استيقظ العالم على صدى الضربات العسكرية التى وجهتها روسيا لمنطقة دونباس شرق أوكرانيا، فى تطور خطير للأزمة بين موسكو وكييف بعد شهرين من الشد والجذب، تلك العملية العسكرية التى قد تجر القارة الأوروبية بأثرها فى حرب غير محسوبة العواقب، فضلا عن التبعات الاقتصادية التى سيدفعها العالم بأسره ضريبة لتلك الحرب.
ولجأت كييف إلى اتخاذ بعض التدابير العاجلة ردا على الغزو الروسى، حيث أعلنت الأحكام العرفية فى جميع أنحاء البلاد من الساعة 05:30 صباحا ولمدة 30 يومًا، وحث وزير الدفاع الأوكرانى، اليكسى ريزنيكوف، المواطنين الراغبين فى القتال على الانضمام إلى صفوف قوات الدفاع الإقليمية، كما قطعت أوكرانيا علاقاتها الدبلوماسية مع روسيا.
وبعد ساعات من العملية العسكرية تعالت أصوات الغرب لإدانة التحركات الروسية وأكدت التوجه نحو فرض مزيد من العقوبات على النظام الروسى، كنوع من أنواع الدعم لأوكرانيا، فى حين لم يٌقدم أى من الأطراف الدولية سواء أمريكا أو دول أوروبا على الإعلان عن دعم عسكرى لكييف.
واتهم الرئيس الأمريكى، جو بايدن، نظيره الروسى، فلاديمير بوتين، باختيار "حرب متعمدة ستؤدى إلى خسائر فادحة فى الأرواح ومعاناة بشرية"، وقال "صلاة العالم مع شعب أوكرانيا الليلة وهم يعانون من هجوم غير مبرر من قبل القوات العسكرية الروسية".
بدوره، قال رئيس الوزراء البريطانى، بوريس جونسون، على تويتر إنه "شعر بالذهول من الأحداث المروعة فى أوكرانيا" وتحدث أيضًا إلى زيلينسكى "لمناقشة الخطوات التالية"، وكتب: "لقد اختار الرئيس بوتين طريق إراقة الدماء والدمار بشن هذا الهجوم غير المبرر على أوكرانيا. وسترد المملكة المتحدة وحلفاؤنا بشكل حاسم".
وقال الرئيس الفرنسى، إيمانويل ماكرون، إن "فرنسا تدين بشدة قرار روسيا شن حرب على أوكرانيا. يجب على روسيا إنهاء عملياتها العسكرية على الفور.. إن فرنسا تتضامن مع أوكرانيا. إنها تقف إلى جانب الأوكرانيين وتعمل مع شركائها وحلفائها لإنهاء الحرب".
وقال المستشار الألمانى، أولاف شولتز فى بيان: "ألمانيا تدين بأشد العبارات الممكنة هذا العمل الذى لا ضمير له من قبل الرئيس بوتين. تضامننا مع أوكرانيا وشعبها"، وقالت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بربوك، إن العالم "لن ينسى يوم العار هذا".
واكتفى حلف الناتو والذى تسعى أوكرانيا إلى الانضمام له ببيان أكد خلاله أنه سينشر قوات برية وجوية دفاعية إضافية فى القسم الشرقى للحلف، قائلا: "ندين بأشد العبارات الممكنة الهجوم الروسى المروع على أوكرانيا، والذى هو غير مبرر وغير مبرر على الإطلاق".
ودعا بيان الناتو روسيا "إلى الوقف الفورى لعملها العسكرى وسحب جميع قواتها من داخل وحول أوكرانيا، والاحترام الكامل للقانون الإنسانى الدولى، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بأمان ودون عوائق إلى جميع الأشخاص المحتاجين".
وفى المقابل دعمت دولا أخرى سواء بشكل مباشر أو غير مباشر الخطوة الروسية، حيث تعاونت بيلاروسيا فى الهجوم وفقا لما أعلنته كييف، بأن القوات الروسية استخدمت الأراضى البيلاروسية فى الهجوم، ومن جانبها أعلنت الصين أن روسيا قررت شن عمليتها العسكرية فى أوكرانيا بشكل مستقل دون التشاور مع بكين واعتبرت بكين أن هذه العملية "ليست غزوا".
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية، هوا تشون يينج، أثناء مؤتمر صحفى عقدته اليوم الخميس: "روسيا دولة كبرى وتتصرف بشكل مستقل بناء على قراراتها الاستراتيجية، ولا تحتاج إلى موافقة الصين قبل اتخاذ أى خطوات".
كما قال وزير الخارجية الإيرانى، حسين أمير عبد اللهيان، إن الحرب فى أوكرانيا نجمت عن "أفعال حلف شمال الأطلسى الاستفزازية"، ونشر عبد اللهيان تغريدة جديدة له على حسابه الرسمى فى "تويتر"، أكد من خلالها أن الحرب ليست الحل، داعيا إلى "حل سياسى وديمقراطى".
وميدانيا أعلن أولكسى أريستوفيتش، مستشار الرئيس الأوكرانى، عن أن حوالى 40 شخصا لقوا مصرعهم حتى الآن فى الهجوم الروسى على البلاد، وقال أريستوفيتش- فى تصريح نقلته شبكة "يورونيوز" الأوروبية اليوم الخميس- إن عشرات الأشخاص أصيبوا، إلا أنه لم يحدد ما إذا كان من بين الضحايا مدنيون.