الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024 07:55 ص

التغيرات المناخية التحدى الأصعب أمام العالم.. لجان "النواب" تستعرض آليات التصدى للظاهرة.. واستعدادات حكومية مكثفة لمؤتمر cop27

التغيرات المناخية التحدى الأصعب أمام العالم.. لجان "النواب" تستعرض آليات التصدى للظاهرة.. واستعدادات حكومية مكثفة لمؤتمر cop27 مجلس النواب - صورة أرشيفية
السبت، 12 فبراير 2022 04:26 م
كتبت إيمان على
تأتي قضية التغيرات المناخية، لتشكل أهمية كبرى وأولوية لدى القيادة السياسية بالدولة بصفتها أحد القضايا الجوهرية ومرتبطة بالتنمية،وهو ما يتترجم في سلسلة من الجهود والإجراءات المتخذة من الحكومة للتصدي لها أبرزها الاستعدادات لمؤتمر تغير المناخ cop27 المزمع عقده بشرم الشيخ في نوفمبر 2022.
وبحسب تصريحات للرئيس عبد الفتاح السيسي، بقمة "محيط واحد" بفرنسا،فإن التغير المناخى التحدى الأصعب الذى يواجه العالم بما له من آثار سلبية تتطول شتى مناحى الحياة، وليست البحار والمحيطات بمعزل عن هذه الآثار، مشيرا إلى أن البحار امتصت 90% من الحرارة الناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحرارى بوتيرة متسارعة منذ سبعينات القرن الماضى بما ساهم فى ارتفاع مستوى الحمضيات فى المحيطات وانخفاض نسبة الأكسجين بها وتدهور الحياة البحرية.
 
وتأتي تلك القضية علي أجندة العالم كله وليس مصر فقط حاليا، وتعد مصر أقل الدول في الانبعاثات بنسبة 0.6 ٪، وهو ما استعرضته اللجان النوعية لمجلس النواب، بالاهتمام بتلك القضية وآليات مواجهة التغيرات المناخية (تساقط الأمطار الغزيرة – ارتفاع نسبة أمواج البحر)، ومدى تأثير ذلك على المحافظات الساحلية، وخاصة محافظتي الإسكندرية ودمياط.
 
 
وتمثل ما أكدت عليه الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة،أن الانبعاثات التى تصدر مصر لا تمثل 1% من النسبة العالمية، مشيرة إلى أنه رغم هذه النسبة إلى هناك اضرار تقع على مصر والدول العربية، كما أن المواطن المصرى يمكن أن يدعم فى فكرة التقليل من التغيرات المناخية باستخدامه اللمبات الموفرة، حيث تساعد على تقليل الانبعاثات الضارة.
 
ويتمثل المسار المصرى للتعامل مع قضايا التغييرات المناخية بداية من عام 1992 وحتى الآن، حسبما استعرضه الجهات الحكومية المختصة أمام لجان الإدارة المحلية والشئون العربية وحقوق الإنسان الفترة الماضية، بالبدء بتوقيع مصر على اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية للتغييرات المناخية، وتقديم مصر فى 2015 لتقرير حول مشكلة التغييرات المناخية، وتشكيل مجلس وطني للتغيرات المناخية برئاسة رئيس مجلس الوزراء، إعداد الإستراتيجية الوطنية الأولى للتغيرات المناخية للمدة حتى 2050 والتي تهدف إلى التصدي بفاعلية لآثار وتداعيات تغير المناخ بما يساهم في تحسين جودة الحياة للمواطن المصري، وتحقيق التنمية المستدامة، والنمو الاقتصادي المستدام، والحفاظ على الموارد الطبيعية والنظم البيئية، مع تعزيز ريادة مصر على الصعيد الدولي في مجال تغير المناخ.
 
