كشف عدد من الحقوقيين والسياسيين عن أولوياتهم من الحوار الوطنى الذى دعا إليه الرئيس عبد الفتاح السيسى لإجراء حوار وطنى يشمل كل الأطياف السياسية، مؤكدين أن الدعوة للحوار الوطنى جاءت لتؤكد أن الدولة المصرية عازمة على المضي قدما نحو مشاركة أكثر فعالية لكل القوى والتيارات في بناء الجمهورية الجديدة.
في البداية، قالت مشيرة خطاب رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، إن دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى للحوار الوطنى توفر أهم الأسس لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان وتفتح المجال أمام بناء ثقافة داعمة لحقوق الإنسان وخاصة حقوق الفئات الأقل حظا، مضيفة أنه الأمر الذى يرسى أقوى دعائم الجمهورية الجديدة التي تحترم حقوق بناتها أو أبنائها دون أي تمييز بسبب الجنس أو الدين أو السن أو الإعاقة أو الموقع الجغرافى أو المركز الاجتماعى.
وأضاف عبد المنعم الجمل، نائب رئيس اتحاد العمال، أنه يتمنى أن يكون الحوار الوطنى آلية دائمة ومستمرة، موضحا أنه من الضروري ألا يتوقف الحوار الوطني عند الموضوعات السياسية فقط ولكن يتناول كافة الملفات وأنه لابد من التوصل لنتائج يتوافق عليها كافة أطراف الحوار الوطنى حول الموضوعات المطروحة.
وأشار حسن أبو طالب مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الى أن ما نحتاجه بالفعل الآن هو حوار مختلف يناقش جميع التحديات والقضايا برؤى وأفكار مختلفة، انطلاقا من التأكيد أن الدولة القوية هي التي تؤمن بتعدد الآراء وتنوعها وتتحمل الاختلاف وتعتبره مصدر قوة ونقطة إيجابية لخلق مناخ صحى وحلول واقعية لتحدياتنا.
وتابع حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة:" الافراج عن جميع معتقلى الرأي والسجناء السياسيين خطوة صحيحة وحقيقية يمكن أن تؤكد صدق الدعوة الى حوار وطنى شامل لا يستثنى أحدا"، معربا عن أمله أن لا تكون الدعوة الى الحوار مجرد عملية لتعزيز العلاقات العامة.
ولفت الدكتور القس أندرية زكى رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، الى أن قرارات الرئيس السيسي تتضمن رؤية عميقة وصادقة ومخلصة للعمل العام بأنواعه الحزبي والسياسي والمدنى، مضيفا أن ما حققته القيادة السياسية في استقرار المجال العام يشجع على تواجد أكبر للقطاع الخاص ويحفز المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وأوضح أن القدرة على إدارة التنوع إحدى ظواهر صحة بنيان الدولة المصرية وتؤسس لحوار وطني سياسى مبدع، مثمنا قرار الرئيس في استكمال تنفيذ خطة الحماية الاجتماعية للتحالف الوطنى للعمل الأهلي والتنموي حتى نهاية العام الجاري و الذى تشارك فيه الهيئة القبطية الانجيلية مع 22 جمعية ومؤسسة أهلية بالإضافة الى الاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الاهلية والتي تعمل في مختلف مجالات التنمية الخدمية والصحية والتوعوية والتعليمية والعمرانية وغيرها.
ودعا جورج إسحاق عضو المجلس القومى لحقوق الانسان، إلى اتخاذ خطوات تنفيذية لترجمة كلام الرئيس لواقع على الأرض حتى نتحرك للأمام والعمل على أن يكون هذا الحوار فاعلا وليس شكليا.
وأردف الدكتور مصطفى الفقى رئيس مكتبة الإسكندرية :"خطاب الرئيس السيسى في حفل إفطار الأسرة المصرية انفتاحي يبشر بمرحلة سياسية مقبلة تسمو بالمصالح العليا، وأكد أن وجود حمدين صباحى ورموز المعارضة قد أكملت مأدبة الأسرة المصرية".
وذكر طارق العوضى عضو لجنة العفو الرئاسي أن سقف التوقعات ومعدل الأمل ارتفعوا بين المواطنين بعد دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى الى حوار وطنى لكل أوان الطيف السياسى المصرى.
من جانبه، قال ضياء رشوان نقيب الصحفيين، المنسق العام للحوار الوطنى، إنه منذ أن أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي الدعوة للحوار الوطني في إفطار الأسرة المصرية، حجم الاستجابات للدعوة فاق ما يمكن تصوره حتى القائمين على تنظيم الحوار، مؤكدا أن هذه المعلومات ليست على سبيل الدعايا وإنما معلومات مؤكدة.
وأضاف ضياء رشوان "قلنا ملاحظة ونكررها مرة أخرى أنه منذ ثورة يوليو، تمت الدعوة لـ 5 حوارات على المستوى الوطني، وكان كل منها على مستوى محدد، وعلى سبيل المثال الرئيس السادات طرح ورقة أكتوبر، وكان الهدف منها تحويل النظام السياسي من الحزب الواحد إلى نظام حزبي، وكان هناك مقاطعات، وانتهى بأنه في عام 1976 أصبح هناك منابر في مصر وهي كانت نواة التعدد الحزبي".
وتابع: "الحوار الوطني الذي أطلقه الرئيس السيسي، يتضمن حوار سياسي شامل حول أولويات العمل الوطني، لم يحدد فيه هدف، وهو ما يتم التحاور حوله الآن، نحن نجلس هنا والوطن يتسع للجميع، وكما قال الرئيس الخلاف في الرأي لا يفسد للوطن قضية، وما سيتم التحدث فيه أولويات العمل الوطني، على كل المحاور والأصعدة، المحور الاقتصادي والسياسي والاجتماعي وأولويات أخرى في قضايا متنوعة".
