**نائب رئيس اتحاد الغرف التجارية المصرية: مصر قادت مجموعة من الثورات التشريعية والاجرائية
** تنفيذ عدد من الإصلاحات الهيكلية لتيسير أداء الأعمال وفتح أبوابها للقطاع الخاص
** رئيس مجلس الأعمال المصرى الإسباني: الدولة تمهد الطريق للقطاع الخاص ليقوم بدوره فى نشر النماء والتنمية
شهد منتدى الأعمال المصرى الإسباني، اليوم، بمشاركة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وبيدرو سانشيز، رئيس الحكومة الإسبانية، عدداً من المداخلات الهامة والبارزة التى أجراها الوزراء والمسئولين من الجانبين.
فى البداية أكدت نيفين جامع، وزيرة التجارة والصناعة، أن إسبانيا تعد شريكاً استراتيجياً للدولة المصرية فى مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، مشيرةً إلى أن العلاقات المشتركة بين البلدين تشهد خلال المرحلة الحالية تطوراً غير مسبوق خاصةً فى ظل الدعم السياسى الكبير من قيادتى البلدين.
وأشارت الوزيرة إلى أن إسبانيا تعد أحد أهم الشركاء التجاريين لمصر عالمياً حيث تحتل المرتبة الثانية كأكبر مستقبل للصادرات المصرية بين دول الاتحاد الأوروبى خلال عامى 2020-2021، حيث بلغ إجمالى حجم التبادل التجارى بين البلدين نحو مليار و961 مليون يورو خلال الـ 9 أشهر الأولى من العام الجاري، مقابل مليار و583 مليون يورو خلال نفس الفترة من عام 2020 بزيادة قدرها 23.8%، لافتةً إلى أن حجم الصادرات المصرية غير البترولية إلى أسبانيا بلغ نحو 700 مليون يورو خلال الشهور التسعة الأولى من العام الجاري، مقابل 379.5 مليون يورو خلال نفس الفترة من عام 2020، بنسبة نمو بلغت 84.4% الأمر الذى يشير الى تعافى حركة التبادل التجارى بين البلدين وتجاوز الصعوبات التى نجمت عن جائحة فيروس كورونا.
ولفتت جامع إلى تطلع الدولة المصرية إلى تعزيز علاقاتها التجارية وزيادة حجم التبادل التجارى مع إسبانيا، خاصة فى ظل تبوؤ كلا البلدين مكانة رفيعة على خريطة الاقتصاد الإقليمى والدولي، لاسيما وأن إسبانيا تعد رابع أقوى اقتصاد فى أوروبا، والرابع عشر عالمياً، وفقاً لمعدلات الناتج المحلى الإجمالي، كما تعد مصر ثالث أكبر الاقتصادات العربية والأفريقية، لافتةً إلى أهمية الاستفادة من موقع مصر المتميز كبوابة للنفاذ إلى الأسواق العربية والأفريقية بالنسبة للشركات الأسبانية، وكذا الاستفادة من موقع أسبانيا كمحور لنفاذ المنتجات المصرية إلى الأسواق الأوروبية وأسواق دول أمريكا الجنوبية.
وتابعت الوزيرة أن الاستثمارات الإسبانية فى مصر بلغت حتى مطلع عام 2020 نحو 826 مليون يورو، فى عدد 280 مشروعاً، موجهة الدعوة للشركات الإسبانية للاستفادة من فرص الاستثمار الواعدة بين البلدين خاصةً فى قطاعات الصناعات الغذائية، وقطاعات الغزل والنسيج، والجلود، والصناعات المغذية للسيارات والصناعات المعدنية، فضلاً عن القطاع الزراعي، خاصة فى ضوء تبنى مصر لمشروع استصلاح مليون ونصف مليون فدان.
