الجمعة، 22 نوفمبر 2024 12:07 م

"بوريس جونسون ليس الأخير".. قادة أوروبا يتساقطون أمام أزمة الطاقة.. استقالة الحكومة الإيطالية تحت تصرف الرئيس.. ومنصب المستشار الألمانى فى خطر.. ومظاهرات بهولندا والمجر تطالب برحيل الحكومات

"بوريس جونسون ليس الأخير".. قادة أوروبا يتساقطون أمام أزمة الطاقة.. استقالة الحكومة الإيطالية تحت تصرف الرئيس.. ومنصب المستشار الألمانى فى خطر.. ومظاهرات بهولندا والمجر تطالب برحيل الحكومات بوريس جونسون رئيس الحكومة البريطانية المستقيل
الأربعاء، 20 يوليو 2022 12:00 ص
كتبت آمال رسلان

"تضخم .. وأزمة طاقة" شبحان يطاردان قادة أوروبا ورؤساء الحكومات خلال الأونة الأخيرة، فمنذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية وتصاعد حدة العقوبات الغربية ضد موسكو ورد الأخيرة بقطع إمدادات الطاقة عن القارة، بدأت دول أوروبا في دفع الثمن مبكرا، وفى ظل الضغط الشعبى بسبب ارتفاع أسعار مشتقات الطاقة والسلع الغذائية وما تبعها من سوء الأحوال المعيشية بدأت أوراق الحكومات تتساقط واحدة تلو الأخرى.

ويقول خبراء دوليين في مجال الطاقة، إن القارة الأوروبية تتأهب حالياً لأكبر أزمة تتعرض لها عبر تاريخها بسبب قطع روسيا لإمدادات الغاز والنفط عنها، ولاسيما أن الدول الأوروبية تعتمد على روسيا بنسبة تصل إلى 40% في توفير احتياجاتها من الطاقة، مما جعل الواردات الروسية تمثل شريان حياة بالنسبة لدول أوروبا.

وقالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، إن تلك الأوضاع أثارت قلق ومخاوف قادة الدول الأوربية ولاسيما في ظل الارتفاع الجنوني في أسعار الطاقة عالمياً، مما دفع العديد من الدول إلى اللجوء إلى خطط طوارئ لمواجهة الأزمة الحالية.

وفى ظل تصاعد تلك الأزمات يخشى قادة أوروبا من عدم صمودهم طويلا، خاصة بعد أن سقطت أول ورقة من القادة الأوربيين باستقالة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، والذى يعتبره المراقبون الأول في قائمة طويلة ربما تغادر السلطة خلال العام الجارى بأوروبا.

وما يؤكد هذا التحليل هو الأزمة التي واجهها رئيس الحكومة الإيطالية ماريو دراجى عقب أيام قليلة من استقالة جونسون، حيث قدم دراجي استقالته للرئيس بعد أن رفض أحد أحزاب ائتلافه الواسع، دعم الحكومة في تصويت برلماني على الثقة بشأن مجموعة من الإجراءات التي تهدف إلى التخفيف من غلاء المعيشة للعائلات والشركات، لكنه قال إنه بدون الدعم الكامل من جميع شركائه، لا يمكن لحكومة الوحدة الوطنية أن تستمر.

ورغم أن الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا رفض استقالته، وطلب منه مخاطبة البرلمان الأسبوع المقبل، على أمل أن يتوصل إلى إجماع لتفادي إجراء انتخابات مبكرة في وقت يشهد اضطرابات دولية وتوترات اقتصادية، إلا أن مصدر في مكتب رئيس الوزراء الإيطالي قال إن دراجي لن يرضخ لأي "إنذار" وإنه مصمم على الاستقالة، لكنه واجه ضغوطًا لتغيير رأيه وسط تحذيرات من أن إيطاليا تخاطر بخسارة مليارات اليورو في أموال الاتحاد الأوروبي للتعافي بعد الوباء وستكافح لاحتواء ارتفاع تكاليف الطاقة دون وجود حكومة تعمل بكامل طاقتها.

ومن بريطانيا وإيطاليا إلى العاصمة الألمانية برلين التي تشهد هى الأخرى أزمات مشابهة، حيث أشارت صحيفة "تيليجراف" إلى أن المستشار الألماني أولاف شولتس يخاطر بفقدان منصبه الحالي إن لم "يستسلم" أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين"، مشيرة إلى أن ألمانيا تعاني أزمة حادة بسبب نقص موارد الطاقة، وهو مجال تعتمد برلين فيه كثيراً على الجانب الروسي.

ووفقا للصحيفة، يٌلقي ثلثا الناخبين اللوم على أولاف شولتس لفشله في ضمان أمن الطاقة، كما أنه لم يكن حازماً بما يكفي في مجال السياسة الخارجية.

فيما تواجه الحكومة الفرنسية الوليدة أزمة كبيرة داخل البلاد خاصة بعد خسارة الرئيس الفرنسي الأغلبية البرلمانية والتي كان من الممكن أن تدعم حكومته أمام البرلمان، وفى أول أسبوع عمل لها نجت الحكومة برئاسة إليزابيث بورن، الاثنين الماضي، من أول تصويت لسحب الثقة في البرلمان برعاية المعارضة اليسارية المتشددة، إلا أن المراقبون يرون أنها لن تنجو في ظل أزمة الطاقة والتضخم.

وإذا كان هذا حال أعتى الاقتصاديات الأوروبية فالوضع في الدول الأوروبية الأخرى يزداد سوءا يوما بعد يوم، خاصة مع اندلاع مظاهرات في دول متفرقة اعتراضا على تصرفات الحكومات تجاه الأزمات الراهنة، في حين طالبت بعض التظاهرات برحيل الحكومة، في مقدمتها هولندا التي شهدت مظاهرات حاشدة قادها المزارعون الهولنديون اعتراضا على قرارات حكومية بتخفيض استخدام الطاقة مما سيؤثر على إنتاجهم الحيوانى.

يأتي هذا في الوقت الذى تسببت فيه التغييرات التي أدخلها البرلمان المجرى على قانون الضرائب بالبلاد في موجة غضب عقبها تظاهرات أغلقت أحد الطرق الرئيسية فى العاصمة بودابست وتوقف حركة المرور.

وشارك في أحدث سلسلة من الاحتجاجات ضد التغييرات الأخيرة فى قانون الضرائب بالبلاد، والتي استمرت لمدة أسبوع تقريبا، بشكل كبير عدد من العاملين في مجال توصيل الطعام الذين يستقلون دراجات هوائية وبخارية أدت إلى توقف حركة المرور في كلا الاتجاهين على أحد الجسور الرئيسية في العاصمة (بودابست) على نهر الدانوب.

وذكرت شبكة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية، أن العديد من المتظاهرين هم من رواد الأعمال المستقلين الذين تأثروا بالتغييرات التشريعية التي أقرها البرلمان المجري الأسبوع الماضي، والتي يعتقدون أنها ستؤدي إلى زيادات ضريبية كبيرة أو فقدان العمل.

كل تلك الأحداث المتتالية ولم يأت الشتاء بعد، فكيف سيكون الوضع مع أسوأ أزمة طاقة واجهت القارة الأوروبية، حيث يرجح المراقبون أن استمرار الأوضاع على ما هى عليه سيؤدى إلى تساقط الحكومات الأوروبية واحدة تلو الأخرى.


print