تعتبر قضية التغيرات المناخية على رأس أولويات القيادة السياسية المصرية، بصفتها أحد التحديات العالمية التى ترتبط بشكل وثيق بقضايا التنمية، وهو ما يفسر سلسلة الإجراءات التى اتخذتها الدولة مؤخرا للتعامل مع هذا الملف، وأبرزها استضافة مؤتمر تغير المناخ cop27 المزمع عقده بشرم الشيخ فى نوفمبر 2022.
والتغير المناخى هو تحدٍ عالمى، لما له من آثار سلبية تتطول شتى مناحى الحياة، بسبب ظاهرة الاحتباس الحرارى، وقد انعكس اهتمام الدولة على توجهات أعضاء مجلس النواب حيث ظهر اهتمام كبير بالقضية وتقديم اقتراحات وآليات لمواجهة التغيرات المناخية الذى ظهر بشكل ملحوظ فى ظاهرة الأمطار الغزيرة، وارتفاع نسبة أمواج البحار، وارتفاع درجة حرارة الأرض بشكل ملحوظ.
وفى هذا السياق تقدم النائب محمود عصام، عضو مجلس النواب، بطلب مناقشة عامة لاستيضاح سياسة الحكومة بشأن توفير بدائل لاستخدامات الأكياس البلاستيك فى ضوء دعم جهود الدولة المصرية لمواجهة ظواهر التغير المناخى.
ولفت النائب محمود عصام، إلى أن العالم يتجه خلال الفترة الأخيرة لإلغاء الأكياس البلاستيك أحادية الاستخدام، حيث قام الاتحاد الأوروبى بحظرها تماما، وعديد من الدول العربية المجاورة فى المغرب والسودان والإمارات والأردن حظروا استخدامها أيضا، معتبرين استمرارية الاستخدام تدميرا للبيئة وخاصة فى ضوء تحديات التغير المناخى، وهو أمر لابد أن يتم الانتباه له من جانب الحكومة وأن تكون أمام سياسة واضحة بشأن إيجاد بدائل لاستخدامات الأكياس البلاستيك.
وأكد أيضا، على ضرورة أن يكون لدى الحكومة سياسة واضحة تجاه هذه الإشكالية خاصة فى ضوء وجود بدائل على أرض الواقع، مثل الأكياس القطنية، مشيرا إلى أنه يمكن استخدام أقمشة القطن العضوى فى صناعة أكياس بدلاً من المواد الاصطناعية، قائلا: "هذه المواد ليست مريحة للغاية وسهلة على الجلد فحسب، ولكنها تدوم أيضًا لفترة أطول من المواد الاصطناعية المتوفرة بسهولة، ويمكن أيضًا تحويل المنتجات المصنوعة من هذه المواد إلى سماد عند تلفها تمامًا".
وتابع: "هناك بدائل أخرى مثل الأكياس القابلة للتحلل وتكون مصنوعة من البلاستك صديق البيئة، الذى يستغرق 18 شهراً للتحلل، على عكس الأكياس العادية التى تستغرق مئات السنين للتحلل، وأيضا الأكياس المصنوعة من القماش وهى الأكثر أماناً للبيئة، حيث يمكن استخدامها أكثر من مرة، وتناسب جميع الفئات والأذواق، وعملية لحمل البضائع، ويمكنك غسلها بسهولة، بجانب الأكياس المصنوعة من الورق وكانت تستخدم بشكل أساسى ويومى قبل ظهور البلاستيك، وما زالت بعض محلات الخضر والفاكهة تستخدمها بشكل يومى حتى يومنا هذا".
كما توجه مجدى الوليلى، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة إلى المستشار حنفى جبالى رئيس مجلس النواب، موجه إلى رئيس الوزراء، ووزيرى الزراعة والبيئة، بشأن أثر التغيرات المناخية على انتاج مصر من المحاصيل الزراعية.
وجاء فى طلب الإحاطة: "إن الزراعة تساهم بما يقرب من 12% من الناتج المحلى الإجمالى مما يجعلها أحد أهم القطاعات الرئيسية فى الاقتصاد المصرى، وقد تتأثر تأثيرًا مباشرًا بآثار تغير المناخ وهو ما يستلزم دراسات بحثية لوضع حلول لمعالجتها، حيث أن الارتفاع والانخفاض فى درجات الحرارة وانخفاض نسب توافر المياه وهطول الأمطار المتوقعة نتيجة التغيرات المناخية، سوف تقلل من صافى الإنتاجية للمحاصيل الزراعية".
واستند الوليلى، فى طلبه، إلى تقرير التنمية البشرية الصادر عن وزارة التخطيط حول مستقبل المحاصيل الزراعية فى مصر فى ظل التغيرات المناخية التى تشهدها مصر والعالم.
وأضاف، أن التقرير توقع أن تشهد إنتاجية المحاصيل الزراعية فى مصر انخفاضًا كبيرًا، حيث ستنخفض حاصلات أخرى مثل القمح والأرز والذرة بنسبة تتراوح بين 11% إلى 36%.
وتابع عضو مجلس النواب: "تجتهد بعض الدول المشابهة لظروفنا إلى استنباط أصناف وهجن جديدة تتحمل تلك الاجتهادات وتغير مواعيد الزراعة والسياسية الصنفية وتطوير نظم الرى".
وأكد الوليلى، على أهمية تضافر الجهود والتوافق والتناغم بين الجهات البحثية والجامعات فى مصر من تطوير أبحاثها فى هذا المجال لأنها أبحاث تعمل على تحقيق الأمن والأمان الغذائى فى الحاضر والمستقبل والمحافظة على مقدرات الدولة المصرية.
ومن جانبه أكد النائب أحمد حتة، عضو مجلس النواب، أن الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى أولت لقضية التغير المناخى اهتمام كبير، وهو ما يتطلب تضافر الجهود بين مؤسسات الدولة لإنجاح مؤتمر تغير المناخ المقرر عقده فى نوفمبر 2022، مؤكدا على أهمية توعية المواطنين بخطورة القضية التى تتبناها الدولة وآثارها السلبية التى ظهرت على العالم لتشكل تحدى قوى أمامه.
واقترح حتة، فى تصريح لـ"برلمانى"، أن تدرج وزارة التربية والتعليم فى مناهجها خلال السنوات القادمة جزء خاص بقضية تغير المناخ وأُثارها على الكورة الأرضية، وآليات مواجهتها، من خلال تقليل الانبعاثات الحرارية التى تهدد الكائنات الحية على سطح الأرض.
وشدد عضو مجلس النواب، على أهمية التوعية البيئية بشكل عام لأنها تخدم الدولة والأجيال القادمة، مطالبا الحكومة بعقد مؤتمر تمهيدى لمؤتمر شرم الشيخ لمناقشة هذا الملف، وبحث الدور الذى يمكن أن تقدمه كل مؤسسة على حدى فى هذا الملف، وصياغة رؤية مصرية شاملة فى هذه القضية.