تحل اليوم الذكرى الأولى لاقتحام الكونجرس مقر الديمقراطية الأمريكية من قبل أنصار الرئيس السابق دونالد ترامب، والتي خلفت 5 قتلي وعدد من المصابين في المداهمات التي وقعت بين قوات الأمن والمحتجين، ورغم انغماس الكونجرس في تحقيقات متواصلة على مدار العام من لكشف ملابسات الحادث الدامى إلا أنها حتى الأن لم تتوصل إلى نتائج جازمة.
وبالتزامن مع ذكرى الحادث قال مسئول في قيادة الحرس الوطني الأمريكي في العاصمة واشنطن، إن 3400 عنصر جاهزون للتحرك بأمر من وزير الدفاع لحماية المقار الحكومية، إذا حدثت أعمال شغب أو أي تظاهرات مخلة بالأمن.
وأضاف المسئول وفقا لسكاي نيوز عربية، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، القائد الأعلى للقوات المسلحة وفقا للدستور، خول وزارة الدفاع صلاحية تحريك الحرس الوطني بالتعاون مع الأجهزة الأمنية من شرطة العاصمة، ومكتب التحقيقات الفيدرالي، في حال أحدث مشاغبون اضطرابات تسيىء إلى الأبنية الحكومية الفيدرالية.
وتم فرض طوارئ أمنية فى واشنطن خاصة في محيط مبني الكونجرس الأمريكي والمباني التي تضم مؤسسات رسمية وشبه رسمية داخل الولايات المتحدة قبل ساعات من ذكري اقتحام مبني الكابيتول وأعلنت الجهات الأمنية المختلفة أنها علي أهبة الاستعداد للتعامل مع سيناريو مماثل لـ اقتحام الكونجرس في الذكري الأولي لتلك الأحداث الدامية.
وقال وزير الأمن الداخلي أليخاندرو مايوركاس إن الوزارة تعمل "بمستوى عالٍ من اليقظة لأننا في مستوى عالٍ من التهديد" بشكل عام، لكنه أضاف أن الوزارة ليست على علم بأي تهديدات تتعلق على وجه التحديد بالذكرى السنوية لـ6 يناير وقال: "إن تهديد المتطرفين العنيفين في الداخل كبير جدا."
وسيلقي الرئيس جو بايدن باللوم على سابقه دونالد ترامب في أعمال الشغب في الكابيتول الأمريكي بمناسبة الذكرى السنوية للهجوم على، وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي ، إن الرئيس بايدن سيحمل ترامب "مسؤولية فردية" عن "الفوضى والمجازر"، وأوضحت: "الرئيس بايدن يدرك تماما التهديد الذي يطرحه الرئيس السابق على نظامنا الديمقراطي".
ويأتي خطاب بايدن وسط سلسلة من الفعاليات التي يتم التجهيز لها من قبل رئيسة مجلس النواب نانسى بيلوسى فى الذكرى الأولى للتمرد وتشمل الفعاليات دقيقة صمت فى مجلس النواب وصلاة على أبواب الكابيتول.
ونشرت شبكة سي بي اس الأمريكية بالتزامن مع الذكري الأولي للاقتحام، أرقام وحقائق لتوثيق عام التحقيقات في قضية القرن الأمريكية والتي لا تزال ملفاً مفتوحاً يطرح أسئلة بلا إجابات حتى الآن.
واتهم مكتب المدعي العام الأمريكي أكثر من 700 بجرائم مزعومة ناجمة عن أعمال الشغب في 6 يناير في الكابيتول، حيث تم اتهام أكثر من 600 شخص بالدخول أو البقاء في مبنى الكابيتول المحظور ، وهي الجريمة الأكثر شيوعًا المزعومة حتى الآن ، والتي تصل عقوبتها القصوى إلى السجن لمدة عام واحد وغرامة قدرها 100 الف دولار على مستوى الجنح.
قال مكتب المدعي العام الأمريكي إن أكثر من 30 شخص متهمون بسرقة ممتلكات حكومية، بالإضافة الى ما لا يقل عن 225 متهمًا بالاعتداء على إنفاذ القانون أو إعاقته أو مقاومته أثناء أعمال الشغب بما في ذلك أكثر من 75 متهمًا باستخدام سلاح مميت أو خطير ضد الضباط.
وحصل مكتب المدعي العام الأمريكي على أكثر من 160 إقرارًا بالذنب اعترف فيها المدعى عليهم بالتورط في سلوك إجرامي في 6 يناير، أكثر من 85% من المتورطين في الاعتراف بجرائم جنح غير عنيفة ، مثل الاعتصام غير القانوني أو البقاء في مبنى الكابيتول، واعترف ما لا يقل عن سبعة من الأفراد بارتكاب جرائم جنائية بالاعتداء على أو مقاومة أو إعاقة تطبيق القانون، كما أقر خمسة في تهمة التآمر الأوسع نطاقًا ، بما في ذلك أربعة من جماعات براود بويز واوث كيبرز.
وحتى الآن ، حُكم على ما لا يقل عن 70 متهمًا لدورهم المعترف به في أحداث الشغب في 6 يناير وتتراوح الأحكام بين شهرين فقط من المراقبة لدخول مبنى الكابيتول دون عنف إلى أكثر من خمس سنوات في السجن بتهمة الاعتداء على الضباط، وتتراوح العقوبات المالية من 500 دولار كتعويض للمساعدة في دفع ما يقوله مكتب المدعي العام الأمريكي إنه 1.5 مليون دولار كضرر للممتلكات المادية في مبنى الكابيتول إلى 5000 دولار كغرامة للجرائم المرتكبة في ذلك اليوم، وحكم على ما يقرب من 30 متهمًا في هجوم الكابيتول ، اعترفوا بارتكاب جرائم في 6 يناير ، بالسجن المؤبد.
وقبل ساعات من ذكري الأحداث الدامية ، أعلن الرئيس السابق دونالد ترامب، إلغاء المؤتمر الصحفى الذى كان مقرّراً أن يعقده فى فلوريدا، بمناسبة تلك الذكري وقال في بيان إنّه قرّر إلغاء هذا المؤتمر "فى ضوء التحيّز الكامل وانعدام النزاهة"، اللذان برهنت عنهما، على حدّ قوله، كلّ من اللجنة البرلمانية التي تحقّق في ملابسات اقتحام مقرّ الكونجرس، ووسائل الإعلام.
ولم يوضح ترامب الأسباب الحقيقية التي دفعته لإلغاء المؤتمر الصحفي، الذي كان يفترض أن يعقده في منتجعه الفخم مارالاجو في فلوريدا جنوب شرقي البلاد، وشدد ترامب على أنّه سيلقي بدلا من ذلك، خطاباً خلال تجمّع في ولاية أريزونا في 15 يناير.