تحملت مصر منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي سدة الحكم، بكل حزم مسؤليتها كشقيقة كبري لدول القارة الأفريقية، سواء بتقديم الدعم الكامل لكافة في كافة الأزمات التي قد تواجهها مؤخراً وإرسال المساعدات إليهم.
فرغم الظروف الحالكة التي مرت علي العالم أجمع بانتشار فيروس كورونا المستجد "كوفيد -19" لم تتخلي القاهرة عن دورها الهام والفاعل في دعم توفير اللقاحات لدول القارة السمراء وتقديم المساعدات الطبية الأمر التي تكشف عنه بشكل تفصيلي مذكرة حكومية مقدمة من وزارة الخارجية للجنة الشؤون الأفريقية بمجلس النواب برئاسة النائب شريف الجبلي، في ضوء طلب الاحاطة المقدم من النائب طارق الخولي.
يأتي ذلك في ظل تفاقم غياب عداله توزيع اللقاحات خصوصا في سلاسل إمداد اللقاحات والنزعة الحمائية لبعض الدول مما ينعكس علي انخفاض معدل تطعيم مواطني القارة، حسبما حذر مركز مكافحة الأمراض والاوبئة ACDC التابع للاتحاد الأفريقي.
وحرصا من القيادة السياسية علي دعم الاشقاء بالقاره خلال الجائحة، تعهد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي بتقديم 4 مليون دولار مساعدات لصالح صندوق الاستجابة لجائحة كوفید 19، و 2 ملیون دولار لصـالح مركز مكافحة الأمراض والاوبئة ACDC تم سداد 80% منها خلال العامين الماضين بصورة مساعدات عاجلة ومباشرة لصالح شقيقاتها من الدول الإفريقية.
وتشير المذكرة الحكومية، إلي قيام الحكومة المصرية بتقديم مساعدات طبية إلى عدد 32 دولة أفريقية، وذلك على دفعتين، تضمنت الدفعة الأولى 10 دول أفريقية شملت ( السودان - جنوب السودان - الكونغو الديمقراطية- زامبيا - تشـاد - النيجر - السنغال- غينيا كوناكري - بوروندی - تنزانيا)، في حين تضمنت الدفعة الثانية 20 دولة أفريقية وتضم ( مالاوي - أفريقيا الوسـطى- غينيا الاستوائية - الجابون- الكونغو الديمقراطية - مدغشقر - موزمبيق - ليسوتو ناميبيا - جزر القمر - ســـــــيراليون- ليبيريا - أنجولا- رواندا- جنوب الســودان – بوروندی - کوت دى فوار – كينيا - زیمبابوی- غينيا كوناكري) ، كما تم تقديم مساعدات لدولتي مالي وبوركينافاسو.
ونوهت المذكرة أيضا إلي قرار الدكتور رئيس مجلس الوزراء في أبريل 2021 بإنشـاء مجموعة عمل برئاسة الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار السيد رئيس الجمهورية للشئون الصحية (وعضـوية عدد من الوزارات بينها وزارة الخارجية)، لدراسـة كيفية الاستفادة من خطة العمل من أجل التخصيص العادل والمنصـف وفي التوقيت المناسب للقاحات كوفيد - 19 في إفريقيا.
وقامت وزارة الخارجية - حسب المذكرة- بتنظيم زيارات لعدد من المسئولين الأفارقة من مفوضية الصحة بالاتحاد الإفريقي، ومبعوث الاتحاد لوكالة الدواء الإفريقية، ومسئولي مركز ACDC لمصانع فاكسيرا، وهيئة الدواء المصرية، ومدينة الدواء المصرية، فضلاً عن الدورات التدريبية وبناء القدرات الإفريقية التي تقدمه وزارة الصحة المصرية التي ترأست لجنة خبراء الصحة العام الماضي. وهدفت الزيارة إلى التعرف على القادرات التصنيعية المصرية في مجال اللقاحات؛ تمهيدا لاختيار مركز إقليميا لتصنيعها (Regional Hub).
