الثلاثاء، 26 نوفمبر 2024 11:01 ص

زيارة أم إعلان حرب؟.. رئيسة الكونجرس تستفز الصين وتعتزم زيارة تايوان.. بكين تراها "استفزاز".. وتهدد واشنطن: سنتخذ إجراءات قوية لحماية سيادة أراضينا.. الزيارة تُثير انقساما في الداخل الأمريكي

زيارة أم إعلان حرب؟.. رئيسة الكونجرس تستفز الصين وتعتزم زيارة تايوان.. بكين تراها "استفزاز".. وتهدد واشنطن: سنتخذ إجراءات قوية لحماية سيادة أراضينا.. الزيارة تُثير انقساما في الداخل الأمريكي نانسى بيلوسى رئيسة الكونجرس
الجمعة، 29 يوليو 2022 12:00 ص
كتبت آمال رسلان

"زيارة.. أم إعلان حرب".. سؤال شغل بال الأوساط العالمية على مدار الساعات الماضية، وأثار المزيد من المخاوف حول اندلاع حرب جديدة، ربما لن يكون بمقدور أحد السيطرة عليها هذه المرة، وذلك بعد أن أعلنت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسى بيلوسى عن عزمها زيارة تايوان خلال أغسطس، تلك الخطوة التي اعتبرتها الصين استفزازية لها وقد تجر أذيال الحرب العالمية الثالثة.

زيارة نانسى بيلوسى للجزيرة التي تخضع لحكم ذاتى في حين تعتبرها الصين جزء منها أثارت العديد من التساؤلات حول توقيتها وأهدافها، حيث تأتى في وقت يشهد العالم ما يكفى من تبعات الحرب الروسية الأوكرانية وأى توتر جديد مع الصين التي تدعم موسكو ستكون عواقبه وخيمة، ليس فقط على الدول الأطراف بل بشكل دولى.

وبشكل صريح وجهت الصين تهديدا صريحا لواشنطن في حال إجراء رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية، تشاو ليجيان، "إذا مضت الولايات المتحدة قدما في زيارة تايوان... فإن الجانب الأمريكى سيتحمل كل العواقب المترتبة على ذلك".

وقال إن زيارة رئيسة مجلس النواب إلى تايوان أن تمس بشكل خطير سيادة الصين وسلامة أراضيها، مؤكدا أن الولايات المتحدة ستتحمل عواقب ذلك، مشددا على أن الصين ستتخذ إجراءات قوية لحماية سيادتها وسلامة أراضيها، مؤكدا انه "إذا تم التعرض لمبدأ الصين الواحدة فستكون هناك أعاصير شرسة في مضيق تايوان".

تلك التطورات أثارت انقساما داخل الأوساط السياسية الأمريكية بين مؤيد ومعارض، فيما عبّر مسؤولون في البيت الأبيض والبنتاجون عن قلقهم من الزيارة التي تشكل "استفزازا لا داعي له"، وقد تمهد لأزمة واسعة بين البلدين، وأعلن رئيس الولايات المتّحدة جو بايدن، أنّ الزيارة التي تعتزم القيام بها رئيسة مجلس النواب ن إلى تايوان ليست فكرة جيدة بنظر الجيش الأمريكي، مضيفا إنّ "الجيش يعتقد أنها ليست فكرة جيدة، لكنّي لا أعرف أين نحن".

فيما قال مسؤولون أمريكيون إن وزارة الدفاع "البنتاغون" تقوم بإعداد خطط أمنية، تحسباً لأي حالة طوارئ قد تصاحب الزيارة المحتملة لرئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إلى تايوان.

وبصفتها رئيسة لمجلس النواب، فإنّ بيلوسي تُعتبر من أركان الدولة الأساسيين في الولايات المتحدة، وبالتالي فإنّ أيّ زيارة لها إلى تايوان ستثير حتماً غضب الصين التي تعتبر الجزيرة جزءاً لا يتجزّأ من أراضيها، والاستقلال بالنسبة لبكين هو خط أحمر، وكانت هناك زيارات للكونجرس الأمريكي مؤخرًا، ولكن إذا ذهبت بيلوسي إلى تايوان فستكون أبرز مسؤول أمريكي يزور البلاد منذ رئيس مجلس النواب آنذاك نيوت جينجريتش في عام 1997.

ونقلت صحيفة "فايننشال تايمز" عن مصادر مطلعة، قولهم إن نانسي بيلوسي ستترأس وفدا برلمانيا أمريكيا يزور تايوان في أغسطس المقبل، بعدما ألغت زيارة في أبريل بسبب "كوفيد 19"، فيما اعتبرت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية أن "زيارة بيلوسي ستكون خطوة استفزازية بشكل صارخ ضد الصين، وستثير توترا أكثر خطورة من أزمة مضيق تايوان في عام 1996، وستتسبب في انتكاسة كبيرة للعلاقات الصينية الأمريكية".

وقالت شبكة "سي إن إن" الإخبارية عن مسؤول أمريكى أن "الصين يمكن أن ترد على الزيارة أيضا من خلال تحليق طائرات مقاتلة إلى منطقة الدفاع الجوي التايوانية المعلنة من جانب واحد، مما قد يؤدي إلى رد من تايوان والولايات المتحدة".

وأرسلت الصين طائرات حربية إلى منطقة الدفاع الجوي التي أعلنتها تايوان عدة مرات في الأشهر الأخيرة، وهو عمل لا ينتهك أي قانون دولي، ولكنه عادة ما يؤدي إلى اتخاذ تايوان إجراءات دفاعية احترازية، بما في ذلك في بعض الأحيان الدفع بطائراتها المقاتلة.

وتأتي هذه الزيارة المحتملة في وقت حساس للغاية، حيث يحتفل الجيش الصيني بعيد تأسيسه في الأول من أغسطس، وعلى بعد أشهر فقط من اجتماع سياسي رئيسي حيث من المتوقع أن يسعى شي جين بينج إلى فترة ولاية ثالثة غير مسبوقة.

وتعتبر بكين أن تايوان جزءاً من أراضيها، وتقول إنها عازمة على "استعادة السيطرة ولو بالقوّة" على الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي، والبالغ عدد سكانها حوالى 23 مليون نسمة.

وحتى تتم الزيارة سيحبس العالم أنفاسه موجها أنظاره إلى تايوان، تلك الجزيرة التي قد تكون موقعة حرب جديدة بعد أوكرانيا.

 


print