بدلا من الانغماس فى متابعة منتخبهم الوطنى والفرحة بفوزهم على المنتخب اللبنانى فى تصفيات كأس العالم 2022، انشغل الإيرانيون خلال اليومين الماضيين بأزمة أخرى نشبت على أبواب الملعب الذى أُقيمت به المباراة، حيث منعت السلطات دخول الإيرانيات إلى المدرجات لتشجيع منتخبهم الوطنى، وتم رشهم من قبل قوات الأمن برذاذ الفلفل.
لم تمر الواقعة مرور الكرام بل أثارت جدلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعى بعد انتشار فيديوهات الواقعة، تلاها غضب شعبر وبرلمانى فى إيران، وأعاد من جديد الجدل حول القانون الايرانى الذى يمنع النساء من حضور مباريات كرة القدم، ورغم المحاولات المتكررة بتعديل هذا القانون الذى مر على إقراره اكثر من 40 عاما، إلا أن تلك المحاولات اصطدمت بالمتشددين داخل البرلمان.
ورغم الاتفاق مع "الفيفا" وقيام المسئولين فى ايران ببيع التذاكر للسيدات إلا أن السلطات الإيرانية منعت "المشجعات" من الدخول إلى الملعب، وأمرت قوات الأمن بمهاجمة النساء برذاذ الفلفل لتفريقهن بعد أن تجمعن أمام إحدى بوابات الملعب في مدينة مشهد، شمال شرقي إيران.
و قال علي مطهري، النائب السابق لرئيس البرلمان الإيراني، وفقا لموقع إيران انترناشونال، : "إنه لمن الفشل للنظام الإيراني أن يبيعوا تذاكر مباراة إيران ولبنان في "مشهد" للسيدات ثم يمنعونهن من الدخول ويهاجمونهن برذاذ الفلفل، نلقي باللوم على طالبان في معاملة النساء في حين نقوم بتقليد سلوكهم!".
كما قال عضو لجنة رئاسة اتحاد كرة القدم الإيراني، مهرداد سراجي، في تغريدة له على "تويتر": "تصلنا أخبار سيئة من جانب الاتحاد الدولي لكرة القدم (FIFA)، والاتحاد الأسيوي لكرة القدم (AFC)"، مطالبا نواب البرلمان بمتابعة حقيقية "للأحداث المرة في مشهد"، على حد تعبيره.
وقدم محسن داوري، محافظ مدينة مشهد، اعتذاره على "وقوع بعض الأحداث والضجة" دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل، وقال في هذا الخصوص: "نتابع وقوع بعض الأحداث وانتشار بعض الصور في العالم الافتراضي".
وعلى مستوى البرلمانيين صرح النائبان مجبتى توانكر وجلال رشيدي كوجي بأنهما سوف يطالبان وزيري الرياضة والداخلية أن يقدما توضيحا وتفسيرا لما جرى يوم أمس.
وقال النائب مجتبى توانكر في تغريدة له: "النساء قد قمن بشراء التذاكر لمشاهدة كرة القدم لكن نصيبهم كان رذاذ الفلفل".
ورددت النساء اللواتي وصلن إلى الملعب لمشاهدة المباراة، هتاف: "نحن محتجات". كما قامت النساء في مقابلات مع المواقع الإخبارية بعرض تذاكرهن، وأكدن أنهم حضرن أمام الملعب قبل ساعات من بدء المباراة.
ويفرض القانون الإيرانى حظر على تواجد السيدات في الملاعب منذ الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، إذ يعتبر بعض رجال الدين أنه يجب حمايتهن من الأجواء الذكورية.
ويضغط الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) منذ عدة سنوات كي تفتح إيران ملاعبها أمام السيدات، لكن طهران بدأت منذ العام 2019 السماح لأعداد محدودة من السيدات، وبمناسبات متقطعة، متابعة بعض المباريات.
وسُمح لنحو 3500 سيدة في أكتوبر 2019، بحضور استثنائي لمباراة على استاد أزادي في طهران خلال مباراة إيران وكمبوديا ضمن تصفيات مونديال 2022، وجلست مجموعة المشجعات الإيرانيات خلف مرمى المنتخب العراقي والرجال في جزء آخر من الملعب.
ويأتى تدخل الفيفا بعد وفاة المشجعة سحر خضياري التي أشعلت النار في نفسها أمام المحكمة خوفا من السجن لأنها أرادت مشاهدة مباراة.
فالشابة التي كانت تعرف باسم "الفتاة الزرقاء" تيمنا بألوان نادي الاستقلال الذي كانت تشجعه، حاولت دخول الملعب وهي متنكرة في زي شاب.
وأثارت وفاتها مشاعر الغضب ودعا كثيرون إلى منع إيران من المباريات الدولية ومقاطعة مبارياتها.
وفى أكتوبر الماضى قال الجنرال حسن كامرانيفر، الأمين العام للاتحاد الإيراني لكرة القدم، أنه أرسل مشروع قانون إلى مجلس الشورى، سيتم السماح بموجبه للمشجعات بحضور المباريات في حال إقراره، ويلغى القانون الايرانى الذى يحظر على النساء حضور مباريات وفعاليات كرة القدم في الملاعب.
ونقلت وكالة تسنيم عن الأمين العام للاتحاد "أرسل مشروع قانون من قبل الاتحاد الإيراني لكرة القدم إلى مجلس الشورى. في حال إقراره، سيتم السماح بحضور المشجعات"، إلا أن القانون لم يرى النور حتى الأن ولازال فى أدراج البرلمان الذي يسيطر عليه محافظون.