الجمعة، 22 نوفمبر 2024 06:09 م

تأييد برلمانى لمقترح "تنسيقية الأحزاب" بتدريس "هوية مصر" بالمرحلة قبل الجامعية.. وتوصية للحكومة بتضمين المناهج مبادئ احترام الآخر

تأييد برلمانى لمقترح "تنسيقية الأحزاب" بتدريس "هوية مصر" بالمرحلة قبل الجامعية.. وتوصية للحكومة بتضمين المناهج مبادئ احترام الآخر مجلس الشيوخ
الأحد، 06 مارس 2022 08:47 ص
كتبت نورا فخرى

قضية مهمة طُرحت على طاولة لجنة التعليم والبحث العلمى والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس الشيوخ، برئاسة النائب محمد نبيل دعبس فى ضوء الاقتراح برغبة المقدم من النائب عمرو عزت، وكيل لجنة الطاقة، عضو تنسيقية شباب الأحزاب والسياسين بشأن استحداث مادة بعنوان " هوية مصر للمراحل الدراسية قبل الجامعية وتشمل "الابتدائية، الإعدادية ، الثانوية". 

 

وعدد النائب عمرو عزت، أهداف تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين عبر الاقتراح المقدم منه من تدريس مادة "هوية مصر لطلاب ما قبل التعليم الجامعى " المرحلة الابتدائية - المرحلة الاعدادية – المرحلة الثانوية" فى مقدمتها أنه يساهم بشكل كبير فى تعزيز الانتماء داخل نفوس الطلاب عن طريق الارتباط بمكونات الحضارة المصرية العريقة فى مختلف مراحلها، والانتماء عملية تنشأ بتعاقب الزمن، وبتغلغل الفكر بشكل تراكمى مستمر داخل النفس البشرية، ويكون الانسان أكثر إيماناً بالأفكار التى يلقنها وهو صغير. 

 

وأوضح "عزت"، أن تدريس مادة الهوية سوف تساعد على تعرف الاجيال الجديدة على كافة مراحل واشكال الحضارة المصرية فى مختلف عصورها التاريخية، وبشكل كامل سواء فيما يتعلق بالتاريخ أو الآدب أو الفلسفة أو التراث الشعبى والجغرافيا أو الاقتصاد..الخ، ومن ثم سوف تتحقق لديه عملية الارتباط النفسى والذهنى بوطنه وحضارته. 

 

ولفت "عزت" إلى دور المقترح فى ترسيخ قيم التسامح والتعايش والتنوع داخل نفوس الطلاب والحد من خطر الغلو والتطرف، حيث أن التعرف على المكونات المختلفة للحضارة المصرية، سوف تزرع فى نفس الطالب، أن هناك أناس يشاركونه الانتماء للوطن، ولكنهم يختلفون معه فى المعتقد الديني،أو لون البشرة، أو بعض العادات والتقاليد، وأنه ليس أفضل منهم، ولا هم افضل منه، وكذلك سوف يتمكن من فهم أن مصر مرت بعملية تحول دينى أكثر من مرة، و وأن فى كل مرة يمنح الدين جزء من رونقه لمصر، وتمنح مصر جزء من خصوصياتها الثقافية والفكرية للدين، فى تفاعل عبقرى بين روحانية التنزيل السمائى المتمثل فى الدين وأصالة التراث الأرضى المتمثل فى حضارة وقيم المجتمع، وهكذا يتخلص الطالب بمرور الوقت من الايمان بفكرة أنه الحق المطلق وأن المختلفين عنه هم الباطل المطلق، وهى مكون أساسى فى فعل الإرهاب. 

 

النقطة الثالثة التى يستهدفها المقترح - حسبما أفاد عزت - هى  تكوين عقلية خلاقة قادرة على الإبداع والانتاج المعرفى والحضارى لاسيما وأن معظم الحضارات الانسانية نشأت من خلال عملية التقليد والمحاكاة لما سبقها من حضارات، ثم تضيف بعد ذلك مكون حضارى أصيل يعبر عن خصوصيتها وإبداعها الذاتيين الذى يتلائم مع واقعها التاريخى وظروف عصرها وتحدياته وادواته المعرفية

 

وأكد عمرو عزت، معاناة المجتمع المصرى حالياً من حالة مزمنة من حالات التدهور الحضاري، وعدم القدرة على استكمال منتج حضارى يليق بتراثه الإنسانى والحضارى العريق، مشيرا إلى أنه من الخطوات الاولى لكسر هذه الحالة، هو ضرورة شحذ الهمة واطلاق العنان للرؤية الابتكارية لدى العقل المصري، ولا يكون ذلك فى الا من خلال التأمل فى مختلف محطات الحضارة المصرية لاسيما خلال الحقبة القديمة التى مازالت تفاجئ العالم بالكثير من المنجزات والمكتشفات الحضارية، وتمده بطاقة معرفية عملاقة، فضلا عن  دراسة مادة الهوية التى تلقى الضوء على مختلف جوانب التجربة المصرية الحضارية، ومنجزاتها وأثارها المختلفة.

