رغم مرور 48 عام على حرب أكتوبر إلا أن هناك ذكريات لا تنسى لأبطال الحرب الذين شاركوا فيها، التقى " انفراد" مع أحد المشاركين فى حرب أكتوبر" فرج أنس" من محافظة الإسكندرية، الذى يمتلك حكايات عن عبور خط برليف.
ويقول فرج أنس، أنه يبلغ من العمر 73 عاما، وشارك فى حرب أكتوبر عندما كان يخدم فى سلاح الصاعقة المصرية ، يبدأ حديثه بتذكره لحظات النصر بابتسامه ويقول " كانت لحظات لا تنسى فى تاريخ مصر ونتذكرها كأنها كانت أمس لا يمكن أن ننساها".
وأضاف إنه كان يخدم لمدة 7 سنوات فى الجيش المصرى، وكان من ضمن فرقه39 صاعقة بقيادة إبراهيم الرفاعي، وهو أهم شخصية وصاحب فضل كبير فى الانتصار العظيم لحرب أكتوبر.
واستكمل حديثه " قضيت خدمة فى الجيش لمدة 7 سنوات و8 شهور، وكانت من أجمل فترات حياتى وبسبب نكسه 67 كان هناك معاناه شديده لدى أفراد الجيش المصرى وأزمه نفسيه كبيره بسبب عدم استعادة الأراضى المصرية وسيناء ، ولكنهم تلقوا تدريبات عديده وكان بالنسبة لهم حافز كبير لاستعاده الأرض.
وأضاف أنه عندما كان يشاهد عن بعد أحد أفراد الجيش الإسرائيلى والإعلام على الأراضى المصرية كان يزداد غيظهم، ولكن القيادة الحكيمة كانت تؤكد لهم أنه سيأتى يوما وينتصر الحق ويعود مرة أخرى لأصحابه.
أما عن يوم النصر قال مبتسما إنهم تلقوا تعليمات من القيادة المصرية أنهم سيقتحمون الحدود وجاء يوم النصر، واستكمل أنهم عبروا القناة بكلمه الله أكبر ، والإسرائيليين كانوا يفروا هاربين.
واضاف: بعد العبور لم يتوقف القتال وكانت هناك معارك يوميا ومنها معركة شهيرة فى عيد الفطر فىالتاسعة صباحا، فوجئنا بطائرات قريبه جدا فوق رؤوسنا كانت تقذف قنابل تحفر الأرض بعمق 7 أو 8 متر"، وكنا بنتغذى على الخضرة والثعابين".
وعن عبور خط بارليف، قال: "حتى أخر لحظة لم نكن نعلم شيئا عن ميعاد وتوقيت الحرب، وكنا نقوم بتدريباتنا بشكل طبيعى وأن الرئيس محمد أنور السادات أخفى على الجميع ميعاد حرب أكتوبر، ولم نشعر فى لحظة أننا سوف نخوض الحرب، وكنا يومياً نذهب إلى خط القتال أكثر من مرة على مدار اليوم ثم نرجع مرة أخرى، ولكن فى تمام الساعة 6 صباحاً يوم 6 أكتوبر العاشر من رمضان، تلقينا تعليمات من القيادة بشد الشدة والتى تضم قنابل وحزام ناسف، وحتى اللحظات الأخيرة كنا نظن أنها مناورة عادية وليست حرباً".
أضاف :"فى تمام الساعة الواحدة والنصف، جهزوا لنا ملعب كرة، وفى تمام الساعة الثانية ظهر فى نفس اليوم 6 أكتوبر، أخبرنا القائد بأن اليوم العظيم قد حان لاسترارد الأرض، وقال لنا يا رجالة يا ترجعوا أرضكم يا نروح لبيوتنا، فهزت الهتافات الله أكبر، ثم قمنا بنفخ المطاط وعدينا خط بارليف وكنا نصعد السلالم وكنا وزن الملابس 100 كيلو والتى ضمت جاكت نجاة، وجاكت به قنابل وذخائر، وسلاح آلى ومولوتيكه".
و"عبرنا خط بارليف بكلمة الله أكبر ورأينا الإسرائيليين يجرون مثل النمل من أمامنا، واستطعنا أن نكتسح 40 كيلو خلال 6 ساعات، وعند عبورنا خط بارليف طلب منا القائد أن نتعامل بالسلاح الأبيض دون إطلاق أى نار"، هكذا كان مشهد عبور خط بارليف.
وعن إصابته، قال فرج أنس"خلال التعامل مع العدو بالسلاح الأبيض قام أحدهم بإصابتى بجرح سطحى فقام على الفور زميلى بذبحه، الأمر الذى زادنى حماسا وإصرارا".
وعن تداعيات حرب أكتوبر، قال فرج أنس: "فى عيد الفطر المبارك تحديداً الساعة 9 صباحاً فوجئنا بطائرات قريبة مننا جداً وكانت تقذف قنابل تفجر الأرض بعمق 7 أو 8 متر، وكنا نحو 52 ألف جندى مصرى موجود فى منطقة عين موسى داخل سيناء بدون أكل ولا شرب، وكنا بنتغذى على الخضرة والثعابين من أجل أن نستطيع الخروج بمأموريات لاقتحام مواقع الإسرائيلية".
وتابع: "فى إحدى المواقع الإسرائيلية اقتحمنا موقع اسمه برج الحمام وتم تفجير الذخائر به، ويعد هذا اليوم من أهم وأصعب الأيام التى مرت علينا.
ومن المواقف الشهيرة التى تعرض لها قال إنه أحد أصدقاءه أبلغ أسرته أنه استشهد فى الحرب وكانوا يشعرون الحزن، ولكن فوجئوا بدخولى عليهم وكانت فرحة كبيرة على الأسرة وأطلقت الزغاريد.
وأضاف أن مشاركته فى حرب أكتوبر كانت تجربه لا تنسى نهائيا ويحكى عنها دائما أمام أحفاده والأطفال الصغيرة حتى يعلموا عن تاريخ مصرويفخروا بلادهم وقال اتمنى أن إرادة الذى العسكرى من جديد للدفاع عن بلدى ".
عن الرئيس السيسي، قال فرج أنس، إن ما تشهد البلاد فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى لم يره أى شخص فى العهود السابقة، فالرئيس السيسى يقوم بمواجهة الإرهاب على الحدود وفى نفس الوقت يعمر البلاد، ويعمل دائماً على توطيد العائلات بين مصر جميع الدول سواء على المستوى الأفريقى والعالمي، أن مصر الآن استطاعت هيبتها مرة أخرى بشكل أقوى عن الماضي.