تحظى الإسكندرية بمكانة خاصة في قلوب المصريين، فهي العاصمة الثانية وأحد أهم المقاصد الساحلية على مدار عقود ماضية، بجانب إنها تمتلك مقومات هامة تجعلها من أهم المحافظات على الخريطة السياحية، لكنها نتيجة تراكم الإهمال وانتشار ظاهرة المباني المخالفة والعشوائيات تغيرت ملامح "عروس البحر المتوسط" بمرور الوقت، واندثرت قيمتها التاريخية، على الرغم إنها تحوي على مجموعة كبيرة من المنشأت التراثية الهامة التي تشكل قيمة حضارية كبيرة.
تقدم عدد من أعضاء مجلس النواب، بمقترحات لتبني مشروع متكامل لتطوير تراث الإسكندرية وترميمه، حيث طالب النائب السيد جمعة، عضو لجنة الإدارة المحلية والنقل والإسكان بمجلس الشيوخ، بضرورة تبني هذا المشروع خطى مشروع القاهرة الخديوية والذي يستهدف إعادة الشيء لأصله من خلال قيامه على ٥ محاور وهم ترميم ما تلف من الواجهات على مر السنين، تطوير الشكل الحضاري وتنسيق الموقع من شوارع وميادين وحدائق وإزالة اللافتات والتعديات، إعادة توزيع وتغيير الاستعمالات الموجودة، المرور، وضبط الإدارة.
وحدد "جمعة"، ملامح هذا المشروع الذي يستهدف بالمقام الأول استعادة مكانة المدينة السياحية لتكون منطقة جاذبة لجميع الوفود من مختلف بلدان العالم، مشيرا على أنها تحتوى على كنوزا معمارية وتمثل منارة للحضارات المختلفة وتعرف بـ "لؤلؤة البحر الأبيض المتوسط" وهي ثاني أهم مدينة بعد القاهرة وكانت عاصمة لمصر الإغريقية الرومانية وجسرًا بين الشرق والغرب، وتمثل النموذج الأول للمدينة الكوزموبوليتية العالمية، كما أنها تجمع بين المعالم الأثرية والمتاحف إلى جانب مقوماتها السياحية المتميزة.
وطالب بضرورة تحديد جدول زمني للانتهاء من عمليات تطوير هذه المناطق التراثية بالمحافظة، من خلال إشراف لجنة هندسية مكبرة تضم خبراء تقوم بتحديد النماذج المتفردة من العمارة للحفاظ عليها بما يضمن إعادة ضبطها عمرانيا وتضع خطة متكاملة لتطوير المحافظة ومرافقها، خاصة وأن المحافظة بها ما يزيد عن ١١٠٠ منشأة تراثية وأثرية ومنها فلل ومنازل ومدارس ومنشآت، إضافة إلى الشوارع المعروفة ولها امتداد تاريخي.
ولفت "جمعة" إلى أن ذلك سيسهم في الحفاظ على المعالم الحضارية والتراثية التي تشكل الهوية السكندرية، الارتقاء بالمحافظة تراثيا وفنيا، وستمثل فرصة لتصبح مقصد سياحي هام وتعظيم العائد المالي للمحافظة، مشددا أن ذلك سيتماشى مع جهود الدولة برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي في تطوير العشوائيات بالمحافظة واستحداث وسائل النقل وإطلاق مبادرة الهوية البصرية.
كما اقترحت النائبة منى عمر، عضو مجلس النواب، بتخصيص ميزانية كبيرة تستهدف رصف جميع شوارع محافظة الإسكندرية، مؤكده أن تلك المحافظة من أهم المدن المصرية، وتحتوى على منشأت تراثية وقصورا فريدة تعد كنزا ومقصدا للعديد من الوافدين من كافة بلدان العالم، مطالبة بخطة عاجلة لإزالة كافة مظاهر التشوه الحضاري التي تعاني منه المحافظة لاستعادة بريقها من جديد.
وأوضحت منى عمر، خلال تصريحات خاصة لموقع برلماني، أن الاسكندرية تملك ثقل تاريخي وحضاري، لذا لابد من وضع خطة لتجميلها لاستعادة جمالها مرة أخرى، مطالبة بالحفاظ على الميراث التاريخي والثقافي الذي تحتوى عليه المباني التراثية، حيث تضم "عروس البحر المتوسط" مايقرب من 1350 مبنى تراثي، طبقا لما ورد بمجلد التراث الذى تم إعداده عام 2007 ، حيث تعبر هذه المباني على الهوية التاريخية والثقافية للمدينة، التي اشتهرت بطابعها "الكوزموبوليتاني" منذ بدايات القرن العشرين.
في حين أكد النائب السكندرى محمود قاسم، على أهمية وضع خطة تطوير وتأهيل لشوارع المحافظة والتصدي لظاهرة انتشار العشوائيات بكل حسم، مهاجما محافظ الإسكندرية الذى يترك ملف العقارات المخالفة وصور الإهمال داخل المحافظة دون تحرك يذكر على أرض الواقع.
وشدد النائب السكندري، خلال تصريحات خاصة، على أن الاهتمام بهذا الملف سيكون بداية الطريق لاستعادة المظهر الحضاري لمحافظة من أهم المحافظات المصرية ومقصدا هاما للسياحة الداخلية، حيث تظل هي المدينة الأكثر قربا للمواطنين والمصيف المتاح للعديد من محدودي الدخل، لذا فإن ملف تطويرها بات أمرا ملحا لتكون على غرار مشروعات التأهيل والتطوير التي تم تنفيذها بالقاهرة خلال الفترة الماضية.