الجمعة، 22 نوفمبر 2024 06:40 م

من حمل السلاح إلى طاولة المفاوضات.. نواب البرلمان الأوكرانى يتخلون عن دورهم التشريعى لإنقاذ بلادهم

من حمل السلاح إلى طاولة المفاوضات.. نواب البرلمان الأوكرانى يتخلون عن دورهم التشريعى لإنقاذ بلادهم وفد أوكرانيا المفاوض
الإثنين، 28 فبراير 2022 04:18 م
كتبت آمال رسلان

خلال الساعات الماضية وبينما يحبس العالم أنفاسه وهو يشاهد صور الحرب المتسارعة على الأراضى الأوكرانية، برز بشكل كبير نواب البرلمان الأوكرانى وهم يقومون بأدوار مختلفة على الساحة، بعيده كل البعد عن دورهم التشريعى المعتاد، تلك الأدوار التي فرضها الوضع الحرج الذى تمر به الدولة في مواجهة الهجوم الروسى.

 

وفى حين راح بعضهم يقوم بأدوار دبلوماسية لإقناع الرئيس الأوكرانى فلاديمير زيلينسكى بالدخول في التفاوض مع روسيا بشكل سريع حقنا لدماء الشعب الذى يواجه قوى عظمى بأقل الإمكانيات، ذهب آخرون إلى حمل السلاح في الشارع للدفاع عن العاصمة كييف التي تتعرض لقصف عنيف.

 

وظهر دور نواب البرلمان بشكل كبير من خلال الوفد الذى شكلته أوكرانيا للتفاوض مع الجانب الروسى، حيث غلب عليه نواب البرلمان ليمثلوا أكثر من 50% من الوفد المفاوض، فإلى جانب كلا من وزير الدفاع الأوكراني ريزنيكوف ووزير الخارجية توشينسكي، ضم الوفد أعضاء من البرلمان الأوكراني الذين ينتمون إلى كتلة الرئيس الأوكراني زيلينسكي، وأبرزهم رئيسها أراخاميا، والنائب الأوكراني أوماروف، والنائب الأول لرئيس الوفد الأوكراني في مجموعة الاتصال الثلاثية كوستين .

 

وفد اوكرانيا
وفد اوكرانيا

 

وقال دافيد أراخاميا رئيس كتلة حزب "خادم الشعب" ببرلمان أوكرانيا، إن وفد بلاده خلال المفاوضات مع روسيا سيستمع إلى جميع المقترحات وسيقوم "بتقييمها بهدوء"، مضيفا "علينا أن نصغي إليهم ونوازن بهدوء كل المقترحات وانعكاساتها على مصالح الوطن والمواطنين".

 

وقبل انطلاق المفاوضات كشف برلماني أوكرانى عن الدور الذى لعبه النواب في إقناع الرئيس بقبول المفاوضات مع روسيا دون شروط مسبقة، حيث أكد نائب البرلمان الأوكراني نيستور شوفريتش إن كتلة حزبه المعارضة في البرلمان أقنعت الرئيس فلاديمير زيلينسكي بضرورة التفاوض مع روسيا حول التزام أوكرانيا الحياد، مقابل ضمانات أمنية.

وفد-أوكرانيا-يصل-إلى-موقع-المفاوضات
طاولة المفاوضات قبل وصول الوفود

وحسب وكالة نوفوستي قال النائب عن حزب المعارضة "فصيل الحياة":"لقد تمكنت أنا ورفاقي من إقناع زيلينسكي بإطلاق مفاوضات مع روسيا من أهم نقاطها الحياد المحتمل لبلادنا مقابل ضمانات أمنية. وينبغي على أوكرانيا وروسيا البدء في الحديث. فلنأمل أن هذا الكابوس سينتهي في الأيام القادمة".

 

أظهرت لقطات بثتها وسائل إعلام بيلاروسية انطلاق المحادثات بين الوفدين الروسي والأوكراني، وأظهرت اللقطات وزير الخارجية البيلاروسي فلاديمير ماكي وهو يفتتح المفاوضات، التي تأتي على وقع استمرار القتال على الأراضي الأوكرانية.

 

وبينما يشارك بعض النواب في المناقشات السياسية ويجلسون على مائدة المفاوضات مع الوفد الروسى بحثا عن حل يحقن الدماء، ظهر البعض الآخر من النواب يحملون السلاح في شوارع كييف دفاعا عن بلادهم.

 

ونشرت النائبة في البرلمان الأوكراني، كيرا روديك، صورة على حسابها على "تويتر"، من داخل منزلها وهي تحمل سلاح الكلاشينكوف، وتؤكد استعدادها للانضمام إلى صفوف المقاتلين لحماية بلادها من الاجتياح الروسي.

 

نائبة اوكرانية
نائبة اوكرانية

 

وكتبت النائبة الأوكرانية كيرا روديك: "تعلمت استخدام الكلاشينكوف، ومستعدة للتجنيد، وستدافع نساؤنا عن أرضهن مثل رجالنا".

 

والنائبة البالغة من العمر 36 عامًا هي حاليًا عضو في حزب الصوت وعضوة في البرلمان منذ عام 2019، وفي حديثها لشبكة "سي إن إن"، قالت روديك إنها في كييف وستقاتل إلى جانب طاقمها، مؤكدة استمرار سماعها أصوات إطلاق النار في العاصمة الأوكرانية.

 

روديك ليست الوحيده من البرلمان الأوكرانى، حيث نشرت وسائل إعلام، صورًا للنائب سفياتوسلاف يوراش 26 عامًا يحمل السلاح في شوارع العاصمة كييف.

 

وقال يوراش : "إنه سيذهب إلى الأجزاء الغربية من كييف لصد الجهوم الروسي على المدينة"، مضيفًا "أنا لست جنديًا، لكن هذه حرب الجميع"، وأضاف أن الجميع يصطفون أمام مركز الشرطة في كييف ويحملون السلاح لحماية بلادهم من الغزو الروسي .

 

وتابع إن الناس من جميع الأعمار انضموا إلى المقاومة، رأيت الناس يوقفون الدبابات بأيديهم ، مشيرا إلى أن لديهم "بيرقدار تي بي2" التركية، مضيفًا أن هذا ما نحتاجه بالضبط  للحصول على فرصة ضد أكبر جيش في العالم .

 

 

نائب أوكرانى
نائب أوكرانى

 

وما قام به أعضاء البرلمان الأوكرانى لا يختلف كثيرا عما قام به عامة الشعب الذى خرج للقتال رغم جهل أغلبه بحمل السلاح، هذا الوضع الذى فٌرض بين ليلة وضحاها على الأوكرانيين، وبينما يدافعون عن وطنهم يعلقون أمال كبرى على طاولة المفاوضات التي تستضيفها بيلاروسيا بين وفدى موسكو وكييف على أمل التوصل لإتفاق يٌفضى لوقف إطلاق النار وبدء عملية سلام.


print