إجازة الأبوة - صورة أرشيفية
رغم أن رعاية المولود الجديد مسئولية الأم بالدرجة الأولى، إلا أن بعض دول أوروبا وآسيا اعتبرت أن الأب بصفته جزءا هاما من العائلة يقع على عاتقه مسئولية رعاية المولود بالشراكة مع الأم، ومن هذا المنطلق سنت قوانين تمنحه إجازات "أبوة".
وطوال السنوات الماضية كانت تلك الخطوة بعيدة عن الدول العربية التى خصت الأم حصريا فى تشريعاتها بـ"إجازة الوضع" التى تختلف مدتها من دولة إلى أخرى، حتى الأسبوع الجارى، حيث انضمت المغرب إلى الدول التى تشرع إجازة الأبوة فى قوانينها.
وأقر مجلس النواب المغربى (الغرفة الأولى للبرلمان) بالإجماع، عطلة للآباء العاملين فى القطاع العام بالمملكة عند إنجاب الزوجة، مدتها 15 يوماً مدفوعة الأجر، وذلك فى خطوة غير مسبوقة بالدول العربية.
وأكدت الوزيرة المنتدبة لدى رئيس الحكومة المكلفة بالانتقال الرقمى وإصلاح الإدارة، غيثة مزور، لدى تقديمها لمشروع القانون الذى يتعلق بالنظام الأساسى العام للوظيفة العمومية، أن هذه الخطوة "تندرج فى إطار السعى إلى تعزيز حقوق الموظفين رجالاً ونساء، وتمكينهم من التوفيق بين حياتهم المهنية وحياتهم الخاصة، وكذلك انسجاماً مع مبدأ المسئولية المشتركة الذى تقوم عليه الأسرة المغربية".
وبموجب مشروع القانون، فإن الموظف الرجل، الذى ولد له طفل، سيتمكن من الاستفادة من رخصة عن الأبوة مدتها 15 يوماً متصلة ومؤدى عنها.
وتعتبر خطوة المغرب جديدة على الدول العربية، حيث تقتصر إجازة الأبوة فى بعض الدول من 3 أيام ليوم واحد فقط، من أبرزها المملكة العربية السعودية والتى تمنح هذه العطلة وفقًا للمادة 153 من اللائحة التنفيذية للموارد البشرية السعودية.
وتمنح تلك المادة الموظف السعودى حق الإجازة مدفوعة الأجر كاملا، حين ولادة مولود جديد له، وذلك خلال أسبوع من تاريخ الولادة، كذلك دولة الإمارات العربية المتحدة، فطبقًا لقانون العمل الاتحادى لدولة الإمارات، يحق للرجل الحصول على عطلة أبوة لمدة 3 أيام، بشرط أن يولد الطفل داخل الدولة.
وهناك بعض الدول العربية التى تقر عطلة الأبوة لمدة 3 أيام أيضًا، ومنها: الأردن وفلسطين ولبنان وقطر والأردن. كما تمنح عدد من الدول يومًا واحدًا، وهي: مصر والبحرين وقطر.
مصطلح إجازة الأبوة بدأ فى الانتشار بشكل كبير فى دول آسيا وأوروبا، بعد أن أظهرت عدد من الدراسات العلمية أهمية مشاركة الأب فى رعاية الأطفال، حيث أكدت دراسة فى السويد أن الآباء الذين أخذوا إجازة أبوة أطول، كانوا أكثر مشاركة فى رعاية أطفالهم حتى سن 12 عاماً، وبات الاعتماد عليهم قوياً فى إدارة حياة الطفل بفترة المراهقة، وتقويم سلوكه.
وأوروبيًا تعتبر السويد فى شمال أوروبا أكثر دول العالم التى قدمت مزايا للأب، حيث أصدرت السويد قانوناً، اعتبر الأكثر سخاء فى العالم، حيث يمكن للأب التمتع بـ"إجازة أبوة" تصل مدتها إلى عام ونصف، ومقابل كل شهر إجازة يأخذها الأب لرعاية الطفل، يمكن أن يزيد الراتب السنوى للأم بنسبة 7% تقريباً.
وقد كانت الدول الاسكندنافية التى تضم الدنمارك، والنرويج، والسويد، وفنلندا وأيسلندا سباقة فى إصدار قوانين تنظم "إجازة الأبوة"، ففى أيسلندا من حق الأب إجازة ثلاثة أشهر، والنرويج تمنحه 10 أسابيع، وأطلقت فنلندا خطة حوافز أطلقت عليها "منحة المولود"، التى تمنح بموجبها لكل ساكن 10 آلاف يورو عن كل مولود جديد، وتطور القانون ليحصل الآباء على إجازة مشتركة مع الأمهات مع دفع 70% من الراتب.
أما ألمانيا، فتحفز الآباء على اختيار إجازة الأبوة، ليس مع استمرار الراتب فقط، ولكن من خلال دفع مكافأة لجميع أفراد الأسرة، كما أقرت فرنسا فى 2020 مضاعفة إجازة الأبوّة لتصبح 28 يوما، بعد أن كانت 11 يوما فقط، تضاف إلى الأيام الثلاثة الممنوحة عادة كإجازة ولادة.
وفى بريطانيا منحت التشريعات الآباء 10 أيام، و37 أسبوعاً يتشارك بها الوالدان مدفوعة الأجر، كما تحركت سويسرا فى نفس الاتجاه ووافق البرلمان على «إجازة أبوة» لمدة أسبوعين، كما أقر البرلمان الإسبانى تمديد إجازة الأبوة المدفوعة من 13 يوما إلى 16 أسبوعا لتكون مماثلة لتلك التى تحصل عليها الأم.
وفى آسيا سجلت اليابان أعلى نسبة بخصوص إجازة الأبوة فى تقرير لليونيسيف، مع إجازة مدفوعة الأجر مدتها 30 أسبوعًا، تليها كوريا الجنوبية بـ17 أسبوعًا.