وأردف: "الحوار يستهدف أن يسمع كل من لديه رؤية أو رأي مختلف مع آخر سواء في الحكم أو خارج الحكم في المعارضة أن نسمع بعضنا، ونرى الأراء في كل المحاور مدعمة بحجة، ونسمع نقد أو رؤية أخرى من آخر لديه مقومات أخرى على النقد، وبالتالي يكون في كل أولوية تدار بتلك الطريقة، ويتم ذلك من خلال نقطة وسط، وسيكون هناك توافق أراء واحترام لخبرات ولوجود عدد أكبر من الناس متفق على أمر ما، في كل أولويات العمل الوطني سيتم هذا الأمر، والهدف العام للحوار خلق تلك الحالة، أن نسمع بعضنا، وهو ما أكد عليه الرئيس السيسي، ومن يستثنى من هذا الحوار، من تلوثت يده بالدم أو المحرض أو الشريك، وهو ما ينص عليه قانون العقوبات المصري، فلا مجال لمشاركة هؤلاء في الحوار الوطني، غير ذلك الكل مدعو والكل استجاب".
وذكر ضياء رشوان "لا يوجد قوة سياسية مصرية واحدة حزبية أو سياسية رفض هذه الدعوة، كله وافق وبعضهم طلب ضمانات، ولكن لم يرفض أحد تلك الدعوة، ولا يزال يجرى التحاور حول تلك الضمانات، وتم التوصل إلى ما يرضى من سيشارك في الحوار".
يذكر أن الأكاديمية الوطنية للتدريب قد اتخذت العديد من الإجراءات بعد تكليف الرئيس عبد الفتاح السيسى لإدارة المؤتمر الوطنى للشباب، و"الذى يتم تنظيمه تحت مظلة الأكاديمية الوطنية"، بإطلاق الحوار الوطنى بين مختلف القوى السياسية والمدنية، حيث عملت الأكاديمية على تكوين فرق عمل لإدارة وتنسيق العمل خلال فاعليات الحوار الوطنى، وإطلاق رابط عبر الموقع الالكترونى للمؤتمر الوطنى للشباب لتلقى المقترحات بشأن الحوار.
كما خاطبت الأكاديمية الوطنية للتدريب مختلف القوى السياسية والمدنية ودعوتهم للمشاركة في الحوار الوطنى وإرسال رؤيتهم لآليات وأجندة العمل لإدارة الحوار للخروج باستراتيجية أولويات عمل الدولة المصرية.
وعن آليات المشاركة في الحوار الوطنى، وجهت الأكاديمية الوطنية للتدريب دعوات للأحزاب والنقابات والاتحادات والشخصيات العامة ومختلف الجهات و التي جاءت أكثر من 400 دعوة، كما أطلقت استمارة لتسجيل الرغبات والمقترحات عبر الموقع الالكترونى للمؤتمر الوطنى للشباب و بلغ عدد الاستمارات 69530 استمارة حتى الآن.
وتم تشكيل وتكوين فرق عمل لتنظيم وتنسيق العمل بفاعليات الحوار الوطنى، ومن بين فرق العمل فريق العلاقات العامة والاتصال والذى يختص بإعداد قوائم حصر القوى السياسية والمدنية وتوجيه الدعوات للقوى للمشاركة في الحوار الوطنى والاتصال مع المشاركين في الحوار الوطنى ومتابعة المكاتبات والاتصالات، وكذلك فريق اللوجستيات و الذى يختص بتنظيم الفاعليات وورش العمل خلال الحوار الوطنى وتحضير وتجهيز الاحتياجات اللوجستية وتجهيز وتحضير القاعات وأماكن انعقاد جلسات وفاعليات الحوار الوطنى، وكذلك فريق المحتوى المختص باستلام وتنسيق مقترحات ورؤى القوى المشاركة وكتابة محاضر اجتماعات وجلسات وفاعليات الحوار الوطنى وإعداد تقرير سير العمل بها وصياغة وكتابة أوراق السياسات وأجندة العمل المتفق عليها.
ومن بين فرق العمل أيضا، فريق الإعلام الذى يختص بمتابعة ورصد ردود الأفعال على فاعليات الحوار الوطنى وصياغة ونشر البيانات الإعلامية والتغطية الإعلامية لفاعليات الحوار الوطنى المختلفة، ووجهت الدعوة لممثلى المجتمع المصرى بكافة فئاته ومؤسساته بأكبر عدد ممكن لتوسيع قاعدة المشاركة وذلك لضمان تمثيل جميع الفئات في الحوار المجتمعى وتحقيق الزخم الحقيقى والمصداقية حول الحوار الوطنى، ومن الفئات المستهدفة: الأحزاب السياسية "مؤيد- وسط- معارض"، والمجتمع المدنى و الجمعيات الأهلية و النخبة السياسية والفكرية و الصحفيين والإعلاميين و الفنانين والمثقفين و مجلسى النواب والشيوخ، واتحاد الصناعات واتحاد الغرف التجارية وجمعيات رجال الأعمال و القوى الطبيعية "شيوخ وعواقل المحافظات الحدودية – الصعيد- النوبة"، والمجالس القومية المتخصصة لحقوق الإنسان والمرأة والطفل و ممثلي الأزهر والكنيسة و الشخصيات الحقوقية والمعارضة والنقابات والمراكز البحثية والجامعات واتحادات الطلبة وأصحاب المعاشات وعمال وفلاحين والشباب والمجلس الأعلى لتنظيم الاعلام و الهيئة الوطنية للصحافة.