حالة من الجدل أثارها نجل الرئيس الأمريكي جو بايدن خلال الأشهر الماضية، بسبب اتهامات شبهات استغلال للنفوذ وتهرب ضريبى تصاعدت حدتها في أعقاب الحرب الأوكرانية وما روجت له روسيا بقيام نجل بايدن بتمويل المختبرات البيولوجية على الأراضى الأوكرانية.
الاتهامات الروسية وغيرها من الشكوك أصبحت الأن أمام الكونجرس يجرى التحقيق فيها، خاصة بعد حصول جهات التحقيق الفيدرالية على جهاز حاسوب خاص بـ"هانتر" نجل بايدن، يحتوى على محتويات فاضحة كما وصفها أحد أعضاء الكونجرس، فيما أكدت الصحافة الأمريكية أن الاتهامات الروسية ربما تكون حقيقية.
وخلال الساعات الماضية كشف عضو مجلس النواب الأمريكي، داريل عيسى، إن الكونجرس يدرس محتويات فاضحة لحاسوب نجل الرئيس الأمريكي بايدن، والذى وقع في أيدى جهات التحقيق الفيدرالي بمحض الصدفة، حيث تعود هذه القضية إلى أبريل 2019 عندما ترك هانتر بايدن لاتوب خاص به ونسيه في ورشة إصلاح في مدينة ديلاوير.
وأوضح التقرير أن صاحب الورشة، بعد أن فشل عدة مرات في التواصل مع هانتر بايدن، سلم الحاسوب إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، عندما علم بفتح تحقيق ضد نجل جو بايدن بشبهة التهرب الضريبي.
وأوضح النائب الأمريكي عيسى في مقابلة مع قناة فوكس نيوز : "نحتاج إلى تتبع هذا على طول الطريق، لدينا جهاز كمبيوتر محمول، وهذا الكمبيوتر المحمول هو كنز دفين، اتصال مباشر بين الرئيس ونجله، والغوص العميق في مدى مرضه وضعفه بسبب إدمانه على المخدرات".
وبين البيانات الأخرى، التي عثر عليها في هذا الحاسوب، وفقا للتقرير، على كميات كبيرة من رسائل إلكترونية وصور ووثائق مالية تبادلها هانتر مع عائلته وشركائه، وهي تسلط الضوء على كيفية استخدام نجل جو بايدن نفوذه السياسي في ممارسة أعمال في دول أخرى، وخصوصا أوكرانيا والصين.
وأقرت صحيفة “نيويورك تايمز”، نقلا عن أشخاص مطلعين مع التحقيق الفيدرالي مع هانتر بايدن، أن المدعين يفحصون مراسلات بينه وعدد من شركائه السابقين بشأن أنشطة شركة “بوريسما” الأوكرانية العاملة في مجال الطاقة (وكان هانتر عضوا في مجلس إدارتها) ومشاريع أخرى في الصين وكازاخستان.
وتدور الشكوك حول التعاملات التجارية الخاصة بنجل الرئيس الأمريكى جو بايدن منذ عدة سنوات، إلا أنها تصاعدت خلال الانتخابات الرئاسية الماضية، وجاءت الحرب الروسية الأوكرانية لتؤجج الأمور من جديد، حيث قال رئيس مجلس الدوما الروسي، فياتشيسلاف فولودين، إنّ شرحاً يتوجب على الرئيس الأمريكى جو بايدن تقديمه بشأن مشاركة ابنه هانتر في أعمال المختبرات البيولوجية في أوكرانيا.
وقال إن "الأمر يتعلق بالرئيس الأمريكى جو بايدن، الذي قام صندوق استثمار بقيادة ابنه، هانتر بايدن، بتمويل الأبحاث وتنفيذ البرنامج العسكري البيولوجي الأمريكى هناك. ومن الواضح أن جو بايدن، كان على علم بهذه الأنشطة".
ووفقاً له، فإن الرئيس الأمريكى الآن "ملزم بأن يشرح للمجتمع الدولي الحقائق التي تم اكتشافها خلال العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، بشأن أنشطة المعامل البيولوجية، وعلى الكونجرس الأمريكي أن يبدأ تحقيقه الخاص".
يأتي ذلك، بعد أن أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن تمويل الأنشطة البيولوجية العسكرية الأمريكية في أوكرانيا مرتبط بالصندوق الاستثماري لابن بايدن، هانتر.
وأشار قائد قوات الدفاع الإشعاعي والكيميائي والبيولوجي في الجيش الروسي، إيجور كيريلوف، إلى "تورط هياكل مقربة من الإدارة الأمريكية الحالية في الأنشطة المذكورة، بما في ذلك صندوق Rosemont Seneca الاستثماري، والذي يقوده هانتر بايدن".
وحمّل كيريلوف الولايات المتحدة وحلفاءها أيضاً المسؤولية عن نقل ما لا يقل عن 16 ألف عينة بيولوجية إلى خارج حدود أوكرانيا، بما في ذلك عينات تم أخذها في مدن لفيف وأوديسا وخاركوف وكييف من أربعة آلاف جندي لفحص الأجسام المضادة لفيروسات هانتا، ومن 400 جندي آخرين لفحص الأجسام المضادة لحمى القرم - الكونغو النزفية.
وفى نهاية مارس الماضى أكدت الصحف الأمريكية ما روجت له روسيا، حيث ذكرت صحيفة «نيويورك بوست» الأمريكية أنها حصلت على وثائق من جهاز كمبيوتر نجل بايدن في عام 2020 تؤكد ما قالته روسيا بشأن اتهام هانتر بايدن، بالمساعدة في تمويل برنامج أوكرانيا المزعوم لتطوير أسلحة بيولوجية.
ويتعلق الأمر بحسب الصحيفة الأمريكية بسلسلة من رسائل البريد الإلكتروني لهانتر بايدن تكشف أنه لعب دورًا رئيسيًا في مساعدة شركة دفاعية في كاليفورنيا على تطوير أسلحة بيولوجية في أوكرانيا، كذلك أعلنت «ديلي ميل» أنها حصلت على وثائق تؤكد جزئيا صحة الاتهامات الروسية لهانتر بايدن نجل الرئيس الأمريكي جو بايدن بضلوعه في تمويل المختبرات البيولوجية في أوكرانيا.
وأيا كانت صحة ما يٌقال عن نجل الرئيس الأمريكي ومدى حقيقة الاتهامات التي تحقق فيها الجهات الفيدرالية، إلا أنها سيكون لها نتائج سلبية ستلحق بإدارة بايدن لتضاف إلى الأزمات التي تلاحق الرئيس الأمريكي منذ دخوله البيت الأبيض.