وخلال زيارة مسئولي مركز مكافحة الأمراض والأوبئة التابع للاتحاد الإفريقي صرحت وزيرة الصحة، في ذلك الوقت، باستعداد مصر لتوفير اللقاحات، وأدوات تشخيص كوفيد – 19، والأدوية الخاصة به التي أصبحت مصر تنتجها محليا بنسبة 100%، للأشقاء الأفارقة بالتوازي مع تحقيق الاكتفاء الذاتي محليا، وفقا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ وذلك استجابة لما تمر به الدول من تحديات في توفير اللقاحات في ظل محدودية الإنتاج العالمي، حيث تم تخصيص نسبة 25% من الإنتاج الشهري للقاحات للدول الإفريقية بداية من هذا العام، فضلا عما يتم دراسته من قبل وزارة الصحة بتبرع مصر بـ 5 مليون جرعة لقاحات بشكل عاجل لصالح الدول الإفريقية.
ولفتت المذكرة الحكومية، إلي إبداء الوفود الإفريقية إعجابها الشديد بفاكسيرا، وتصنعيها للقاح "سينوفاك"، مستغربة من عدم معرفة القارة لتاريخ مثل هذا الشـركة وإمكانياتها، وعليه، طلب وفد مركز ACDC من الدكتورة هبة والي، أن ترأس مجموعتي عمل "البنية التحتية"، و"الوصول إلى التمويل" ضـمن مجموعات عمل مبادرة الشراكة لتصنيع اللقاحات في القارة PAVM (شراكة حديثة في الاتحاد الإفريقي تحت الإنشـاء تهدف إلى التصـنبع المحلي للقاحات في القارة الإفريقية بحلول عام 2040، حيث من المقرر ندب خبراء ومتخصصين من وزارات صحة الدول الأعضاء للعمل بها، وهو ما تعمل عليه الوزارة حاليا بالتنسيق مع الجهات المعنية في هذا الصدد).
وذكرت المذكرة الحكومية، اجراء مفاوضات فاكسيرا معهد "سيرم الهندي (المصنع الأساسي للقاحات الأطفال الإلزامية حول العالم) تقوم بموجبها فاكسيرا بتصنيع ثمانية لقاحات من التطعيمات الأساسية للأطفال فضلاً عن استعداد فاكسيرا لبحث تصنيع اللقاحات التي تحتاجها القارة بعد التباحث مع المعهد المذكور.
وأشارت المذكرة، إلي تعاقد مصر، بمجهودات وزارة الخارجية بالتنسيق مع هيئة الشراء الموحد، عبر منصة الشراء الإفريقي الموحد وبنك التصدير والاستيراد الإفريقي على شراء 26 مليون جرعة من لقاح جونسون آند جونسون، تم توريد ما يصل إلى 2 مليون جرعة منها بنهاية عام 2021، كما استطاعت مصر تأمين ما يربو على 2 مليون جرعة من كل من لقاحي فايزر، ومودرنا تأكيد لحرص الدولة على تنويع اللقاحات المتوفرة .
يأتي ذلك فضلت عما ذكرته المذكرة الحكومية حول محادثات مع الصين يتم بموجبها تصنيع نسبة من اللقاحات الصينية لصالح القارة الإفريقية، حيث تعهد الرئيس الصيني (مليار جرعة لقاح) خلال منتدى لتعاون الصيني الإفريقي. وطبقا لوزارة الصحة يجري التفاوض مع شركتي "موديرنا" ، و"استرازينيكا" لتصنيع لقاحتهم محليا في مصر مثل لقاح "سينوفاك".
وتؤكد وزارة الخارجية، إنه ادراكا من مصر أهمية التركيز على كافة المناحي الصحية في القارة وليس الاقتصار على كوفيد - 19 وحده، يتم يتم دراسـة نقل خبرات وتجارب وزارة الصحة المصرية إلى الدول الأفريقية في مجال القضاء على فيروس سي" و "بي"، وكذلك منظومة الضـوابط الوقائية التي يتم تطبيقها بالحجر الصحي بمنافذ دخول البلاد بمصـر ونقلها إلى الحجر الصـحي بالدول الأفريقية، وكذا جاهزية وزارة الصحة لإنشاء مراكز طبية ومستشفيات في أي دولة إفريقية على غرار ما قامت به مصر مع السودان وجنوب السودان؛ اتساقا بالالتزام السياسي التي توليه مصر لأشقائها الأفارقة، و ذلك بالتعاون مع مركز ACDC.