تشهد الجلسة العامة لمجلس الشيوخ برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، اليوم الأحد مناقشة تقریر لجنة التعليم والبحث العلمى والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بشأن الاقتراح برغبة المقدم من النائب عاطف علم الدين بشأن "تحويل بعض المدارس الثانوية التجارية إلى ثانوية تمريضية".
ويهدف الاقتراح لتحويل إحدى المدارس التجارية الفنية إلى مدارس فنية للتمريض نظام الخمس سنوات أو معاهد فنية للتمريض فى كل محافظة تعانى من عجز فى الهيئة التمريضية وذلك كمرحلة أولى لتطبيق المقترح، حيث أنه فى ظل توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى تم البدء فى تطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل بمحافظة بورسعيد كأول محافظة على مستوى الجمهورية ونجاح التجربة بها وتميزها بتقديم خدمات طبية متميزة مما لاقى رضا من جميع مواطنى محافظة بورسعيد ثم البدء فى تطبيقها تباعا فى كافة محافظات الجمهورية، وذلك يستلزم توافر الكوادر الطبية المؤهلة والمدرية والتى تغطى احتياجات مستشفيات التامين الصحى الشامل والوحدات والمراكز الطبية والمستشفيات الجامعية.
وقال النائب عاطف علم الدين، إن مقترحة يأتى أيضا فى ضوء متطلبات وآليات سوق العمل بالنسبة لخريجى المدارس الفنية التجارية نظرا لما تمثله من عدم وجود متطلبات فاعلة لخريجيها فى سوق العمل بالإضافة لكثرة عددهم فى سوق العمل وامتهانهم لمهن كفرد أمن أو عامل فى مصنع دون تخصصه ومع توجه الدولة بكافة أجهزتها نحو التحول التكنولوجى والرقمى تقلصت العديد من المهن فاليوم يوجد بنوك تعمل بشكل اليكترونى بالكامل وشركات كل أعمالها عن طريق الكمبيوتر ومصانع تدور بالكامل بالكمبيوتر، فاليوم أصبح خريجى الفنى التجارى لا يوجد له متطلب فى سوق العمل بالإضافة إلى كليات التجارة التى تقوم بتخريج الآلاف كل عام ولديهم نسبة كبيرة من البطالة.
ومن هنا تبلور الاقتراح المقدم بتحويل بعض مدارس الثانوى التجارى إلى مدارس فنية للتمريض نظام الخمس سنوات أو معاهد فنية للتمريض عن طريق التعاون بين وزارتى الصحة والتعليم مثلما حدث فى تجربة لمحافظة بورسعيد، حيث تقدم النائب عاطف علم الدين عضو مجلس الشيوخ ومقدم الاقتراح بمذكرة للواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد طالبا تحويل إحدى المدارس التجارية الفنية إلى مدرسة فنية للتمريض.
وحسب التقرير البرلمانى، تم بالفعل الموافقة وتم تحويل مدرسة فنى تجارى بنات إلى تمريض بنات وذلك بالتعاون مع شركة اينى الإيطالية كمساهمة مجتمعية، وقد لاقت قبولا كبيرا من الأهالى وطالبوا بتوفير أخرى للبنين، حيث أشار البرلمانى إلى أهمية استيعاب نفس أعداد الطلبة فى الثانوى الفنى ولكن مع إعادة التوزيع وفقاً للعجز فى مجال التمريض وعدم وجود متطلبات لخريجى الفنى التجارى فى سوق العمل، وخاصة مع التوسع فى منظومة التأمين الصحى ولتوفير كوادر مدربة على أعلى مستوى حرصاً منا على صحة الإنسان.
كما تضمن الاقتراح برغبة المقدم، إشراف كليات التمريض على المدارس الفنية والاستفادة من خبرة أعضاء هيئة التدريس والمعامل الموجودة بالكليات، تحديد نسبة من خريجين التمريض عن طريق الوزارة للتعيين فى المستشفيات الخاصة لسد العجز بها عن طريق اتفاق ما بين الوزارة والمستشفيات الخاصة لتحصيل نسبة من المستشفيات لصالح الوزارة، زيادة خريجين مدارس وكليات التمريض لسد العجز الموجود بالمستشفيات الجامعية وخاصة بعد تطويرها.
وعلى الجانب الحكومى، أشار مدير التعليم الفنى ببورسعيد إلى أنه فى ضوء توجيهات وتعليمات رئيس الجمهورية لتطوير التعليم الشامل ووفق رؤية مصر 2030 تم افتتاح عدد من المصانع والشركات، والاهتمام بالتعليم وخاصة التعليم الفنى وربطه بالمصانع والشركات لخدمة سوق العمل، كما أنه يحظى باهتمام الدولة ويعتبر من الأعمدة الأساسية للتنمية الاقتصادية والصناعية.
وقال إن الدولة ووزارة التربية والتعليم أولت اهتماما بمنظومة الجدارات لإعطاء الطالب الخبرة العلمية والعملية التى تتماشى مع سوق العصر الحديث ومن أهمها مهنة كاتب الحسابات فيستخدم الطالب أساليب التكنولوجيا الحديثة باستخدام الحاسب الآلى والبرامج المحاسبية التى هى ضرورة لكل الشركات والمصانع، والمهنة الأخرى فنى سكرتير نحتاجها فى الكثير من الأعمال ويكون سكرتير متخصص فى عمله ومتميز ويدرس الطالب الأرشفة الالكترونية وغيرها من الأنظمة الحديثة باستخدام الحاسب الآلي، هذا بالنسبة للتعليم التجاري، مهنة فنى تأمينات تخدم شركات التأمين وكيفية استخدام وثائق التأمين الالكترونية، مهنة فنى مبيعات وهى حلقة الوصل بين الشركة والعملاء فى شركات التسويق وغيرها من الشركات باستخدام التسويق الالكتروني.
