الجمعة، 22 نوفمبر 2024 06:58 م

سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 11 أكتوبر 1973..عناصر متقدمة من القوات البرية العراقية تنضم إلى الجيش المصرى لمشاركته فى الحرب ضد إسرائيل

سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 11 أكتوبر 1973..عناصر متقدمة من القوات البرية العراقية تنضم إلى الجيش المصرى لمشاركته فى الحرب ضد إسرائيل حرب أكتوبر
الإثنين، 11 أكتوبر 2021 10:07 ص
وصلت العناصر المتقدمة من القوات البرية العراقية إلى جبهة القتال فى 11 أكتوبر، مثل هذا اليوم، 1973 لمشاركة الجيش المصرى فى حربه ضد إسرائيل، حسب تأكيد الفريق سعد الدين الشاذلى رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، فى مذكراته «حرب أكتوبر». كان المدد العراقى إحدى المشاركات العربية الرائعة فى ميدان الحرب، وعن المشاركة العراقية يكشف «الشاذلى» أنها جاءت تتويجا لجهود سابقة لعب دورا بارزا ومهما فيها، فحسب مذكراته، يذكر أن نائب الرئيس العراقى صدام حسين، زار القاهرة بين 26 و28 مارس 1972، وكان «صدام» وقتئذ الرجل القوى فى القيادة العراقية وحزب البعث الحاكم، وتمت زيارته بمبادرة عراقية. زار «الشاذلى» العراق بعدها، ويكشف عن ظروف هذه الزيارة قائلا: «عارض الرئيس السادات أن أزور العراق، كان رأيه فى الرئيس حسن البكر لا يقل سوءا عن رأيه فى الرئيس الجزائرى هوارى بومدين، والعاهل المغربى الملك الحسن الثانى، لكنه وافق فى النهاية على أن أقوم بالزيارة من 26 مايو إلى 2 يونيو 1972، وكانت أول زيارة رسمية تقوم بها شخصية مصرية كبيرة إلى بغداد منذ سنوات عديدة». بعد انتهاء زيارة «الشاذلى» بأربعة أيام فقط، قام اللواء عدنان عبدالجليل، مساعد وزير الدفاع العراقى بزيارة القاهرة.. يؤكد «الشاذلى»، أن هذه الزيارة كانت بمثابة نقلة نوعية فى ترجمة الرغبة العراقية فى مساعدة مصر إلى واقع عملى.. يكشف أن «عبدالجليل» قال له: إن صدام حسين سيزور فرنسا بين 14 و16 يوليو 1972، وأن السلطات العراقية تود أن تعرف الأصناف التى ترغب مصر فى أن تشتريها من الغرب بصفة عامة، ومن فرنسا بصفة خاصة، حتى يمكنها أن تتعاقد عليها وذلك كنوع من الدعم المادى لمصر. يؤكد الشاذلى: «بدأت العلاقات المصرية العراقية تأخذ مظهرا من مظاهر التعاون، وهذا التعاون وإن كان محدودا، فإنه كان خطوة كبيرة نحو تفاهم أفضل، لقد فتحنا مدارسنا العسكرية لاستقبال بعض الطلاب العراقيين، كما أرسلنا عددًا من الخبراء العسكريين المصريين إلى العراق، ووضعت الحكومة العراقية سبعة ملايين جنيه إسترلينى باسم وزارة الحربية المصرية فى أحد مصارف لندن حتى يمكن الإنفاق منها على شراء بعض الأصناف التكميلية الغربية التى قد نحتاج إليها». فى 12 فبراير 1973، وقبل حرب 6 أكتوبر بثمانى شهور، وصل الفريق عبدالجبار سنشل رئيس أركان حرب القوات المسلحة العراقية فى زيارة رسمية إلى مصر تستغرق أسبوعا، زار خلالها الكثير من الوحدات والمنشآت العسكرية واطلع على كل ما يريد الاطلاع عليه، وحسب «الشاذلى»: «بهذه الزيارة التى تمت بعد 9 أشهر من زيارتى لبغداد، كانت العلاقات المصرية العراقية وصلت إلى ما لم تصل إليه من قبل، وبعد حوالى شهر من زيارة الفريق «سنشل» بدأ السرب العراقى من طراز «هوكز هنتر» يصل إلى مصر حيث بقى بها حتى قامت حرب أكتوبر واشترك فيها». يؤكد الشاذلى: «يجدر لى بهذه المناسبة أن أشيد بالسرب العراقى وبالطيارين العراقيين، فقد كان أداؤهم فى ميدان المعركة رائعا، مما جعلهم يحوزون ثقة وحداتنا البرية، ففى أكثر من مناسبة كانت تشكيلاتنا البرية عندما تطلب معاونة جوية ترفق طلبها بالقول: «نريد السرب العراقى» أو: «نريد سرب الهوكر هنتر».. يضيف الشاذلى «أن هذا فى حد ذاته يعتبر خير شهادة لكفاءة السرب العراقى، وحسن أدائه خلال حرب أكتوبر». كان الدعم العراقى موجودا وبقوة أيضًا لسوريا، وحسب الشاذلى: «أسهم إسهاما فعالا فى الجبهة السورية، فبمجرد اندلاع حرب أكتوبر قام العراق بإجراء سريع يهدف إلى تأمين جبهته مع إيران، ويسمح له بإرسال جزء من قواته إلى الجبهة السورية، واشترك فى القتال 4 أسراب جوية، وفرقة مدرعة، وفرقة مشاه، فكانت قواته فى الترتيب الثالث بعد مصر وسوريا من ناحية الكم والكيف».. يضيف الشاذلى: «اشترك أول سربين فى القتال يوم 8 أكتوبر 1973، كما أن العناصر المتقدمة من القوات البرية بدأت تصل إلى الجبهة السورية يوم 11 أكتوبر 1973».. يؤكد الشاذلى: «لو أن تلك القوات العراقية كانت متمركزة فى سوريا قبل بدء القتال لتغيرت نتائج القتال على الجبهة الشرقية، وهذا درس يجب أن نستفيد منه فى المستقبل».

print