من جانبها أوضحت زيانا مينديز، وزير التجارة الإسبانية، أن زيارة رئيس وزراء إسبانيا للقاهرة على رأس وفد حكومى رفيع المستوى وممثلى الشركات الإسبانية، تعكس عمق العلاقات القوية التى تربط البلدين، ورغبة الحكومة الإسبانية فى إحداث نقلة نوعية فى مستوى العلاقات فى كل مجالات التعاون المشترك.
وأشادت مينديز بالاستقرار السياسى والاقتصادي الذى تشهده مصر حالياً، فضلاً عن برنامج الإصلاح الاقتصادى الذى تبنته الحكومة المصرية، وساهم فى جذب العديد من الاستثمارات الاسبانية للسوق المصرية، لتكون مصر من أهم الشركاء الاستراتيجيين فى المنطقة، لافتة إلى أن مصر من الدول القلائل التى استطاعت تحقيق نمو اقتصادى خلال العام الماضى برغم الآثار السلبية التى خلفتها أزمة جائحة كورونا.
وأضافت الوزيرة الإسبانية أن هناك العديد من الشركات الإسبانية تعمل فى مصر فى مجالات المياه، والزراعة، والنقل، والطاقة الجديدة والمتجددة، لافتة فى هذا الإطار إلى حرص الحكومة الإسبانية على تعزيز نشاط شركات الطاقة الجديدة والمتجددة فى مصر لا سيما وأن اسبانيا تحتل المرتبة الأولى عالمياً فى الطاقة الشمسية والثالثة فى طاقة الرياح.
كما ألقى محمد المصري، نائب رئيس اتحاد الغرف التجارية المصرية، كلمة الاتحاد، حيث أشار إلى أن مصر خلال الفترة الماضية قادت مجموعة من الثورات التشـريعية والاجرائية، وتم تنفيذ عدد من الاصلاحات الهيكلية، لتيسـير أداء الاعمال، وفتح ابوابها للقطاع الخاص المحلى والأجنبي ، موضحاً أن مصر تعد ضمن خمس دول فى العالم نجحت فى تحقيق معدل نمو ايجـابى خلال جائحة كورونا، ويتنامى النمو الان اكثر واكثر، الامر الذى اشادت به كافة التقارير العالمية.
وأضاف "المصري" أن الصادرات المصـرية قفزت بنسـبة 40 % خلال التسـعة اشـهر الاولى من هذا العام، وحوالى 80 % مع اسبانيا فى نفس الفترة بالرغم من جائحة كورونا، منوهاً إلى أن حكومة مصـر نجحت فى رفع حجم السـوق من مائة مليون مستهلك إلى أكثر من ثلاثة مليارات مستهلك، من خلال اتفاقيات التجارة الحرة، والتى تتاح للمستثمر الأسـبانى سـواء من خلال اسـتثمارات صـناعية أو التصـنيع المشـترك لدى المصانع المصرية لننمى صادراتنا سوياً ، لافتاً فى هذا الصدد إلى عدد من الفرص الاسـتثمارية فى عدد من القطاعات، المطروحة أمام المستثمرين الاسبان.
من ناحية أخرى، أشار ماجد المنشاوى، رئيس مجلس الأعمال المصرى الأسبانى، فى كلمته إلى الدعم المقدم من جانب وزارة التجارة والصناعة واتحاد الغرف التجارية لمجلس الاعمال المصرى الاسبانى، ليقوم بدوره فى جذب الاستثمارات وتنمية الصادرات، مؤكداً أن هذا الدعم هو مثال حى لشراكة الحكومة والقطاع الخاص فى مصر، والتى نراها فى كافة المجالات ، حيث تمهد الدولة الطريق للقطاع الخاص ليقوم بدوره فى نشر النماء والتنمية .