وفيما يخص محافظة بورسعيد، أوضح المسؤول أنه كان هناك رؤية فى تطوير منظومة التعليم وفتح نوعيات متعددة ومختلفة، فتم فتح مدرسة ظهر للبترول بتخصصات فى مشتقات البترول، ومدرسة ريادة للألبان ومدرسة المناصرة والرضوان شرق وجنوب بورسعيد، وتم تحويل مدرسة فنى تجارى بنات الى مدرسة نموذجية للثانوية الفنية للتمريض بنات وعدد الطالبات بالصف الأول بها 103 طالبة، مشيرا إلى أن هذه المدرسة كانت 21 فصل وبفضل التعاون المشترك بين وزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة والمحافظة تم تحويلها للتمريض وتجهيزها على نفقة المحافظة مع شركة اينى الايطالية كمساهمة مجتمعية.
ولفت المسؤول إلى أنه يوجد فى المحافظة 6 مدارس للتمريض، مدرسة بورفؤاد الثانوية الفنية للتمريض بنات بها 20 طالبة بالصف الأول و96 بالصف الثانى و48 بالصف الثالث بإجمالى 137 وهذه كثافة منخفضة جدا، و مدرسة النصر الثانوية للتمريض بها 21 طالب والصف الثانى 30 والصف الثالث 59 بإجمالى 100 طالب، ومدرسة المبرة ومدرسة السلام ومدرسة الحياة وهناك تعاون مستمر بين المحافظة ووزاتى التعليم والصحة ويتم مراجعة احتياجات وزارة الصحة لإنشاء مدارس جديدة وفقاً للاحتياجات المستقبلية ولخدمة منظومة التأمين الصحى الشامل.
وبدوره أكد الدكتور مدير الإدارة العامة للتعليم الفنى أن التمريض الموجود فى مصر له مخرجين كليات التمريض وهى تهتم بالشق الأكاديمى وممكن استكمال الدراسة بها للحصول على الماجستير والدكتوراة، والشق الآخر التعليم الفنى والذى يهتم بالجانب العملى والتدريب ولهذا يتم أخذ الطالب فى سن صغير لمدارس التمريض للدراسة 3 سنوات ثم عامين آخرين بالمعهد الفنى الصحى والذى يتبع وزارة الصحة ووزارة التعليم العالى لأنها الجهة المحول أكثر لها إعطاء مؤهل وليست الصحة وتعتمد النتيجة من الوزارتين.
ولفت المسؤول إلى أنه يتم التركيز فى التعليم الفنى على الشق العملى أكثر من النظرى وعندما يستكمل الدراسة لعامين آخرين يحصل على بكالوريوس تقني، فخريج البكالوريوس التقنى يكون لديه الشق العملى والمهارى أقوى من بكالوريوس التمريض، فنحن نركز على المهارات وليس الغرض البحث العلمي.
وبالنسبة للعملية التعليمية، فيوضح المسؤول أنها تنقسم إلى طالب يتم اختياره بمعايير معينة وقائم بالتدريس فى المدارس والمعاهد، وبالفعل يتم الاستعانة بأعضاء هيئة التدريس من كليات التمريض الموجودة فى نطاق كل معهد وفى نفس الوقت يتم وضع برنامج تدريب للقائمين بالتدريس وهم من خريجين كليات التمريض الحاصلين لها إعطاء مؤهل وليست الصحة وتعتمد النتيجة من الوزارتين، يتم التركيز فى التعليم الفنى على الشق العملى أكثر من النظرى وعندما يستكمل الدراسة لعامين آخرين يحصل على بكالوريوس تقني، فخريج البكالوريوس التقنى يكون لديه الشق العملى والمهارى أقوى من بكالوريوس التمريض.
ونوه المسؤول إلى أنه يتم التركيز على المهارات وليس الغرض البحث العلمي. بالنسبة للعملية التعليمية فتنقسم إلى طالب يتم اختياره بمعايير معينة وقائم بالتدريس فى المدارس والمعاهد، وبالفعل يتم الاستعانة بأعضاء هيئة التدريس من كليات التمريض الموجودة فى نطاق كل معهد وفى نفس الوقت يتم وضع برنامج تدريب للقائمين بالتدريس وهم من خريجين كليات التمريض الحاصلين على الماجستير والدكتوراة ومعينين بالصحة ويتم تدريبهم وتأهيلهم للتدريس وتم حصولهم على دورات تدريبية بمعرفة صندوق تطوير التعليم التابع لرئاسة الوزراء .
ونوه المسؤول على عدم وجود مانع من تحويل المدارس الفنية التجارية إلى مدارس فنية للتمريض ولكن بشروط وضوابط مثل وجود احتياج فى المنطقة أو المحافظة لذلك، أن يكون متاح أعضاء هيئة تدريس ومكان للتدريب الميدانى فى مستشفى قريبة للمدرسة.
من جانبها رأت اللجنة البرلمانية، إمكانية عمل شراكة مع القطاع الخاص لحل مشكلة التمويل التى تواجه هذه المدارس بناء على دراسة بالأعداد المستهدفة واحتياجات وزارة الصحة وخطة التعليم الفني.
وشددت اللجنة على أهمية التعاون والتكامل التام بين الوزارات المعنية لحل هذه المشكلة للاستفادة من بعض المدارس التجارية ببعض المحافظات لتكون مدارس ثانوية فنية للتمريض نظام الخمس سنوات أو معاهد فنية للتمريض، مع عقد اجتماع للمحافظين لتينى هذه القضية فى المحافظات التى بها عجز من المدارس الثانوية الفنية للتمريض وأفراد هيئة التمريض وتطبيق تجربة محافظة بورسعيد.