دخل لبنان اليوم فى ظلام دامس، اليوم السبت، بعد أن توقفت محركات أكبر معامل إنتاج الكهرباء فى لبنان بسبب نفاد المازوت، وأدى النقص الهائل فى المحروقات إلى عجز الدولة عن توفير أى إمدادات تذكر للكهرباء على مدى الشهور القليلة الماضية، بينما اعتمد الكثير من اللبنانيين على المولدات الخاصة.
وترتب على هذا العجز انفصال شبكة الكهرباء بشكل كامل، وكشفت مؤسسة "كهرباء لبنان" أن معمل الزهرانى أطفأ محركاته، وذلك بسبب نفاد المازوت لديه، مشيرة إلى أن إنتاج المؤسسة انخفض من 350 ميجاوات إلى 200 ميجاواط حاليًا، الأمر الذى يعنى أن استقرار الشبكة مهدّد بشكل كبير". وفق موقع لبنان 24.
وأوضحت المصادر أن "مؤسسة كهرباء لبنان عملت مؤخرًا على تشغيل معمل المولدات العكسية فى الذوق الذى يعطى قرابة 190 ميجاوات، كما أنه من المقرر غدا تشغيل معمل المولدات العكسية فى الجية الذى يعطى قرابة 78 ميجاواط"، لافتة إلى أنه "من المنتظر أن تصل باخرة وقود من فئةGrade A إلى معمل الذوق ليتم تفريغ حمولتها بين المعمل هناك ومعمل الجية".
وأوضحت المصادر أنه "فى حال جرى تشغيل المعملين الأساسيين فى الجية والذوق على الوقود القادم من الخارج، فإنهما سيعطيان على الشبكة نحو 250 ميجاوات"، وأضافت: "مع طاقة معامل المولدات العكسية ومعملى الذوق والجية، سيرتفع الانتاج إلى 518 ميجاوات بالإضافة إلى كمية طاقة أخرى سيتم إنتاجها من مصادر أخرى".
تحذيرات سابقة
لم يكن الانقطاع أمرا مفاجئا فقد سبق أن حذرت شركة الكهرباء الحكومية اللبنانية فى سبتمبر الماضى، من احتمال أن يؤدى نفاد مخزون الوقود إلى انقطاع التيار الكهربائى فى البلاد.
وتأتى أزمة الكهرباء المزمنة نتيجة ما عانى لبنان منه خلال أزمته الاقتصادية الأسوأ فى التاريخ الحديث من نقص حاد فى الوقود فى الشهور الأخيرة، مما دفع معظم اللبنانيين إلى الاعتماد على مصادر خاصة للطاقة الكهربائية.
وتستطيع الشركة توليد أقل من 500 ميجاوات بالاعتماد على وقود حصلت عليه عبر صفقة مع العراق، كما ورد فى بيان صادر عن "مؤسسة كهرباء لبنان"، وأضافت أن احتياطيها من الوقود "فئة أ" و"فئة ب" قد وصل إلى نقطة حرجة، وقد نفد تماما فى بعض المنشآت التى توقفت عن إنتاج التيار الكهربائي.
استيراد الوقود والطاقة
وعلى الصعيد نفسه حث الرئيس اللبنانى ميشال عون حكومته على ضرورة الإسراع فى إنهاء إجراءات نقل الغاز والكهرباء من مصر والأردن إلى لبنان عبر سوريا.
وكان وزير الطاقة والمياه اللبنانى قد أجرى محادثات فى كل من مصر والأردن لتسهيل نقل الغاز المصرى والكهرباء من الأردن عبر سوريا، وعقب عودته من رحلة القاهرة ـ الأردن أطلع وزير الطاقة والمياه اللبنانى الدكتور وليد فياض، الرئيس اللبنانى على نتائج الزيارة والمحادثات التى أجراها مع المسؤولين لنقل الطاقة من مصر والأردن عبر سوريا، وفق بيان للرئاسة اللبنانية.
وأضاف: "لمست لدى كل المسؤولين الرسميين فى كل من مصر والأردن، إضافة إلى وزير الطاقة السورى الذى كان حاضرًا أيضًا، الرغبة فى تذليل كل العقبات، الفنية وغير الفنية، ومنها الضرورات التجارية للتعاقد مع الجهات المختلفة لاستجرار الغاز من مصر عبر الأردن وسوريا ونقل الكهرباء من الأردن عبر سوريا.
وأضاف فياض: "الجميع يعمل على هذا الموضوع بجدية، فى سبيل تأمين تغذية إضافية لكهرباء لبنان كى يتمتع الناس ببعض الساعات الإضافية للتغذية، الا أن الامر مرتبط بالتمويل المنتظر من البنك الدولي".
وتابع قائلا: "التقيت بمسؤول من البنك الدولى لمنطقة الشرق الأوسط، ونقل لى العزم على إنهاء العملية عبر تقديم كل التسهيلات اللازمة للبنان".