما يصف رفاقه في معركة الانتصار يوم السادس من أكتوبر 1973.






print