فى الوقت الذى لازالت فيه أوكرانيا تواجه القصف الروسى فى أسبوعه الثالث، وبينما انحصر رد الغرب فقط بفرض مزيد من العقوبات الاقتصادية على موسكو، لم يجد البرلمان الأوكرانى سبيلا للدفاع عن بلاده سوى السخرية من حلف الناتو وقادة أمريكا وأوروبا بعد إعلانهم عدم الدخول فى مواجهة عسكرية مع روسيا دفاعا عن كييف، باعتبار الأخيرة ليست عضوا فى حلف شمال الأطلسى.
وبعد أن أعلن الناتو صراحة رفض أوكرانيا بإقامة منطقة حظر جوى لحماية الأوكران من القصف الروسى، فاجأ البرلمان الأوكرانى الجميع بشن حرب "ساخرة" ضد الحلف ودوله، حيث استغل صفحاته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعى كمنصة لتلك الحرب، وقام من خلالها بنشر كاريكاتير ساخر وفيديو مفبرك ينتقدان السلبية الغربية تجاه أوكرانيا، ويوجه رسالة عبرهما بأن أوروبا ليست بعيده عن الحرب كما يظن البعض.
Would the famous Eiffel Tower in #Paris or the Brandenburg Gate in #Berlin remain standing under endless bombing of Russian troops?
— Verkhovna Rada of Ukraine (@ua_parliament) March 11, 2022
Do you think that does not concern you?
Today it’s #Ukraine, tomorrow it will be the whole of #Europe. Russia will stop at nothing. pic.twitter.com/vi6z5UWV8q
وأثار البرلمان فى كييف جدلا واسعا بعد أن نشر موقعه الرسمى كاريكاتيرا جريئا، يظهر حلف شمال الأطلسى (الناتو) بمظهر مثير للجدل، حيث صوره على هيئة رجل بلا رأس، يشاهد ويديه فى جيبه، أيادى الأوكرانيين وهى تتوسل للتدخل.
والكاريكاتير الذى نشره حساب البرلمان الأوكرانى على تطبيق "تليجرام " أظهرت أيادى الأوكرانيين وكأنها عالقة فى "متاهة" أو خلف جدار، أمام الناتو "غير المبالى"، بينما ظهرت باللونين الأصفر والأزرق، لونا العلم الأوكرانى.
وجددت الرسمة دعوة كييف للناتو لفرض حظر جوى فوق أوكرانيا وحمايتها من الطيران الحربى الروسى، حيث كتبت عبارة "ناتو أغلق السماء".
وقبل الكاريكاتير بساعات قليلة نشر حساب البرلمان الأوكرانى فى موقع "تويتر" فيديو وهمى يظهر من خلاله امرأة شابة تلتقط صورة مع برج إيفل، قبل أن يتم قصف الأخير بعدة طائرات حربية، لتتعالى بعدها صفارات الإنذار وأصوات الهلع والخوف.
الفيديو الوهمى الذى نشره البرلمان الأوكرانى يهدف الفيديو المزيف إلى لفت انتباه الأوروبيين إلى الوضع فى أوكرانيا ويدعو إلى اتخاذ تدابير إضافية لكبح تقدم القوات الروسية.
وكتب البرلمان الأوكرانى على حسابه الرسمى فى "تويتر": "هل سيظل برج إيفل الشهير فى باريس أو بوابة براندنبورج فى برلين واقفا تحت القصف الروسى المتواصل؟ هل تعتقد أن هذا لا يعنيك؟ اليوم أوكرانيا، وغدا ستكون أوروبا كلها، روسيا لن تتوقف."
ويأتى موقف البرلمان الأوكرانى ليٌعبر عن خيبة أمله ويأسه من الغرب، وهو ما انعكس بشكل واضح على تصريحات المسئولين الأوكران، حيث أعرب وزير الخارجية الأوكرانى دميترى كوليبا فى وقت سابق عن عدم ثقته فى حماية حلف "الناتو" لأوكرانيا، مطالبا الحلف بتزويد كييف بالسلاح والعتاد.
وقال كوليبا ردا على الصحفيين حول مدى استعداد الناتو لحماية أوكرانيا: "عندما تسألنى عما إذا كان الناتو سيحمينا. حسنا، لا أتوقع ذلك".
وجدد الرئيس الأوكرانى، فولوديمير زيلينسكى، الاثنين، مطلبه من حلف شمال الأطلسى بفرض منطقة حظر طيران فوق بلاده، معتبرًا أن رفض ذلك سيؤدّى إلى هجوم روسى على دول الناتو.
وقال زيلينسكى فى مقطع فيديو نشر بعد منتصف ليل الاثنين: "إذا لم تُغلقوا سماءنا، ستكون مجرّد مسألة وقت قبل أن تسقط الصواريخ الروسية على أراضيكم، على أراضى الناتو".
وتابع الرئيس الأوكرانى: "30 صاروخًا على منطقة لفيف وحدها"، مضيفًا: "لم يحدث ما قد يمكن أن يهدّد أراضى الاتحاد الروسي. وعلى بُعد 20 كيلومترًا فقط من حدود الناتو".
وفى المقابل لازال حلف الناتو مٌصرا على موقفه الحياد تجاه أوكرانيا، حيث أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسى (الناتو) ينس ستولتنبيرج ضرورة أن يضمن الحلف عدم امتداد النزاع فى أوكرانيا إلى خارجها، وأضاف أن الناتو يتحمل المسؤولية عن عدم استمرار النزاع وعدم امتداده الى خارج أوكرانيا.