وأضاف المنشاوى: نرى عشرات المشروعات التى تتضمن شركاء من أسبانيا، حيث تقارب استثماراتهم المليار يورو، بخلاف المشاريع التى يقومون بتنفيذها خاصة فى مجالات الطاقة والبنية التحتية، مشيراً إلى تنامى التبادل التجارى ليتجاوز 2,2 مليار يورو، بحيث تصبح أسبانيا الشريك التجارى الثانى لمصر بالإتحاد الأوروبي، مؤكداً سعى مجلس الأعمال لزيادة تلك الأرقام، من خلال جذب الشركات الأسبانية للتصنيع المشترك فى المصانع المصرية، بمكون مشترك، بما يسهم فى نمو الصادرات المشتركة إلى مناطق التجارة الحرة المتاحة لمصر.
كما ألقت ممثل الغرفة التجارية الأسبانية كلمة أشارت خلالها إلى وجود هذا العدد الكبير من الشركات من الجانبين المصرى والأسبانى فى هذا الحدث، يعكس الاهتمام بتقوية العلاقات الاقتصادية والتجارية، بين البلدين، وزيارة رئيس الحكومة الأسبانية مهمة لتحقيق هذا الهدف.
كما أكدت على الدور الهام الذى تقوم به مصر فى الدائرة العربية والإقليمية والعالمية، وفى حوض البحر المتوسط، لافتةً إلى أن مصر تتمتع بالاستقرار والفرص الاستثمارية الواعدة، وتحظى بثقة صندوق النقد الدولى ومؤسسات ائتمانية ودولية أخرى، كما أن اقتصادها استمر ينمو حتى خلال جائحة كورونا، بشكل كبير ، كما استطاعت تحقيق الكثير من الاصلاحات وكذا تنفيذ اجندة ذات مشاريع هامة جداً، لافتة إلى أن ذلك كله يطرح الكثير من الفرص لتنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر وأسبانيا، اللتين تتمتعان بقوة اقتصادية هائلة.
كما شهد منتدى الأعمال استعراض اثنتين من قصص نجاح الشركات الأسبانية فى السوق المصرية، الأولى عرضها ميغيل أنجيل لوبيز، رئيس شركة سيمنس جاميسا للطاقة المتجددة، الذى أشار إلى أنه الشركة لها تواجد مستمر فى هذا البلد، منذ فتح فرعها الأول فى مصر، حيث أنشأت أولى محطات الطاقة المتجددة فى مصر فى عام 2005، وتقوم الآن بتوسعة مجال أعمالها فى مصر دعماً لبرنامج الحكومة المصرية الطموح للطاقة المتجددة، من أجل مستقبل مستدام، حيث أنشأت الشركة بالتعاون مع الجانب المصرى فى عام 2019 مشروعاً للطاقة المتجددة بقدرة 120 ميجاوات فى منطقة خليج السويس، بدأت ثماره ونتائجه تظهر خلال الأسبوع الماضي.
أما قصة النجاح الثانية، فقد عرضها فيليكس يارا، رئيس شركة اف سى سى أكواليا، لمعالجة وتحلية المياه، مشيراً إلى أنها احدى الشركات المتخصصة فى إدارة الطاقة، وتستهدف معالجة وتوزيع المياه فى المدن لأغراض التنمية، بشكل مستدام، وتتواجد فى أكثر من 20 دولة حول العالم، بواقع أكثر من 300 مليون مستخدم لخدمات الشركة بشكل فني، مضيفأً أن وجودها فى مصر يرجع إلى عام 2010 عندما شاركت فى تصميم وتمويل محطة معالجة مياه، وكان هذا العقد الأول فى مصر، بالشراكة مع القطاع الخاص المصري، والعقد مستمر لمدة 20 عاماً، كما نفذت الشركة مشروعأً ثانياً فى مصر لتصميم وإنشاء محطة لتحلية المياه، هى الأعلى تكنولوجيا على مستوى أفريقيا، حيث تنتج 150 الف متر مكعب يومياً، كما تعمل "أكواليا" حالياً على تنفيذ المشروع الثالث وهو محطة أبو رواش، التى اعتبرها، من أهم المحطات فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، وهى محطة ممتازة فنياً، مؤكدأً أن الماء هو محرك التنمية الاقتصادية للدول.