وفي السياق ذاته شملت توصيات منتدى شباب العالم 2022، تكليف إدارة المنتدى بالتنسيق مع الجهات المعنية لتكوين مجموعات شبابية من مصر والعالم، للمشاركة الفعالة فى تنظيم قمة المناخ العالمية COP27 بشرم الشيخ، والذي سيشهد إطلاق العديد من المبادرات الخاصة بالتغيرات المناخية خلال مؤتمر الأطراف الـ 27 وسيتم تحديدها وفقاً لما ستحققه من توازن بين التخفيف والتكيف وتحديد الجهات المشاركة فى كل مبادرة، و يمكن للإسكوا المساعدة فى تلك المبادرات بعد اعتمادها من اللجنة العليا لاستضافة المؤتمر برئاسة السيد رئيس مجلس الوزراء ومشاركة كافة الوزارات، ومن المنتظر طرح عدة مشروعات وربطها بتغير المناخ للحصول علي تمويل لها في إطار منح وليست قروض، وذلك في إطار التكيف مع تغير المناخ.
 
وتعتزم الدولة في إطار الاستعدادات للمؤتمر، تحويل شرم الشيخ لمدينة خضراء، ووضع شعار الحدث على متن الطائرات، وعرض فيلم دعائي علي شاشات المطارات والطائرات، تنفيذ دورات تدريبية للعاملين بالمطارات المصرية للتوعية بالموضوعات الخاصة بالتغيرات المناخية وتعريفهم بالمؤتمر وأهدافه ودوره فى مواجهة الآثار السلبية للتغيرات المناخية .
 
 
كما قامت الدولة بمواجهة ظاهرة تآكل الشواطئ، واتخاذ إجراءات وتدابير لمواجهة تغير المناخ، يتم وضع خطة وطنية للتكيف للثلاثين عاما القادمة، الانتهاء من المرحلة الأولى من مشروع الخريطة التفاعلية لمخاطر ظاهرة التغيرات المناخية على جمهورية مصر العربية، إعداد تقرير الإبلاغ الوطني الرابع والممول من مرفق البيئة العالمية وتحت إشراف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبدء تحديث إطار التنمية منخفضة الانبعاثات، ومن المنتظر إطلاق أول استراتيجية عربية للتغيرات المناخية أبريل المقبل.
 
 
وتضم المحفظة الجارية لوزارة التعاون الدولي 46 مشروعًا لتخفيف آثار التغيرات المناخية، بحجم تمويلات تنموية تصل إلى حوالى 7,8 مليار دولار، لتعزيز الممارسات الصديقة للبيئة في عدد من القطاعات. 
 
وتعد المبادرة الرئاسية حياة كريمة فرصة جادة في تحسن التغيرات المناخية، كما أن عملية تبطين الترع وغيرها ستدعم البيئة، فالقرى التى دخلت مبادرة حياة كريمة أصبحت قرى نموذجية توفر للمواطن حياة كريمة وتراعى الأبعاد البيئية ومعايير الاستدامة وتدعم مشروعات تحقق مردودا آخر هام على المستوى الوطنى والدولى وهو التصدى لآثار التغيرات المناخية، بالتخفيف من انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى التى ستنتج من حرق المخلفات، والتى وفر هذا المشروع طريقة آمنة للتخلص منها. 
 
وتتمثل التأثيرات الناتجة عن التغيرات المناخية في اختلال أنماط الأمطار، والفيضانات، وتدهور الصحة العامة وانتقال الأمراض الوبائية، ونقص الإنتاجية الزراعية، وأيضا التأثيرات السلبية على الثروة السمكية، وظاهرة ابيضاض الشعاب المرجانية، وذوبان الجليد وارتفاع منسوب البحار، وتتمثل تأثيرات التغيرات المناخية على مصر، ومنها موجات الصقيع، وارتفاع درجات الحرارة، ونقص المياه، والجفاف، وتملح التربة، وارتفاع منسوب سطح البحر، كمان أن 84% من الأراضى الزراعية فى الدول العربية، تأثرت بسبب التغيرات المناخية.
 

print