"إننا في حاجة إلى نشر القيم الرياضية الإيجابية القائمة على إعلاء مبادئ المحبة والسلام والتنافس الرياضي الشريف، والتحلي بالروح الطيبة التي ينبغي أن تسود بين الجميع".. بهذه الكلمات علق عدد من أعضاء مجلس النواب، على ظاهرة انتشار التعصب في الملاعب الرياضية وعبر صفحات السوشيال ميديا، وبعض المنابر الإعلامية والتي دفعت البعض للمطالبة بإحياء مبادرة لا للتعصب.
في البداية طالب النائب طارق حسانين، عضو مجلس النواب، ورئيس مجلس إدارة نادى الترسانة، بضرورة عمل مبادرة لمواجهة ارتفاع نسبة التعصب بملفات الرياضة بين المواطنين وفى المقدمة منها كرة القدم، والذي تسببت في عمل مشاحنات في السوشيال ميديا بشكل أصبح مخيفا للجميع.
وتابع عضو مجلس النواب، أنه يجب إحياء مبادرة لا للتعصب، ولكن تحتاج لتفعيلها بالتواصل مع الأدوات الرئيسية من أعضاء فى الأندية والتواصل مع الروابط لبث الوعي.
وأوضح عضو مجلس النواب، المبادرة لابد وأن تشهد دعما من الإعلام بصورة عامة والإعلام الرياضى بصفة خاصة، وكذلك من قبل وزارة الشباب والرياضة، والجهات المعنية لتعديل وإلزام الجميع بالتحلي بالروح الرياضية، والقضاء على التعصب.
من جانبه قال محمود حسين، رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، إنه من الضروري نبذ التعصب والتعامل بروح رياضية، وإعلاء القيم الرياضة الحقيقية بعيدا عن التعصب والشحن الجماهيري.
وتابع رئيس لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، يجب التحلي بالروح الرياضية وعدم الانسياق وراء بعض الأصوات التي تحض على العنف والكراهية، ومواجهة تخريب العلاقات بين أبناء الوطن.
من جانبه قال النائب محمد على، إنه أصبح من الضروري حث جماهير كرة القدم في مصر، ومع وجود أندية عظيمة لها تاريخ عريض، بالابتعاد عن التعصب والسلوكيات الخاطئة، فالرياضة في الأساس هدفها هو الارتقاء بروح التعاون والتشارك وليس بث الفرقة وغيرها من الأمور التي تنتهى لا قدر الله بعواقب لا يحمد عقباها.
واستطرد عضو مجلس النواب، أن الدولة حريصة على دعم الرياضة المصرية والأندية المصرية والجماهير المصرية، وعلى خطاب إعلامي ينبذ كل أشكال الفتنة والتعصب، وكل سلوك يبتعد عن أخلاقيات الرياضة، التي تسمو بالجميع، لكن البعض يخرج عن الطريق السليم وهو ما يتطلب حزم وحسم في هذه الملفات.
وأشار عضو مجلس النواب، إلى أننا في حاجة إلى نشر القيم الرياضية الإيجابية القائمة على إعلاء مبادئ المحبة والسلام والتنافس الرياضي الشريف، والتحلي بالروح الطيبة التي ينبغى أن تسود بين الجميع، فإذا فاز فريق احتفل جمهوره دون التقليل من خصمه، وعلى جمهور الفريق الآخر أن لا يسيئ له.
وكان مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية جدد تحذيره من التَّعصب الرِّياضى، وآثاره السَّلبية التى تُهدد السِّلم المُجتمعى.
وأشار المركز في بيانه، إلى أنه مع إباحة الإسلام الحنيف لممارسة الرياضة، والأخذ بأسباب اللياقة البدنية، والقوة الجسمية؛ إلا أنه وَضَعَ ضوابطَ للألعاب البدنية يحافظ اللاعب من خلالها على دينه، ونفسه، وماله، ووقته، وسلامته، وسلامة غيره؛ بما في ذلك مُنافِسه.
كما جعل مراعاة هذه الضوابط كاملة أمرًا لا ينفك عن حكم الإباحة المذكور؛ بحيث لو أُهدرت، أو أُهدر أحدُها بما يبعث على الانحرافات الأخلاقية والسلوكية، أو الفتنة؛ ومن ثمّ الفرقة، وقطع أواصر الترابط في المجتمع؛ كان ذلك مُسوّغًا للتحريم.
ولا شك أن الحفاظ على الوَحدة مقصد شرعي جليل راعته هذه الضوابط، وقام على وجوبِ حِفظه أدلة عديدة، منها قول الله سبحانه: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ الله جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا..} [سورة آل عمران: 103]؛ حتى كان زوال مسجدٍ أولى عند الله سبحانه من نشوب فتنة، أو ظهور فرقة؛ ويدل على ذلك قوله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم في مسجد الضرار: {لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا ۚ لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَىٰ مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ ۚ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُوا ۚ وَالله يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [سورة التوبة: 108].
كما بيّن صلى الله عليه وسلم أن إذكاء الفرقة من فعل الشيطان؛ فقال محذرًا: «إنَّ الشَّيْطانَ قدْ أيِسَ أنْ يَعْبُدَهُ المُصَلُّونَ في جَزِيرَةِ العَرَبِ، ولَكِنْ في التَّحْرِيشِ بيْنَهُمْ» [أخرجه مسلم].
والمُتابع الجيّد لمباريات كرة القدم وأحداثها مُؤخرًا يرى تعدِّيات صارخة على هذه الضوابط، تُهدر كثيرًا من مصالح الشرع المرعيّة، وتجلب العديد من المفاسد، لا إلى ساحة سلوك الفرد فقط؛ بل إلى ساحة أخلاق وسلوك المجتمع بأسره.