يواجه قطاع السياحة في مصر منعطف خطيرًا في ظل الأزمات التي يشهدها العالم، فبعد أشهر قليلة من انخفاض حدة "كورونا"، بدأت عواصف الحرب الأوكرانية الروسية تلقي بظلالها على السياحة في مصر، رغم الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة للنهوض بهذا القطاع.
خطة ترويجية
وفي هذا الصدد طالب عدد من النواب، بخطط عاجلة وفعالة، للتكيف مع التغيرات العالمية الجارية، حيث طالب النائب محمد البنا، عضو مجلس الشيوخ، الحكومة بخطة ترويجية للسياحة في مصر، كونها واحدة من أهم أسباب النشاط التجاري، وزيادة معدلات النمو الاقتصادي.
وأوضح عضو مجلس الشيوخ، في تصريح خاص، أن الدولة المصرية القيادة السياسية تولي اهتماما كبيرة بملف السياحة وخصوصا بعد الأزمات العالمية التى تأثرت بها مصر والدول الآخرى، موضحًا أن مصر تمتلك ثلث آثار العالم بالإضافة إلي الأماكن السياحية المتميزة ويجب وضع خطة ترويجية ضخمة للسياحة المصرية لجذب أفواج ضخمة لمصر خلال الفترة المقبلة.
تطوير مهارات العاملين
كما أكد النائب محمد البنا، عضو مجلس الشيوخ، على أهمية التدريب وتطوير مهارات العاملين في المنشآت السياحية، لأنهم العنصر الأهم في المنظومة، محذرًا من أن الموارد البشرية تزداد سوءًا يوما بعد يوم، وذلك ناتج عن عدم تخريج دفعات قابلة للتعليم أو التدريب بالشركات السياحية أو غيرها، إلى جانب قصور مراكز التدريب الموجودة وعدم كفاءة التدريب في بعض المنشآت بالقدر الذي يتواءم مع نوع الخدمة المطلوب تقديمها.
وأشار إلى أن هناك انخفاضا كبيرا في المستوى والوعى الثقافى بين عدد كبير من العاملين الجدد في قطاع الفنادق، ما يؤثر في سلوكهم وعدم تفهمهم لطبيعة السائح متلقى الخدمة وأسلوب التعامل معه.
السياحة الدينية
وفي هذا الصدد أكد النائب إبراهيم نظير، عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، على أهمية مشروع مسار العائلة المقدسة، مؤكدًا أنه سوف يحدث انتعاشة ضخمة بقطاع السياحة وتحديدا السياحة الدينية.
وقال النائب البرلماني إبراهيم نظير، في تصريح خاص، إن هذا الملف من المتوقع أن يكون مقصد ديني لجميع الأقباط حول العالم، مشددًا علي ضرورة فتح أسواق جديدة في السياحة المصرية والتركيز علي جذب مختلف الجنسيات حول العالم فالتنوع السياحي أصبح مطلوب وخصوصا في هذه الفترة بعد أزمة روسيا واوكرانية.
زيادة الحركة الجوية
بدوره طالب النائب خالد أبو الوفا، عضو مجلس الشيوخ، بجذب مزيد من الحركة الجوية والسياحية من الأسواق الخارجية إلى مصر من خلال اّليات تحفيز الطيران وربط المنتجعات السياحية الساحلية بالمناطق الأثرية بطول وادي النيل بهدف ربط السياحة الثقافية بالسياحة الشاطئية.
وقال عضو مجلس الشيوخ، في تصريح خاص، إنه يجب دعم خطة الدولة في تنشيط حركة السياحة والسفر وإطلاق المبادرات المشتركة ، والتي تساهم في تحفيز حركة السياحة الدولية والداخلية خاصة في ظل الظروف الراهنة التي يشهدها القطاعين على المستوى العالمي.
وأشار النائب خالد أبو الوفا، إلى أن ربط المقاصد السياحية المصرية ببعضها البعض سيعمل على خلق منتجا سياحيا متكاملا يجمع بين منتج السياحة الثقافية والسياحة الشاطئية والترفيهية، بما يعد مطلبا أساسيا من جانب منظمى الرحلات العالمية إلى مصر لكى يستطيع السائح التعرف على الحضارة المصرية العريقة، وفى الوقت نفسه الاستمتاع بأجواء مصر والمناظر الطبيعية الخلابة وكذلك الأنشطة البحرية بما يزيد من القدرة التنافسية للمنتج السياحي المصري، ما يأتي في إطار استراتيجية وزارة السياحة والآثار للتنمية المستدامة 2030.
برنامج قومى لرفع مستوى الوعى الشعبي
وطالب النائب ياسر نصر الهواري، عضو مجلس النواب، بتوسيع قاعدة العاملين المدربين المؤهلين في القطاع السياحى، ورفع الوعي الشعبي، كون قطاع السياحة أحد أهم مصادر الدخل القومى في مصر، محذرًا من التعامل العشوائي مع السائحين.
وقال عضو مجلس النواب، إنه من غير المعقول أن يكون مستوى الوعى الشعبى بأهمية السياحة بهذا التواضع، مشيرًا إلى سلوك البعض مع السائحين في شوارع مصر، أو في الأماكن الأثرية.
وشدد على ضرورة رفع مستوى الوعى الشعبى العام بأهمية السياحة لأنه يعتبر من أهم أسباب النجاح في أي بلد سياحى منافس، ويتأتى ذلك بنسبة كبيرة من خلال تكاتف الأجهزة الحكومية كوزارات الإعلام والثقافة والتعليم مع وزارة السياحة في وضع وتنفيذ برنامج قومى لرفع مستوى وعى الشعب بالسياحة.