 

ونوه عزت إلى أن دراسة مادة الهوية ستكون محفز حقيقى للطلاب للسعى إلى عملية كسر الجمود الحضارى الذى نعيشه، والسعى لتقديم منجز معاصر يليق بمنتج اجدانا المتوارث ولعل احتفال نقل المومياوات الملكية الى المتحف القومى للحضارة بالفسطاط فى الثالث من إبريل الماضي، وما انجزه من حالة فخر مجتمعى وطاقة إبداعية تدفقت إلى كافة أوصال المجتمع المصرى بمختلف طبقاته الاجتماعية ،لهو دليل واقعى وملموس على صحة رأيى هذا ،وما يمكن أن يقدمه تدريس مادة الهوية المصرية على المدى البعيد من نتائج بالنسبة للأجيال القادمة.

 

ولم يكتف "عزت" بطرح الفكرة إنما اقتراح الطرق المناسبة لتدريس مادة " هوية مصر" لمراحل التعليم ما قبل الجامعي، حيث أوضح أنه لا يمكن تدريس مادة الهوية الوطنية بشكل موحد لمختلف الفئات العمرية فى مراحل التعليم "ما قبل الجامعي"، وذلك بسبب اختلاف القدرات العقلية والنفسية من مرحلة لأخري

 

وفى هذا الصدد، اقترح ممثل تنسيقية شباب الأحزاب، تدريس مادة "الهوية الوطنية" بأكثر من شكل مع التدرج الملائم لكل مرحلة عمرية،كى يتلائم المحتوى مع كل مرحلة عمرية، ولان هذه المادة ايضا مادة تراكمية ممتدة، أى أن كل مرحلة لاحقة يتم تأسيسها على المراحل السابقة، مع التأكيد أن هذا المقترح قابل للتعديل والتغيير وفقا للمختصين من خبراء المناهج والتعليم وعلم النفس التربوي. يمكن تقسيم طرق الدراسة وفقا للمراحل الدراسية

 

بالنسبة مرحلة التعليم الابتدائى اقترح "عزت" أن يكون تدريس المادة فى هذه المرحلة من خلال أفلام وثائقية مبسطة ومحددة من خبراء المناهج والتعليم وعلم النفس التربوى والتى تعرض بالمدرسة تحت الأشراف التربوى وذلك فيما يخص مظاهر الهوية المصرية مع وضع منهج دراسى، يصاغ بشكل مرن يتناسب مع المرحلة العمرية، حتى لا يتحول الى فرصة جديدة للتلقين ولمافيا الدروس الخصوصية، ويجتاز الطلبة فيه امتحان تحريري، بحيث تكون الدرجات مقسمة ما بين 40% على الامتحان التحريرى و60% على مشاهدة الافلام الوثائقية

 

أما فى مرحلة التعليم الإعدادى فكان مقترحه أن يكون تدريس مادة الهوية الوطنية فى هذه المرحلة من خلال زيادة مشاهدة الافلام الوثائقية بالمدرسة والزيارة الميدانية بحيث تكون نصف شهرية، مع مطالبتهم بورقات بحثية صغيرة، على ان تكون هذه الابحاث جماعية و ليست فردية، وذلك لترسيخ روح العمل الجماعى وقيم التعاون، على أن يكون تقيم هذه الابحاث ،من خبراء مختصين لضمان الجدية والبعد عن النمطية والشكلية، مع وضع اختبار تحريرى لمنهج دراسى مصاغ بشكل أكثر قوة من المرحلة السابقة، مع اتخاذ الضمانات السابق شرحها فى المرحلة السابقة

 

وأخيرا اقترح فيما يخص مرحلة التعليم الثانوي، وضع كتاب متخصص من قبل خبراء المناهج والتعليم وعلم النفس التربوى يعالج جوانب الهوية المصرية. الموضوعات المقترحة من تنسيقية شباب الاحزاب والسياسيين ليتم تدريسها بمادة "هوية مصر" فى مراحل التعليم ما قبل الجامعى وذلك على سبيل المثال " الانتماء الحرية، التسامح، التعايش مع الآخر". 

 

ولاقى المقترح تأييدا برلمانياً واسعاً من اللجنة، التى خرجت بعدد من التوصيات الهامة، حيث أكدت ضرورة قيام وزارة التربية والتعليم بالعمل على تنمية وتعميق الحس والشعور بالواجب تجاه المجتمع، وتنمية الشعور بالانتماء للوطن والاعتزاز به وغرس حب النظام وذلك من خلال تضمين المناهج الدراسية على " الهوية الوطنية المصرية" ، وكذا تضمين كافة المناهج سواء اللغة العربية والتربية الدينية الاسلامية أوالمسيحية منهج القيم واحترام الآخر بهدف الحفاظ على الهوية الوطنية والثقافية المصرية وترسيخ الانتماء لدى الأطفال

 

كما شددت اللجنة على أهمية استكمال منظومة تأكيد الهوية المصرية مدعومة بالمناهج المصرية المعتمدة والمواكبة لرؤية مصر 2030، وإتاحتها بشكل مبسط، وعقد ورشة عمل لجميع المعلمين وأولياء الأمور والاختصاصيين والإداريين، للتعرف على كيفية تدريس كتاب القيم للصفوف الابتدائية، من القصة والأنشطة والتقييمات المختلفة

 

ولفتت لجنة التعليم إلى أهمية أن يستهدف التطوير عدة محاور رئيسية هى "المهارات الحياتية والقيم الداعمة لها والقضايا والتحديات المحلية والعالمية".

 


print